شكلت حادثة إصابة عضو الكونجرس الديمقراطية، جابريل جيفوردز، في "توسان –أريزونا" أول محاولة اغتيال لعضو كونجرس منذ عام 1978، وأثارت المحاولة التي قضي فيها 6 أشخاص نحبهم الجدل حول دور الخطاب السياسي المشحون في تحريض الناس على العنف. حدة الجدل السياسي خلال العامين الماضين، و معظمه موجه ضد الديمقراطيين والتوسع الحكومي قد يكون ما شجع على استخدام السلاح ضد عضو الكونجرس، على الأقل هذا ما عبر عنه الكثير من السياسيين منذ أن أصيبت جابريل جيفوردز في رأسها أثناء إقامتها اجتماعاً مفتوحاً مع ناخبيها في "توسان". إثارة الشعب ويقول كليرانس دبنيك، رئيس الشرطة في توسان إن "المحاولات السياسية المتكررة لإثارة الشعب لديه أثر على الناس، خاصة أولئك المضطربين". الجاني، جاريد لوفنير، هو شاب عمره 22 عاماً عرف بالاضطراب العقلي وكان زملاءه في الصف الجامعي قد عبروا عن قلقهم تجاه تصرفاته غير العقلانية. واقترب لوفنير من عضو الكونجرس جيفوردز التي كانت في موقف للسيارات قرب سوبرماركت، وهو المكان الذي كانت تقيم فيه بعض اجتماعاتها المفتوحة، وأطلق النار عليها وعلى مجموعة أخرى من الناس، ما أدى إلى مقتل قاض فدرالي وطفلة بعمر التاسعة وآخرين. وكانت جيفوردز هدفاً ل"لوفنير" حسب كتابات تركها وحصلت عليها الشرطة فيما بعد، وهي جزء من كتاباته موجودة على عدد من الصفحات الإلكترونية تظهر آراء متطرفة، والكثير منها غير مترابط، كما كان قد عبر عن قبوله لنظريات مؤامرة تتعلق بالحكومة وسيطرتها على الشعب، رغم أن بعض من عرفوه في السنوات السابقة قالوا إن آراءه كانت ليبرالية. أما جيفوردز والموجودة تحت الرعاية المشددة فهي عضو كونجرس ديمقراطية في ولاية تميل إلى الجمهوريين في العادة، ولاية شهدت جدلاً واسعاً حول الهجرة غير الشرعية وشهدت مظاهرات عديدة لمؤيدي حزب الشاي. وتعرض مكتب جيفوردز للتخريب سابقاً بعد أن صوتت عضو الكونجرس لصالح قانون الإصلاح الصحي الذي دعمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما. أسباب إضافية وللجدل السياسي المشحون عدة اسباب كما يرى المراقبون: منها انتخاب باراك أوباما الذي أثار بعض العنصريين، إلى جانب التدهور الاقتصادي والتدخل الحكومي المتزايد الذي شجع ناشطي حزب الشاي على التعبير عن آرائهم المعادية للحكومة وتشبيهها بالانقلاب على البريطانيين أثناء حرب الاستقلال الأمريكية. الديمقراطيون ركزوا على المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الجمهوري سارة بيلين التي كانت قد استهدفت جيفوردز في قائمة أعضاء الكونجرس الديمقراطيين الذين وجب استبدالهم بمحافظين. الخارطة التي أصدرتها بيلين بالأسماء أظهرت أهدافاً للرصاص فوق دوائرهم الانتخابية.
وكانت جيفوردز قالت في ذلك الوقت "أنا على قائمة سارة بيلين ودائرتي الانتخابية تظهر كهدف رصاصة نارية. يجب أن يعلم الناس أنهم عندما يقومون بمثل هذه الأشياء، فإن هناك عواقب قد تصيب آخرين". ومن الأمثلة الأخرى للسجال السياسي المكهرب، جلين بيك وهو مذيع على قناة فوكس المحافظة الذي قال إن الأمريكيين سيقومون بثورة ضد الحكومة. وتجاوز الخطاب هذا الإعلاميين والسياسيين إلى أعضاء كونجرس منتخبين كالجمهورية ميشيل باكمان من "منيسوتا"، التي قالت أخيراً "أريد أن يكون أهل مينيسوتا مسلحين وخطرين في مواجهتهم لزيادة الضرائب، لأننا يجب أن نقاوم مرة أخرى". لكن الكثير من الأمريكيين الذين تحدثنا معهم في واشنطن على بعد خطوات من الكونجرس قالوا إنه لا يمكن لوم الإعلام فقط. وقال أحدهم وهو شاب في الثلاثينات من عمره: "المحزن أن هذا الشخص كان مضطرباً عقلياً وما كان قد أوقفه شيء عن القيام بجريمته".