بلغ إجمالي عدد الهجمات التي أعلن تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" مسؤوليته عنها 49 هجومًا خلال الفترة الممتدة بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول من العام المنصرم 2010، وفقًا لتقرير إخباري أوردته دورية صدى الملاحم الصادرة عن التنظيم في عددها الأخير، ورصد "القاعدة" في "التقرير الإخباري الأول لعمليات (نفي الخبث)" المنشور في العدد 15 من مجلة "صدى الملاحم" 49 عملية نفذها عناصره ومسلحوه خلال خمسة أشهر، استهدف بعضها مقارَّ ودورياتٍ ونقاطاً عسكريةً وأمنيةً، في حين وجهت بعضها لاغتيال ضباط وقيادات في الجيش والأمن والمخابرات، ضمنها عمليات سبق للتنظيم أن تبناها في بيانات مستقلة أصدرها في أوقات متفرقة خلال الأشهر الماضية. واقتصر التقرير على الإشارة إلى الهجمات التي شنها مقاتلوه خلال الأشهر الهجرية: شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة (توافق بالميلادي: يوليو، أغسطس، سبتمبر، أكتوبر)، وتركزت معظم هذه العمليات في عدد من المحافظات الجنوبية والشرقية، وخصوصًا محافظتي أبينوشبوة (جنوب وشرق البلاد). وبَيَّن التقرير أن تنظيم القاعدة نفذ 13 عملية، استهدفت ضباطاً وقيادات أمنية في خمس محافظات يمنية، وأشار إلى أن ست عمليات كانت من نصيب محافظة أبين، قتل في خمسٍ منها خمسة ضباط أمن، في حين استهدفت العملية السادسة محافظ أبين أحمد الميسري وهو في موكب يتقدم حملة عسكرية لملاحقة عناصر التنظيم باتجاه مديرية مودية، وعلى الرغم من نجاة المحافظ فإن العملية خلفت ثمانية قتلى من الجنود والضباط المرافقين له، بينهم شقيق المحافظ. كما تبنى تنظيم القاعدة استهداف ثلاثة ضباط في محافظة حضرموت، وضابطين في محافظة لحج، غير أنه أكد مقتل ثلاثة منهم فقط، وأشار إلى تضارب المعلومات بشأن مقتل الضابطين الآخرين، أحدهما مدير الأمن السياسي بمديرية سيئون بمحافظة حضرموت، والآخر نائب مدير الأمن السياسي بمحافظة لحج الذي أصيب بعيارين ناريين. وأكد القاعدة اغتيال عناصره نائب مدير البحث الجنائي في محافظة مأرب محمد فارع، الذي ادعى التنظيم "أنه كان يقوم بملاحقة المجاهدين وتجنيد الجواسيس" حسب معلومات تم "التأكد منها عبر الجهاز الأمني الخاص بالمجاهدين"، في حين كانت العملية الأخيرة من نصيب محافظة صعدة، حيث نفذت "إحدى سرايا المجاهدين عملية أمنية موفقة"، قامت خلالها بأسر نائب مدير الأمن السياسي بولاية صعدة العقيد على محمد صلاح الحسام، الذي اتهمه القاعدة بأنه "كان يدير شبكات تجسس على المسلمين منذ 20 عامًا". وتنوعت العمليات الأخرى التي تبناها تنظيم القاعدة والبالغ مجموعها 36 عملية، بين هجمات شنها مقاتلوه على مقار الأجهزة الأمنية في محافظتي أبينولحج، وبين كمائن وهجمات استهدفت دوريات الشرطة والثكنات والنقاط الأمنية والعسكرية في محافظات: أبين (شهدت أغلب العمليات)، وشبوة، ولحج، والعاصمة اليمنية صنعاء، التي كان نصيبها عمليتين فقط، استهدفت إحداهما حافلة تُقِل جنودًا وضباطاً تابعين لجهاز الأمن السياسي (المخابرات)، والثانية سيارة نائب السفير البريطاني. وقدم التقرير الإخباري رصدًا يشمل معلومات حول مواعيد تنفيذ العمليات بالتاريخ الهجري والمكان الذي نفذت فيه، بالإضافة إلى الخسائر الناجمة عنها، مشيرًا إلى مقتل وجرح العشرات من الضباط والجنود في هذه العمليات، وتدمير العديد من الآليات العسكرية الثقيلة، في حين لم يعترف التنظيم سوى بمقتل خمسة من عناصره، وجرح أربعة آخرين فقط، مجددًا نفيه تنفيذ العملية التي استهدفت نادي الوحدة الرياضي بمحافظة عدن قبيل انطلاق بطولة خليجي 20. وتبنى تنظيم القاعدة المسؤولية عن تفجير أنبوب تصدير الغاز في محافظة شبوة، مؤكدًا أن "سريةً من المجاهدين قامت بزرع عبوات ناسفة تحت أنبوب تصدير الغاز المسال الممتد من مأرب إلى ميناء بلحاف"، وبرّر ذلك بوقف "نهب ثروات المسلمين". كما تبنى العملية التي استهدفت سيارةً تابعة للبعثة الدبلوماسية البريطانية في صنعاء بصاروخ "لو"، بينما كانت السيارة تحمل مع نائب السفير مجموعة من الدبلوماسيين البريطانيين العاملين في السفارة البريطانية، التي وصفها التقرير ب"وكر التآمر الميداني".