أفادت مصادر أن أربعة أشخاص قتلوا خلال الساعات الماضية في أحدث مواجهات بين متظاهرين وعناصر من الشرطة بمدينتي منزل بورقيبة وبنزرت في تونس، وفق ما نقلت فضائية "الجزيرة" عن المصادر التي لم تسمها. وإضافة إلى القتلى الأربعة، ذكرت وكالة "رويتر" أن شابًا في الخامسة والعشرين من عمره قتل بالرصاص في اشتباكات مع الشرطة في ضاحية التضامن بالعاصمة التونسية ليل الأربعاء. ونقلت الوكالة عن شهود إن الشاب ويدعى مجدي نصري أصيب بطلقة في رأسه خلال مواجهة مع الشرطة. لكن مسئولين حكوميين قالوا إنه ليس لديهم تعليق على الفور، بحسب ما ذكرت الوكالة. وكانت مواجهات عنيفة اندلعت بين قوات الأمن وشبان في ضاحية العاصمة تونس ليل الأربعاء على الرغم من حظر التجول، بحسب ما أكد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية أبدوا "صدمتهم" لحجم الاضرار. وفرضت الحكومة التونسية حظرا ليليا للتجول بإقليم تونس الكبرى بعد مصادمات عنيفة بين محتجين وقوات الشرطة في أنحاء مختلفة من البلاد. لكن ذلك لم يمنع عددًا من الشبان من الخروج ليلاً لكسر حظر التجول، وسمع صوت إطلاق نار في ضواحي العاصمة بمنطقة الكرم وحمام الشط. وأوضحت وزارة الداخلية التونسية أن حظر التجول سيشمل العاصمة ومناطق مجاورة ابتداء من مساء الأربعاء إلى أجل غير مسمى. وقال مسئول تونسي إن حظر التجول سيبدأ في الساعة الثامنة مساء كل ليلة وسينتهي في السادسة صباحا. وكان الجيش دخل للمرة الأولى منذ بداية الأزمة إلى عدد من أحياء المدينة لحماية المنشآت العامة. ووقعت مواجهات جديدة بعد الظهر وسط العاصمة حيث استعملت قوات الأمن الغازات المدمعة لتفريق جموع المحتجين. وبحسب أحدث حصيلة، فقد لقي 16 شخصا مصرعهم في مواجهات الأربعاء بمحافظات تونسية عدة، في إطار الاحتجاجات المتواصلة منذ أسابيع في تونس، خمسة منهم في مدينة دوز جنوب شرقي تونس ومن بين القتلى أستاذ جامعي. وانطلقت شرارة الاحتجاجات يوم 18 ديسمبر الماضي من مدينة سيدي بوزيد (265 كلم جنوبتونس العاصمة) بعد إقدام بائع متجول على الانتحار بإحراق نفسه، احتجاجا على تعرضه للصفع والبصق على الوجه من قبل شرطية تشاجر معها، بعدما منعته من بيع الخضراوات والفواكه دون ترخيص من البلدية، ولرفض سلطات الولاية قبول تقديمه شكوى ضد الشرطية.