محافظة ذمار تُحيي الذكرى السنوية لرحيل العالم الرباني السيد بدر الدين الحوثي    رئيس الاركان الايرانية: عملياتنا القادمة ضد الكيان ستكون عقابية    لأول مرة في تاريخه.. الريال اليمني ينهار مجددًا ويكسر حاجز 700 أمام الريال السعودي    افتتاح مشاريع خدمية بمديرية القبيطة في لحج    إيران تطلق موجة جديدة من الهجمات وصافرات الإنذار تدوي في الأراضي المحتلة    مومياء (الولاية) وسراب (الغدير)!    إخماد حريق في معمل إسفنج بالعاصمة صنعاء    برشلونة يتوصل لاتفاق مع نيكو ويليامز    حوادث السير تحصد حياة 33 شخصاً خلال النصف الأول من يونيو الجاري    استعدادًا لكأس الخليج.. الإعلان عن القائمة الأولية لمعسكر منتخب الشباب تحت 20 عاما    أخر مستجدات إعادة فتح طريق رابط بين جنوب ووسط اليمن    أبو شوصاء يتفقَّد قصر الشباب ويطِّلع على مستوى الانضباط في الوزارة والجهات التابعة لها    الوزير الزعوري يناقش مع مؤسسات وهيئات الوزارة مصفوفة الأولويات الحكومية العاجلة    تلوث نفطي في سواحل عدن    ماكرون يكشف عن عرض أمريكي إلى إيران بشأن وقف إطلاق النار    على خلفية أزمة اختلاط المياه.. إقالة نائب مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن    قصة مؤلمة لوفاة طفلة من ردفان في أحد مستشفيات عدن    انهيار مخيف الدولار يقترب من 2700 ريال في عدن    أمنية تعز تعلن ضبط عدد من العناصر الإرهابية المتخادمة مع مليشيا الحوثي الارهابية    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025    الإفراج عن 7 صيادين يمنيين كانوا محتجزين في الصومال    طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد    بالأدلة التجريبية.. إثبات وجود ذكاء جماعي لدى النمل!    د.الوالي: لن نشارك في تظاهرة هدفها ضد استقلال الجنوب العربي ورمزها الوطني    الشرق الأوسط تحت المقصلة: حربٌ تُدار من فوق العرب!    صوت الجالية الجنوبية بامريكا يطالب بالسيادة والسلام    أمن العاصمة عدن يلقي القبض على خلية حوثية    قرار مفاجئ للمرتزقة ينذر بأزمة مشتقات نفطية جديدة    بعض السطور عن دور الاعلام    راموس: اريد انهاء مسيرتي بلقب مونديال الاندية    صنعاء .. التربية والتعليم تعمم على المدارس الاهلية بشأن الرسوم الدراسية وعقود المعلمين وقيمة الكتب    السامعي يدعو لعقد مؤتمر طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي لبحث تداعيات العدوان على إيران    وجبات التحليل الفوري!!    واشنطن تبلغ حلفائها بعدم التدخل في الحرب بين ايران واسرائيل وصحيفة تكشف توقف مصفاة نفط    كأس العالم للأندية: تشيلسي يتصدر مؤقتاً بفوز صعب ومستحق على لوس انجلوس    اتحاد كرة القدم يقر معسكرا داخليا في مأرب للمنتخب الوطني تحت 23 عاما استعدادا للتصفيات الآسيوية    القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي يتفقد مستوى الانضباط الوظيفي في هيئات المجلس بعد إجازة عيد الأضحى    البكري يبحث مع مدير عام مكافحة المخدرات إقامة فعاليات رياضية وتوعوية    تعز.. مقتل وإصابة 15 شخصا بتفجير قنبلة يدوية في حفل زفاف    الأمم المتحدة:نقص الدعم يهدد بإغلاق مئات المنشآت الطبية في اليمن    بايرن ميونخ يحقق أكبر فوز في تاريخ كأس العالم للأندية    علماء عرب ومسلمين اخترعوا اختراعات مفيدة للبشرية    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    العقيد العزب : صرف إكرامية عيد الأضحى ل400 أسرة شهيد ومفقود    حصاد الولاء    مرض الفشل الكلوي (8)    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    أهدر جزائية.. الأهلي يكتفي بنقطة ميامي    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    اغتيال الشخصية!    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحديات كارثية في مؤتمر وحدة الخليج وشبه الجزيرة العربية
نشر في براقش نت يوم 29 - 01 - 2011

نواجه ثلاثة متغيرات كونية لم تكن موجودة في السابق الاول منها هو تغيير محور القوى العالمية
وقد نقل بدر المشعان في صحيفة الجريدة الكويتية في 26 يناير خبر بدء فعاليات مؤتمر وحدة الخليج وشبه الجزيرة العربية في الكويت الذي استمر ثلاثة ايام . وخلال افتتاح فعاليات هذا المؤتمر القى نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الكويت الشيخ محمد الصباح كلمة الافتتاح قال فيها " أن الكويت تحتفل بثلاث مناسبات هي مرور 50 عاما على الاستقلال و20 عاما على التحرير و30 عاما على انشاء مجلس التعاون الخليجي" . وانه 'تزامنا مع هذه الاحتفالات هناك ادراك لما يحيط امتنا العربية من تحديات'، لافتا الى ان 'المواطن العربي وهو على هضبة التاريخ يتساءل ان كان هذا النظام يستطيع ان يلبي مطالبه'، مشيرا الى ان 'هذه الاسئلة تراود قادة دول مجلس التعاون الخليجي'.

واضاف الشيخ :" 'واننا نواجه ثلاثة متغيرات كونية لم تكن موجودة في السابق الاول منها هو تغيير محور القوى العالمية اذ واجهنا عالم ثنائي القطبية، وبسقوط حائط برلين ساد العالم نظام احادي القطبية وهذا النظام لا يستطيع ان يستمر، وسندخل في عالم متعدد القوى'، مشيرا الى ان 'الصين دخلت خط القوى الدولية والرئيس الاميركي اكد دعمه لدخول الهند في القوى الاقليمية'. وأضاف ان 'التغير الآخر هو الخطر الوجودي، ففي السابق كنا نتكلم عن الصراع الوجودي ولكن بدأت تتغير مفاهيم الخطر الذي تتعرض له الدول، وأصبحت تظهر علينا الطائفية والفئوية كما اننا كدول اسلامية سنفقد جزر المالديف الاسلامية، وهناك هاجس وتخوف في الكويت من المفاعل النووي الايراني'، مشيرا الى انه 'في حال اصاب هذا المفاعل أي خلل فإن بيئتنا البحرية وأرضنا وغير ذلك سيتضرر' وتابع الشيخ محمد الصباح القول 'اننا نواجه التغير الديموغرافي في الهوية بسبب تحولنا الى اقلية في بلداننا، نتيجة استيراد العماله الوافدة التي أثرت علينا'، مشيرا الى ان 'ذلك يمثل تحديا ثقافيا على هويتنا العربية والاسلامية".
المتغيرات الكونية الثلاث التي تحدث عنها الشيخ محمد وقال انها لم تكن موجودة في السابق بعد ان اشار الى التغير في محور القوى العالمية منها.

الحدث التااريخي الكبير الذي لا لبس فيه هو المتغيير الكوني بعد زوال الاتحاد السوفييتي منذ عام 1990. واذا ما افترضنا ان هذا المتغير" لم يكن موجودا في السابق اي قبل عشرين عاما" ، الا ان الحال يختلف بالنسبة للمتغيرات الاخرى التي تحدث عنها الشيخ محمد الصباح . فالهجرة الايرانية الى الخليج لم تقل خطورة عن المفاعل النووي الايراني اليوم وهي قديمة والايرانيون اصبحوا يشكلون نسبة كبيرة من سكان الخليج والكويت بالذات . لقد ازدادت هجرتهم اليها منذ قبل الخمسينيات من القرن الماضي بعد ان واصلوا العمل على تشكيل لوبيات ايرانية اصبحت طابورا خامسا واخترقت اجهزة الدولة بقوة القطاع الخاص الذين يعملون فيه والامكانيات المادية التي توفرت لديهم والغيتو القوي المبني على الطائفية والفئوية الذي يعيشون فيه مستعينين بالمناخ السياسي الايراني المتمثل في قوة شاه ايران الذي كان يعتبر شرطي الخليج والسيد المطاع في المنطقة كلها دون منازع والحليف القوي للقوى الكبرى في الخليج منذ منتصف القرن الماضي وحتى سقوط الشاه عام 1979 عند اندلاع الثورة الاسلامية في ايران والتي راحت هي الاخرى تهدد امن ومستقبل الخليج العربي من جديد . لقد عشت في الكويت ما يقرب العشرين عاما ولمست جبروت الايرانيين وقوتهم واستحواذهم على العديد من الجوانب الحساسة في المجتمع الكويتي وكرههم المقيت للعرب فيه . ولم يأت تحذير النائب ناصر الدويلة ' من فراغ بالحديث عن وجود 25 الف من فيلق حرس القدس الثوري الايراني في' الكويت الذين سيقلبون الكويت الى ساحة اشبه بالساحة اللبنانية بعد اكتشاف اختراقات كبيرة للأجهزة الأمنية الكويتية ووجود 'نشاط إيراني ضخم ومركز على دولة الكويت' ، حسب قوله ، وهي النتيجة الحتمية والتي لا جدال فيها لسياسة تجنيس الايرانيين في الكويت وليس العرب. اليس في هذا من المتغيرات التي قد تفوق الهاجس والتخوف من خطورة قوة المفاعل النووي الذي يتحدث عنه شيخنا ؟ فهل مثل هذا المتغير لم يكن له وجود في السابق ؟!! اما عن المتغير الاخر الذي قال عنه اننا كدول اسلامية سنفقد جزر المالديف الاسلامية واصبحت تظهر علينا الطائفية والفئوية، فلا اعتقد ان الشيخ يعتبر هذا من المتغيرات الكونية التي لم يكن لها وجود في السابق ايضا كما يقول. لان الطائفية والفئوية ظلت تشكل الطابع الراسخة جذوره في المجتمع القبلي الاناني منذ ان استقرت القبائل العربية على اطراف الخليج.

وتابع الشيخ محمد الصباح 'اننا نواجه التغير الديموغرافي في الهوية بسبب تحولنا الى أقلية في بلداننا، نتيجة استيراد العماله الوافدة التي أثرت علينا'، مشيرا الى ان 'ذلك يمثل تحديا ثقافيا على هويتنا العربية والاسلامية'، وقال 'نحن الآن نناقش في هذا المؤتمر المخاطر التي تواجه وحدتنا الخليجية'، وهنا يطرح السؤال نفسه هل ان المتغير الديموغرافي بدأ خطره بالامس ام انه بدأ منذ ان جاءت هجرة القوى العاملة الى الخليج عند ظهور النفط ودولاراته التي انعشت الاقتصاد وخدرت انسان الخليج واغمضت عينيه عن المخاطر ؟ وهل اكتشف الشيخ هذا المتغير فجأة الان ولم يستمع الى التحذيرات الكثيرة التي يرددها المسئوولون والخبراء في الخليج وهل من المعقول ان يقول الشيخ انه متغير آخر لم يكن موجودا في السابق؟!!

ليستمع الشيخ محمد معنا الى وصف حقيقي لمفاسد الفئوية والطائفية وخطر العمالة الوافدة كما ورد في اخطر وثيقة وجهها وزير الديوان الأميري الأسبق في الكويت الشيخ خالد الاحمد وهي عبارة عن رسالة تاريخية تضمنت نقدا لاذعا للاوضاع العامة في الدولة ولأداء الحكومة قال فيها : " نعيب زماننا العيب فينا ... وما لزماننا عيب سوانا ... الساكت عن الحق شيطان أخرس . أين أنت يا وطني ؟ من الذي أضاع هويتك ؟ اليوم أراك ضعيف هزيل تعيش في كابوس من الرعب والخوف ، بعد ما جردت من هويتك الكويتية الأصلية، وفقدت الولاء، وصار الولاء للطائفية والقبلية. (لقد ضعت وسنضيع معك). نحن في وقت قل به الرجال وكثر فيه الدجّال، انعدم به الضمير واتسعت فيه الذمم، عهد الشللية والمحسوبية والنفاق، هذا ما افزعني وصرت أخشى عليك وعلى أنفسنا من نكبات الزمن وتقلباته، ومن هم في مراكز القرار لم يعد يعيرونك الإهتمام الكافي، محاطون ببطانة فاسدة، همهم في المقام الأول ملذاتهم واشباع رغباتهم التي لم تقف عند حد، مما دفعني لقول الحقيقة التي يعرفها الجميع.ان نواباً ومعلقين سياسيين شككوا في ان الجولة الأخيرة من الإضرابات العمالية ستكون الأخيرة، إذ ثبت في مناسبات سابقة ان لوبي شركات استقدام العمال وتجار الاقامات، كان دوماً منيعاً أمام الإجراءات الحكومية، والجهات المعنية بحقوق الإنسان وشؤون العمال الوافدين تقول ان تورط بعض الرسميين وحتى أعضاء البرلمان بتجارة الاقامات يحول دون اتخاذ إجراءات حاسمة . هل كانت الكويت بحاجة الى أعمال شغب يقوم بها آلاف من العمال الآسيويين الفقراء كي تنتبه الى خطورة هذا الملف الأمني والإنساني الملح ؟ سؤال بات يطرحه كثيرون في الكويت، بعد أسابيع على أعمال الشغب الذي أوقع مصابين وأضراراً مادية كثيرة، وإضرابات عطلت العمل في بعض المرافق، وهي مشكلة واجهتها الحكومة بحملة واسعة شملت إبعاد آلافٍ من الآسيويين المتورطين بالشغب وغالبيتهم من بنغلادش، فيما قال برلمانيون وحقوقيون كويتيون ان الدولة " عاقبت الضحية وتركت الجاني " . ويواصل الشيخ خالد القول :" هذا ما كنت أخشاه . إنها محنة ، بل مصيبة. إنتظروا لتروا الأسوأ، بدايتها إضراب الجالية الأسيوية وشل حركة العمل في جميع مؤسسات وقطاعات الدولة لأكثر من ثلاثة أيام ذكرتنا بأحداث (خيطان ) وما نتج عنها، ولا نريد تكرارها مرة أخرى، فالعمالة الأسيوية قد تتحول إلى عواصف مدمرة، ويخرج الطابور الخامس الذي يستغل هذه الأحداث في زعزعة البلد، وهذا ما نخشاه، وهو أمر يتوقعه كل كويتي". ويضيف الشيخ خالد القول :" ستلد في المستقبل القريب أحداثا أكثر ضراوة وخطورة .....الكل يتهم النظام ويتكلم عنه وصار محل سخرية واستهزاء لدى البعض لأنه في وضع لا يسر ولا يبشر بالخير متفكك، يتصارع أعضاؤه فيما بينهم بالعلن والخفاء . كانت الأسرة الحاكمة في الماضي كالشجرة يستظل بها الجميع، أما اليوم فهي كالعود لاظل لها بعد أن ضاعت هيبة الحكم وكرامة الأسرة التي أصابها الوهن والترهل أنها إرادة الله التي أوصلتنا إلى مانحن فيه من ذل وإهانة " . . لقد كان الشيخ خالد صادقا وامينا ومصيبا في هذه الرسالة التي هزت الوجدان والضمير بعد ان كشف الصورة المأساوية الحقيقية التي يمر بها المجتمع الكويتي . وقد علقت على البرقية المنشورة في ايلاف ونشر تعليقي صباح نفس اليوم ثم اختفت البرقية والتعليق عليها عصرا اثر وصول التعليمات تطلب ذلك . ولا اريد ان اطيل هنا واذكر التعليق . . وبالاضافة الى رسالة الشيخ خالد ، هناك العديد من الشخصيات الوطنية البارزة في الكويت والخليج حذرت من الطوفان في الخليج العربي . ولن انسى تحذيرات الوزير البحريني علي فخرو حول المخاطر التي تهدد الخليج قبل عقود من الزمن. واليوم وبعد مرور اكثر من 30 عاما ما زال هذا الصوت الشريف مدويا ومحذرا بعد ان تفاقمت المخاطر واصبحت المجتمعات العربية في الخليج مهددة علنا بالزوال حتى كدنا نرى ان من الضروري اعادة النظر في تسمية الخليج بالخليج العربي ! فيا ترى هل هي مؤامرة على عروبة واسلام الخليج ام ان ثروة النفط اعمت البصيرة . في برنامج بلا حدود في قناة الجزيرة جرى حوار مع الوزير فخرو قال فيه" : بعد 30 سنة سيكون عدد سكان بلدان 6 دول في الخليج 100 مليون نسمة ، 60 مليون منهم من الوافدين ، 15 مليون منهم عربي و45 مليون غيرعربي . وان 66 بالمئة من العمالة ستكون من الاجانب منها 90 بالمئة في الامارات و 18 في السعودية و79 في البحرين ، وهذا معناه ان الانتاج يقوم به اناس لا ينتمون الى هذه الارض واذا ما ارادوا ان يوقفوا كل العملية الاقتصادية يوما فانهم سيوقفوها . اما الى جانب العامل الديني فان هؤلاء الاجانب سيحتاجون الى كنائس ومعابد ومدارس وبالتالي قبولنا بالتعايش معهم . نحن لسنا ضده ولكن الامارات فيها 32 كنيسة وفيها مقبرة ومحارق ايضا. واذا كان 60 مليون غير عربي في الخليج وغير مسلم فكم من الكنائس سيحتاجون وكم مجمع وكم نادي وكم مدرسة وكم وكم سيحتاجون. اي ان كل ما لا يصل الى العروبة والاسلام سيصل الى المنطقة . هناك الخطر على الثقافة ، عدد المدارس الاجنبية 170 في السعودية و92 مدرسة في الكويت" . ويواصل الوزير حديثه :" ارجو من حكوماتنا ان تدرك ان هذه القضية اصبحت بالغة الخطورة والتشعب وتحمل الكثير من الاخطار . ويسأل المحاور الوزير فما العمل ؟ وبدوره يجيب الوزير :" انك اليوم لا تستطيع ان تعيش منعم ومحاط بالفقر . واذن من صالحك ان تستثمر اموالك في هذه الارض بدلا من استثمارها في امريكا . والجانب الاخر هو مهم جدا فكما نريد ان نحافظ على عروبتنا ، امامنا المجال العربي . واذا ما اردنا ان ناخذ عمالة عربية علينا ان نضع المال اللازم وامهد لتدريبها وارفع مستواها ثم شيئا فشيئا اوطنها هنا . اضع كل ذلك للانسان العربي وبصراحة ان الانسان العربي سيستوطن هنا ويتدرب وسيكون اكثر حرصا على هذه الارض من ساكني هذه الارض . ان هؤلاء الاجانب ياتون بجرائم وعادات غريبة والعمالة الوافدة اصبحت اكثر من نصف السكان والمجتمعات السكانية مسكونة من غيرالعرب وخالية من كل القيم اي انت قلبت هذه المدن الى مدن اجنبية . المواطن اصبح ليس له تاثير . كل شئ له ارتباط بالثقافة العالمية وموجه للاجانب . وشيئا فشيئا يصبح المواطن اقلية ثقافية وسكانية . الاسر في الخليج اليوم لها خدم اكثر من عدد افراد الاسرة ويربون اطفالهم . اي ان الجيل الجديد القادم سوف لن يكون عربيا . نصف الى ثلث العمالة هم من الخدم . القسم الاعظم لا يتكلمون اللغة العربية وهم الذين يربون اولادنا لان الاباء منشغلون في هذه الثروة الهائلة والنساء 25 بالمئة منشغلات في العمل المهني وهن منهكات . وهؤلاء الاطفال يتكلمون لغة اجنبية مع السائق والخادم . المسئوولون في الخليج يتباهون ببناء مدن الرفاهية واعلى الابراج والبنايات في العالم والدنيا ويزايدوا على بعضهم البعض في بناء اكبرالاسواق الاستهلاكية وهي لغير المواطنين ". وفي حوار مع الاستاذ الجامعي الكويتي عبد الله النفيسي مع احمد منصور ايضا ، حذّر فيه من وجود الاجانب والاقليات المسيحية وبناء الكنائس الملفت للنظر قال :" ان هذه الكنائس اصبحت تمثل آليات رمزية للتدخل في دول الخليج وان قانونا جديدا اصدره الكونغرس الامريكي حول حماية الاقليات الدينية وهو ما يبرر التدخل الامريكي في المنطقة. وان الاجانب والمسيحيين في الامارات والكويت قد يصبحون الاغلبية وقد يأتي اليوم الذي يطالبون فيه بحق تقرير المصير. انك تمشي اليوم في شوارع دبي وترى العربي كالفاكهة النادرة ". ويواصل النفيسي حديثه المتطرف ويعبر عن تخوفه من ان الدور القادم بعد احتلال امريكا للعراق هو الخليج وطالب بتمريغ وجه امريكا بالدم قبل خروجها من العراق ، كما لو ان امريكا لم تعرف الخليج وليست تحتله منذ عام 1968 عند انسحاب بريطانيا منه . امر مضحك حقا بعد ان اعترف استاذنا بان الانسان العربي في الامارات اصبح كالفاكهة النادرة.

المحامي الكويتي المعروف حمد يوسف العيسى كتب قائلا :' صدرت تشريعات ذات صفة تقدمية ، ولها اصالة عربية تميزت بالانفتاح وبالرغبة في التعايش مع الاشقاء العرب ضمن اطار المساواة في الحقوق والواجبات وضمن اعتبارات العدالة الاجتماعية والحق والحرية والكرامة للجميع .. ثم جاءت الارادة الشعبية لتشوه كل هذه المعاني الجميلة وتجعل من الكويت تعيش حياة العزلة والانغلاق . وما تعديلات قانون الجنسية الا واحدا من العديد من الامثلة للردة الرجعية والاقليمية الضيقة التي تأباها قواعد السلوك الانساني والخلق العربي '. يا ترى من هي القوة الخفية التي وقفت في وجه تلك التشريعات ذات الاصالة العربية التي تميزت بالانفتاح وبالرغبة في التعايش مع الاشقاء العرب كما يقول السيد العيسى ؟ . وهذا احد اشهر المسئوولين في الحياة الاقتصادية الكويتية الا وهو عبد اللطيف الحمد الذي شغل منصب المدير العام لصندوق التنمية الكويتي وكان وزيرا للمالية في السبعينيات قد قدم اقتراحا لحل مشكلة الوافدين العرب والاجانب في الكويت عندما القى كلمة قال فيها :' اننا في الكويت نتطلع الى التفكير بصيغة بوتقة النماذج على المدى البعيد ، بهدف دمج العناصر الجيدة من مجموع السكان الاجانب، بغض النظر عن اصولهم، واننا نعتقد ان تحقيق هذا الهدف الذي يتطلب مواجهة الكثير من الجهود ، هو امر ممكن. بالتالي ، فاننا سنعيد الصورة ، وعلى نطاق اصغر، التي قام عليها جوهر تكوين الحضارة العربية الاسلامية في العصور الوسطى، عندما انصهرت مختلف الشعوب في مجتمع واحد، متعدد الاجناس والمظاهر، ما زال باقيا حتى الوقت الحاضر'.

واليوم وبعد ان اعيد قراءة المتغيرات التي اشار اليها الشيخ محمد الصباح في كلمته بافتتاح المؤتمر، وبعد كل هذه المؤشرات على وجود مخاطر العمالة الاجنبية التي ذكرتها هنا منذ زمن بعيد ارجو ان يسمح الشيخ محمد الصباح ان اؤكد له ولغيره من المسئوولين انهم على علم واطلاع كامل ولا ينكرون الظروف التي عاشها الوافد العربي في بلد عربي ومسلم مثل الكويت وكذلك الدمار الذي حل به بعد الكارثة التي وقعت في الكويت عام 1990 ، وما عاناه من التشتت والقضاء على مستقبله ومستقبل اولاده مثلما تشتت الكويتيون وهربوا من بلادهم بعد الغزو. ولكن الكويتيين عادوا الى وطن بعد التحرير اما الاخرون الذين كانوا يعيشون على الهامش في الكويت فقد ظلوا مشتتين وراحوا يبحثون عن اوطان جديدة . هم حصلوا على التعويضات من العراقيين ولكن ليس هناك من عوض الاخرين ممن ظلوا في الشتات . من الذي يتحمل المسئوولية الاخلاقية في كل ذلك ؟! . وبدلا من تعليق الامر على شماعة العمالة الوافدة اي حتما ان الشيخ قصد العمالة الاجنبية التي اكد انها تؤثر على الهوية العربية الاسلامية ، يعرف الشيخ ايضا كيف تجاهل الكويتيون الاستماع للنصائح والنداءات التي كانت تصب في انعاش المجتمع الكويتي وتقوية بناء الدولة بالاستفادة من الاجيال العربية المولودة والناشئة في الكويت على مدى عقود من الزمن كما مر بنا في حديث الوزير فخرو والسيد الحمد والسيد العيسى، هذه الثروة الفريدة التي اصبح اكثرها بعد الشتات من حصة امريكا واوربا واستراليا وغيرها من البلدان وانتشرت في بقية بلدان العالم بعد الكارثة، تلك العقول التي تعب عليها آباؤها ، بل وبالعكس اصدرت الحكومة الكويتية قوانين اقامة جائرة كان من شأنها تشريد هذه الاجيال حتى قبل الغزو ، وكانما هناك مخطط لاخراجهم من الكويت . نعم مخطط ّ . اليس مع السيد المحامي العيسى الحق بان يصف كل ذلك بالردة الرجعية والاقليمية الضيقة ؟ وهذا ما ترسمه القوانيين الكويتية الجائرة التي وصفها مؤخرا مسئوول في شرطة الامارات العربية المتحدة بانها اشبه " بقيود العبودية " . يا ترى من المسئوول عن هذه النكبة ، نكبة تهديد فقدان الهوية التي يتحدث عنها الشيخ المحترم وهو اليوم المسئوول الكبير في الدولة ؟ ارجو ان تتضح ارادة الشيخ بكشف الحقائق ووضع النقاط على الحروف والكلام بمنطق الحق والحقيقة والمصداقية وبنفس الشجاعة التي تحلى بها الشيخ خالد والاخرون دون قلب الحقائق في الحديث عن فقدان الهوية بسبب العمالة الوافدة ، بل كان الاجدر ان يقول ويؤكد انها بسبب تشريد العمالة العربية قبل كل شيئ ، هذه الثروة التي هي اقوى واثمن من النفط . هل سمع شيخنا ما قاله الدكتور عبد الله النفيسي عن الخطر الذي يهدد وجود الكويت اليوم وعن حالة الرخاء فيها التي وصفها بانها انتحار بطئ ؟ او ما جاء في مجلة الفورن بوليسي عن مكرمة امير البلاد الى الكويتيين التي عزاها الكاتب الى مخاوف الحكام العرب من ردود الفعل بسبب الثورة في تونس ؟ . فليقرأ الشيخ مقالتي " بعنوان : اضواء على زيارة الوفد الكويتي الى بغداد الذي كان هو من ضمن الوفد الزائر ، في صحيفة صوت العراق او الحوار المتمدن المنشورة حاليا بحلقتين فستجدون الاجابة . متى اذن سيتعلم ويتعض الكويتيون من تجارب الامس وكوارث الزمن الردئ ؟ وهل حقا ان مسئولا كويتيا كبيرا كالشيخ محمد الصباح يتحدث في مؤتمر مهم عن خطر العمالة الوافدة ويصفها بانها من المخاطر الكونية التي لم تكن موجودة سابقا ، هذه العمالة الوافدة العربية منها اوالاجنبية التي دأب الكويتيون والمسئوولون في بقية دول الخليج على استغلالها والاتجار بها منذ عقود طويلة على نحو بعيد عن كل القيم العربية والاسلامية والاعتبارات الانسانية التي تأباها قواعد السلوك الانساني والخلق العربي كما قال السيد المحامي العيسى منذ عقود من الزمن وحتى اليوم؟
اياد الجصاني باحث ومترجم اكاديمي
عضو نادي الاكاديمية الدبلوماسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.