دافع صالح الهبرة الناطق الرسمي باسم الحوثيين لأول مرة عن الإمامة في اليمن، بعد نفي الحوثي المتكرر لما أسموه الاتهامات بالدعوة إلى الإمامة والعودة إلى ما قبل الثورة اليمنية. ووصف الهبرة ثورة 26 سبتمبر بأنها خروج عن طاعة ولي الأمر ورفع للسلاح في وجهه، مشيدا في ذات الصدد بوضع اليمن حين ذاك. وقارن الهبرة بين اليمن وبين المملكة العربية السعودية قبل الثورة، وقال " إن السعودية كانت مستدينة من اليمن كميات كبيرة من الحنطة، وقامت الثورة واليمن تحتفظ بأكثر من 250 كيلو متر لدى السعودية في حين لا يوجد الآن منها شيء - حد تعبيره. الهبرة وفي مقال تلقى موقع" براقش نت" نسخة منه، انتقد حديث السلطة عن مرحلة الإمامة رغم تجاوز الزمن، كما انتقد في ذات الوقت تحميل فترة الإمامة كل ما يحدث لليمن حاليا. واعتبر حديث السلطة عن الإمامة هو بهدف خلق قناعة لدى الساحة اليمنية بالواقع الذي قدمته " بما يعتريه من أزمات ويشوبه من مشاكل وصرف غضب الساحة عنها بتحميل الماضي كل أخطاء الحاضر". واتهم الهبرة السلطة والرئيس علي عبد الله صالح بالتطاول على الماضي بكل مافيه، والإساءة إلى حقبة زمنية تمتد لأكثر من 1200سنة، والمتمثل في عصر الأئمة بما رافقها من صراعات وأحداث وما مرت به من متغيرات دولية ومحلية وإقليمية. وقال" إن السلطة بما تقوم به تكون قد أساءت إلى جزء كبير من تاريخ اليمن وحضارته التي صارت محل إعجاب الآخرين وأصبح اليمنيون يعتزون بها جيلا فجيلا كجزء من ثقافتهم ومجدهم ومصدر فخرهم"، معتبرا ذلك فصل مابين اليمنيين وتاريخهم وحاضرهم وماضيهم. وأكد صالح هبرة بأن ما تقوم به السلطة حرام لا يستخدمه إلا الغزاة والمحتلين الذين يجعلون مسح هوية أي بلد يحتلونه أهم أهدافهم. يذكر أن الرئيس علي عبدالله صالح كثف مؤخرا من هجومه على أنصار الحوثي، واتهمه بالسعي لاستعادة الحكم الإمامي في اليمن. وكان المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي في السادس من الشهر الحالي اعتبر خطاب رئيس الجمهورية في اجتماع اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام بأنه "تضليلي". وقال البيان" إن رئيس الجمهورية يحاول في خطاباته ربط ما جرى في صعدة من جرائم خطيرة وتدمير ممنهج بحق المواطنين على مدى خمس حروب أن ذلك رفض للإمامة"، مشيرا إلى أن الإمامة أصبحت ذريعة تغطي السلطة "المتهالكة" جرائم حرب صعدة . وأضاف الحوثي في بيانه" إن ما يجري في صعدة حقيقته إسكات الناس عن التنديد بجرائم أمريكا وإسرائيل في المنطقة". وأشار البيان إلى أن السلطة ما زالت بعيدة كل البعد عن معالجة قضية صعدة عمليا حيث لا يزال هناك ملفات عالقة كملف المعتقلين والمفقودين والتعويضات والحريات الفكرية. وكان رئيس الجمهورية اتهم أنصار الحوثي بالخرق وعدم الالتزام بالاتفاقات من قبل " عناصر التمرد التابعة للحوثي من وقت إلى آخر". وطالب الحوثيين الالتزام بوقف العمليات, وأن تخلي تحصنها في المرتفعات أو بعض المدارس أو بعض المديريات وتسليم ما لديها من معدات واليات خاصة بتنفيذ المشاريع الخدمية في المنطقة, فما زال هناك عدد من الآليات والمعدات التابعة للمقاولين, محتجزة وتستخدم الآن لشق الطرق الخاصة بتلك العناصر". وفيما يلي نص مقال صالح الهبرة : بسم الله الرحمن الرحيم على الرغم من كون الواقع قد تجاوز مرحلة الإمامة وصار الحديث عنها مجرد تاريخ إلا أن السلطة تستحضرها في أغلب مناسباتها وتتحدث عنها وعن الأئمة وفترة حكمهم في اليمن بأنها كانت مصيبة اليمن ووراء كل مشكلة حلت به طوال تلك الفترة حتى قيام ثورة 26سبتمبر. بل جعلت كل ما يحدث من اضطرابات في عهد ما بعد الثورة أنه من مخلفات الإمامة بحسب ما تراه ولكونها تهدف من وراء ذلك خلق قناعة لدى الساحة بالواقع الذي قدمته بما يعتريه من أزمات ويشوبه من مشاكل وصرف غضب الساحة عنها بتحميل الماضي كل أخطاء الحاضر التي أصبح الشعب يئن منها ويشكوها اليوم. إلا أن ذلك لا يخليها ولا يعفيها من أعباء أخطائها كما لا يعد مبررا لها بالتطاول على الماضي بكل مافيه وبالطريقة التي تستخدمها لأنها من خلال ما تقوم به من إساءة وتوجه من نقد عام لحقبة زمنية تمتد لأكثر من 1200سنة عصر الأئمة بما رافقها من صراعات وأحداث وما مرت به من متغيرات دولية ومحلية وإقليمية وتعاملهم معها بما يتناسب والمرحلة تلك. وبحسب ما رأوه تكون قد أساءت إلى جزء كبير من تاريخ اليمن وحضارته التي صارت محل إعجاب الآخرين، وأصبح اليمنيون يعتزون بها جيلا فجيلا كجزء من ثقافتهم ومجدهم ومصدر فخرهم بل يعتبر ما تقوم به فصل ما بين اليمنيين وتاريخهم وما بين حاضرهم وماضيهم وهذا حرام لا يستخدمه إلا الغزاة المحتلين الذين يجعلون مسح هوية أي بلد يحتلونه أهم أهدافهم. إن شعوب الغرب وأنظمتها يشيدون بحضارات لا يصح أن توصف بأنها حضارة ونحن في بلادنا يقومون بشطب ما يقارب 13 قرنا بكل بساطة، مع أننا لو عدنا حتى ولو إلى الماضي القريب الفترة التي تم فيها الخروج على طاعة ولي الأمر ورفع السلاح في وجهه بثورة 26سبتمر من خلال قراءتنا لما كتبه عنها بعض الذين عاصروا تلك المرحلة لوجدنا أن اليمن في تلك الأيام أحسن منه بكثير مقارنة لوضعه بوضع الدول من حوله بما فيه السعودية آنذاك ووضعه بوضعها اليوم. فقد كان اليمن يتمتع بثقل سياسي وثقافي واقتصادي حيث قامت ثورة سبتمبر والسعودية مديونة لليمن بكميات كبيره من الحنطة. واليمن يحتفظ بأكثر من مائتين وخمسين كيلوا متر عمقا في أراضيه التي قد أصبحت الآن تحت سيطرة المملكة بينما هو اليوم لا يملك ولا يمثل شيء، أما مباهاة السلطة بما أفرزته الثورة العلمية والصناعية للدول المصنعة وما أعقبه من تحول على واقع الشعوب واقتصادها بأنه من منجزات الثورة وخيراتها فذلك فن من فنون الجنون. وكذا شطبها لفترة تاريخية هامة من تاريخ اليمن تمتد لأكثر من 1200عام والحكم عليها بالغلط ولم يعد صحيحا من تاريخ اليمن سوى 47عام فترة الثورة أو بالأصح 30عام مدة تولي الرئيس علي عبد الله صالح والبقية جهل وظلام، جهل بتاريخ اليمن ومغالطة للواقع وتحويل الثورة من ثورة ضد أسرة ونظام محدد أيا كان نوعه إلى ثورة ضد فكرة وثقافة وتراث شامخ تهدم ما بناه الأوائل وسعيا لمحو هوية شعب عريق بكامله مما جعله مهوى ومحل أطماع السياسيات والثقافات المتنوعة والمشاريع الهدامة. صالح هبرة 28 جماد الأول 1430ه