عندما عبر كبار المسؤولين العالميين والأوربيين عن الشؤون الإنسانية، ومنها مسألة اللاجئين وقضاياهم, عندما عبروا عن شكرهم وتقديرهم للمواقف الإنسانية لليمن من قضايا اللاجئين إليه وخاصة من الصومال, لم يأت ذلك من فراغ أو من قبل المجاملة السياسية أو الدبلوماسية, فما يقوم به اليمن من عمل وتعامل مع مسألة اللجوء هذه رغم خطورتها لا أعتقد أن لها مثيلا في كثير من دول العالم شرقه وغربه. هذا الموقف الايجابي الإنساني لا يقتصر على الجانب الرسمي والحكومي، بل هو أيضا موقف الشعب اليمني نفسه. الموقف الأممي الرسمي لم يك أيضا نتيجة تقارير أعدت هنا وهناك بل نتيجة زيارات استطلاعية ميدانية لوفود رسمية متعددة من قبل الأممالمتحدة والاتحاد الأوربي كان آخرها زيارة المفوض العام للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو جايزس، والمفوض الأوربي للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية كريستينا جورجيف. المفوضان قابلا كبار المسؤولين وزارا اللاجئين والنازحين وشاهدا على الطبيعة ما يقدمه اليمن للاجئين وتقاسمه معهم موارده المحدودة كما صرحا بذلك. والحقيقة أن اليمن قد انتهج سياسة الباب المفتوح مع هؤلاء اللاجئين وكأنه يقول لهم: لن أكون عليكم كما هي ظروفكم السيئة بسبب الأوضاع في بلدكم ونذالة المهربين معكم, تلك التي سجلتها المؤلفة الكسندرا فازينا في كتابها باللغة العربية "مليون شلن الهروب من الصومال" والتي تحدثت فيه عن أوضاع اللاجئين ومعاناتهم وما يتعرضون له في رحلتهم الشاقة عبر البحر في طريقهم إلى عدن من أعمال إجرامية وعنف واغتصاب, بل ورمي أعداد منهم لأسماك البحر المتوحشة. المفوضان العالميان لمسا معاملة الشعب اليمني للاجئين كضيوف في حاجة إلى العناية لا كغرباء يخشى منهم خاصة وهناك عناصر صومالية عملت في التهريب وجلب المخدرات والقرصنة, بل ومنهم من أعلن استعداده للقدوم إلى اليمن للاعتداء على الشعب والوطن اليمني, كل ذلك لم يجعل حكومة اليمن تغير نهجها وموقفها الإنساني من اللاجئين وكذلك الشعب اليمني الذي يتعايش معهم ويعيشون في أوساطه, وهناك جمعيات صحية تعمل على تسهيل حصول اللاجئين على العلاج في المستشفيات الحكومية وهو نفس ما تقوم به مع أبناء الشعب اليمني. المفوضان وهما يقدمان الشكر لليمن على عمله وتعامله مع اللاجئين طالبا المجتمع الدولي وفي المقدمة الدول المانحة تقديم الدعم السخي لليمن ومساعدته في تحمل أعباء اللاجئين من خلال بناء مشاريع التنمية ومحاربة الفقر وخلق فرص عمل لامتصاص البطالة ودعم خطه التنمية الاقتصادية والاجتماعية الرابعة 2011-2015 المقرر عرضها خلال اجتماع الرياض لمجموعه أصدقاء اليمن في فبراير القادم, وذلك ما نتوقع تنفيذه. [email protected]