قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين إن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين يجب أن تتركز أولا على قضايا الأمن واللاجئين والاعتراف بيهودية إسرائيل متهربا بذلك من بحث قضية الحدود ووقف البناء الاستيطاني. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله في مؤتمر في تل أبيب إنه سعيد بأن "الولاياتالمتحدة أدركت أنه ينبغي أولا البحث في قضايا الحل الدائم وهي الأمن واللاجئين والاعتراف بدولة يهودية". وعلى خلفية فشل المحادثات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة بشأن تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة شهور اعتبر نتنياهو أن "الأمريكيين فهموا أن الفلسطينيين سيبدأون بالتحدث عن المواضيع الجوهرية فقط في اليوم التسعين للتجميد الثاني". وذكر موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني الاثنين إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اجتمعت خلال نهاية الأسبوع الماضي مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ورئيسة حزب كديما والمعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني وحاولت أن تستوضح منهما الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل ومدى دعم حزب كديما لحكومة نتنياهو اليمينية فيما يتعلق بالعملية السياسية. ومن جانبها، قالت ليفني للإذاعة العامة الإسرائيلية الاثنين إنه في أعقاب فشل المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين فإن إسرائيل تدخل العملية السياسية بمكانة متدنية من الناحية الإستراتيجية. واضافت إنه بسبب أداء رئيس الحكومة (نتنياهو) فقدت إسرائيل استقلالية البحث في المفاوضات وأصبحت أمورا كانت بديهية في المواقف الإسرائيلية خاضعة لعلامة استفهام. وأعربت ليفني عن أملها بأن لا يعلن الاتحاد الأوروبي عن اعتراف بالإعلان عن قيام دولة فلسطينية مستقلة من جانب واحد مشيرة إلى أن واشنطن تعارض إعلانا كهذا.
وقالت ليفني ردا على سؤال إن انضمام كديما إلى الحكومة وارد فقط في حال قرر نتنياهو أنه يكون جديا بالقدر الكافي في نواياه تجاه السلام من أجل تغيير تشيكلة حكومته.
ورأت ليفني أنه توجد في إسرائيل غالبية سياسية وحزبية وشعبية تؤيد اتفاقا مع الفلسطينيين "لكن رئيس الحكومة يفضل بقاءه السياسي وحلفه مع ايلي يشاي (رئيس حزب شاس)" وأنها "تعلمت ألا أعتمد على حزب العمل وسيضطر وزراؤه إلى إعطاء تفسيرات حول وجودهم في الحكومة".
وذكرت صحيفة هآرتس الاثنين أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيلتقي نتنياهو في القدس مساء الاثنين وسيستعرض أمامه أفكارا أمريكية لاستئناف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وسيوضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن الإدارة الأمريكية تتوقع منه أن يطرح مواقفه حيال قضايا الحل الدائم وخصوصا قضية الحدود خلال الأسابيع المقبلة.
واضافت الصحيفة إن ميتشل سيلتقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله غدا (الثلاثاء) لكن المحادثات الأساسية سيجريها مع الجانب الإسرائيلي وذلك لأن الإدارة الأمريكية حصلت من الفلسطينيين على مواقفهم الأولية تجاه المفاوضات والمتعلقة بكل واحدة من قضايا الحل الدائم وهي الحدود والأمن والقدس واللاجئين والمياه والمستوطنات.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية على أن نتنياهو يماطل في طرح مواقفه بهذا الخصوص وأن الأمريكيين لم يسمعوا أبدا حتى الآن مواقف نتنياهو باستثناء موقفه في الموضوع الأمني ومواضيع مثل جودة البيئة والاقتصاد.