كشف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن عن تنفيذ (49) عملية إرهابية خلال خمسة أشهر من العام المنصرم 2010م ذهب ضحيتها العشرات من رجال الأمن والجنود اليمنيين . وقال تقرير إحصائي للعمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة في اليمن إن الفترة الممتدة من شهر مايو وحتى أكتوبر شهدت تنفيذ (49) عملية هجومية استهدف بعضها مقارَّ ودورياتٍ ونقاطاً عسكريةً وأمنيةً، في حين وجهت بعضها لاغتيال ضباط وقيادات في الجيش والأمن والمخابرات، ضمنها عمليات سبق للتنظيم أن تبناها في بيانات مستقلة أصدرها في أوقات متفرقة خلال الأشهر الماضية. وبَيَّن التقرير الذي نشرته دورية"صدى الملاحم" الصادرة عن التنظيم الإرهابي أن 13 عملية، استهدفت ضباطاً وقيادات أمنية في خمس محافظات يمنية، وأشار إلى أن ست عمليات كانت من نصيب محافظة أبين، قتل في خمسٍ منها خمسة ضباط أمن، في حين استهدفت العملية السادسة محافظ أبين أحمد الميسري وهو في موكب يتقدم حملة عسكرية لملاحقة عناصر التنظيم باتجاه مديرية مودية، وعلى الرغم من نجاة المحافظ فإن العملية خلفت ثمانية قتلى من الجنود والضباط المرافقين له، بينهم شقيق المحافظ. كما تبنى تنظيم القاعدة استهداف ثلاثة ضباط في محافظة حضرموت، وضابطين في محافظة لحج، غير أنه أكد مقتل ثلاثة منهم فقط، وأشار إلى تضارب المعلومات بشأن مقتل الضابطين الآخرين، أحدهما مدير الأمن السياسي بمديرية سيئون بمحافظة حضرموت، والآخر نائب مدير الأمن السياسي بمحافظة لحج الذي أصيب بعيارين ناريين. وأكد القاعدة اغتيال عناصره نائب مدير البحث الجنائي في محافظة مأرب محمد فارع، الذي ادعى التنظيم "أنه كان يقوم بملاحقة المجاهدين وتجنيد الجواسيس" حسب معلومات تم "التأكد منها عبر الجهاز الأمني الخاص بالمجاهدين"، في حين كانت العملية الأخيرة من نصيب محافظة صعدة، حيث نفذت "إحدى سرايا المجاهدين عملية أمنية موفقة"، قامت خلالها بأسر نائب مدير الأمن السياسي بولاية صعدة العقيد على محمد صلاح الحسام، الذي اتهمه القاعدة بأنه "كان يدير شبكات تجسس على المسلمين منذ 20 عامًا". وتنوعت العمليات الأخرى التي تبناها تنظيم القاعدة والبالغ مجموعها 36 عملية، بين هجمات شنها مقاتلوه على مقار الأجهزة الأمنية في محافظتي أبين ولحج، وبين كمائن وهجمات استهدفت دوريات الشرطة والثكنات والنقاط الأمنية والعسكرية في محافظات: أبين (شهدت أغلب العمليات)، وشبوة، ولحج، والعاصمة اليمنية صنعاء، التي كان نصيبها عمليتين فقط، استهدفت إحداهما حافلة تُقِل جنودًا وضباطاً تابعين لجهاز الأمن السياسي (المخابرات)، والثانية سيارة نائب السفير البريطاني. وقدم التقرير الإخباري رصدًا يشمل معلومات حول مواعيد تنفيذ العمليات بالتاريخ الهجري والمكان الذي نفذت فيه، بالإضافة إلى الخسائر الناجمة عنها، مشيرًا إلى مقتل وجرح العشرات من الضباط والجنود في هذه العمليات، وتدمير العديد من الآليات العسكرية الثقيلة، في حين لم يعترف التنظيم سوى بمقتل خمسة من عناصره، وجرح أربعة آخرين فقط، مجددًا نفيه تنفيذ العملية التي استهدفت نادي الوحدة الرياضي بمحافظة عدن قبيل انطلاق بطولة خليجي 20. وتبنى تنظيم القاعدة المسؤولية عن تفجير أنبوب تصدير الغاز في محافظة شبوة، مؤكدًا أن "سريةً من المجاهدين قامت بزرع عبوات ناسفة تحت أنبوب تصدير الغاز المسال الممتد من مأرب إلى ميناء بلحاف"، وبرّر ذلك بوقف "نهب ثروات المسلمين". كما تبنى العملية التي استهدفت سيارةً تابعة للبعثة الدبلوماسية البريطانية في صنعاء بصاروخ "لو"، بينما كانت السيارة تحمل مع نائب السفير مجموعة من الدبلوماسيين البريطانيين العاملين في السفارة البريطانية، التي وصفها التقرير ب"وكر التآمر الميداني". وفي السياق ذاته أكدت الولايات المتحدة الامريكية على لسان رئيسها أنها مصممة على القضاء على تنظيم القاعدة في اليمن مهما كانت التكاليف إلا أن السلطات الأمريكية تشترط معرفة دقيقة عن جميع المعلومات ذات العلاقة في حينها من الأفراد الذين تعتقلهم قوات الأمن اليمنية. وفي مكالمة هاتفية جرت بين مساعد الرئيس لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الوطني جون براننو الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يوم 23 كانون الأول/ديسمبر أكد المسئول الأمريكي أهمية اتخاذ عمل متشدد ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية بغية إحباط مخططاتها لتنفيذ هجمات إرهابية في اليمن وكذلك في دول أخرى من بينها الوطن الأميركي. وشدد السيد برانن على الحاجة إلى تعزيز التعاون الوثيق أصلا بين دوائر الأمن اليمنية والأميركية المولجة بمكافحة الإرهاب، وكذلك مع دول شريكة أخرى، بما في ذلك الحصول على جميع المعلومات ذات العلاقة في حينها من الأفراد الذين تعتقلهم قوات الأمن اليمنية. ونقل السيد برانن تقدير الرئيس أوباما لتضحيات الشعب اليمني في مجابهة القاعدة، كما أعرب عن الأسف للتصرفات الأخيرة لمؤسسة ويكيليكس. وشكر السيد برانن الرئيس صالح على التزامه الأكيد بضمان التعاون الكامل للحكومة اليمنية وتعهده بألا يتراجع أبدا في مواجهة أجندة القاعدة المهلكة.