قال الكاتب اليمني عادل الربيعي بمقال نشر له اليوم بعنوان"الحوثي والجرعة: عصيدتكم يا "إخوان" متنوها..!"في الأمس صنع الإخوان بأيديهم فتنة التثوير الانتهازي، ليجولوا بها البلاد طولاً وعرضاً وليجوبوا بها المراحل والمواقف عبثاً ونكثاً وفساداً، صنعوا الفتنة ومجدوها وجعلوا منها ملحمة مقدسة رغم كل رائحة الدماء والخراب التي خلفوها وراء هلعهم المستعر للسلطة، وهكذا صعدوا للسلطة ومرت الأيام سريعاً ليأتي الحوثي اليوم ويلعب ذات اللعبة وبشكل أفضل وبمنطق أفضل وفي ظرف أنسب وتوقيت قاتل..! واضاف":ولأن لعبة التثوير الإخوانية كانت بدعة سهلة وخالية من البطولة والرؤى والمبادئ، سريعاً ما انقلب السحر على الساحر ليتجرع الإخوان -بعد عامين فقط من إدارة حكومتهم الفاسدة - من ذات الكأس الذي عصروه وجرعوه بكل انتهازية وتنكر لغيرهم. وبالفعل مشهد درامي بليغ ولكن السؤال هنا: كيف تعاطى الإخوان مع مسلسل التثوير 2014 للحوثي الرفيق في الساحات وتثوير2011 م؟ هل قاموا بمراجعات حول جدارتهم السياسية في إدارة مصالح الناس وعن درجة مسؤوليتهم في الفساد والاستهتار الذي قاد إلى الجرعة المُهلكة؟ وهل وقفوا بمسؤولية وبنقد ذاتي تجاه مدى كارثية التلاعب بالثوابت السياسية والوعي العام خلال وأثناء بدعتهم الثورية وإرهابهم المتخفي وعن مدى مسؤوليتهما في تمييع قواعد اللعبة السياسية، وشل سُبل وضوابط الدولة والجيش تجاه الفوضى الخلاقة التي صارت تقودنا من سيء إلى أسوأ ومن مبدأ كاذب إلى مبدأ كذوب؟! هل سألوا أنفسهم لماذا كل هذا الرفض الشعبي المحلي والعربي لمشروعهم المحتضر بين الفضائح السافرة ومرافعاتهم البائسة؟ وقال :لا شيء من هذا يبدو حتى اللحظة، ولكن ماذا سيجدي كل هذا الهروب من المسؤولية ومن دفع ضريبة الفساد والحروب والفشل؟ وماذا سينفع كل هذا الهلع والتهويل الإخواني من الخطر الحوثي؟ وما الفائدة من الاستعطاف والتسول بالاصطفاف الوطني وترويع الناس من خطوات التصعيد الثوري الحوثي؟ فالحوثي بكل مخاطرة -التي نتفق فيها جزئياً معهم- يسير في طريق الإخوان المُعبدة ويلعب بذات المنطق والآليات والخطاب الثوري المآزر للجماهير وبنفس قواعد لعبة الربيع الإخواني، بل وبنسخة معدلة تستثمر وتتفادى أخطاءهم. مشيرا الى انه ليس أمام الإخوان في هذه اللحظة والحيثيات السياسية الحرجة إلا التوقف عن المزايدات والكف عن التقنع بالشعب وتمنطقهم الوطني المقيت، والمضي قدراً بالالتزام لقواعد البدعة التي ابتدعوها والخضوع لها في حدودها الأدنى الممكنة.. فبقية القوى ليست لها أيدي طولي في الحكومة الفاسدة، وبكارثية الجرعة الباسندوية الثانية بعد أقل من عامين من جرعة كارثية سابقه! واردف قائلا:"اليوم وبعد أن خرّب الإخوان مالطا وبيوتهم، لن يستسيغ أحد هروبهم في الوقت الضائع خلف مشاعر الجماهير ومبادئ سيادة الدولة والوطنية، ولن يجدي بث كل خطابات الصراع الطائفي والمذهبي المستهلكة، كما أنه لن يفيد رفع عناوين غير مقنعة كالإصطفاف الوطني والتسول السياسي البائر، إن الحوثي يُجني كل الحُفر والأنفاق التي حفروها لصالحه، ويعرف تماماً ماذا يريد، ويسير تحت ذريعته المُعلنة بالجرعة ومسؤلية الإدارة الإخوانية للحكومة الفاسدة، كما أنه قد تقبل كافة مبادرات التيارات السياسية عدا "الإخوان" الهاربون في دهاليز العويل والتأليب والتملص من دفع ضريبة المسؤولية، حيث ان بقية القوى غير معنية مباشرة بمطالب الحوثي وبمخاطره الفعلية، وكما انها ولأبعاد مختلفة لا تخشى تهور الحوثي الذي قد يتعدى مطالبه، والأهم ان غالبية هذه القوى لن تقبل أن تشارك في دفع ضريبة عن طرف لم يشارك أحداً منهم في غزوات التهامه للسلطة. واضافوباختصار يقفز من على أحاجي السياسة الظاهرة، على الإخوان أن يتفهموا مأزق اللحظة وبأن يدركوا تماماً بانهم سبب الأمس وهدف اليوم، وبأن يقوموا بدفع ضريبة لعبتهم الفوضوية، والعمل على تلبية تحركات الحوثي في حدها المعقول والأدنى وبما يحفظ بقاء الدولة ودورها الآمن في المرحلة الانتقالية وقبل فوات الأوان، فهم وحدهم من أضاع الموانع والنواميس التي يستنجدوا بها الآن، أما البقية فليس لهم في جرم الحروب الطائفية والعبثية والغطرسة التكفيرية والإرهابية أي صلة، وكما ليس لهم في جرم الفساد المسؤول عن الجرعة لا ناقة ولا جمل. واشار الربيعي في مقاله الى ان الإخوان أرهق الإخوان الدولة بأيديهم وعبدوا الطريق للحوثي بأفعالهم، وليس من واجب الدولة المُرهقة اليوم أن تضحي بكل شيء في سبيل الدفاع عن مذنب لمجرد أنه يعبث ويقاتل ولا يرغب في دفع الثمن، فكما تدين تدان، والنصيحة لهم اليوم : هذه عصيدتكم فمتنوها ولتخرجوا بما يبقيكم على وجه السلطة ولتنظفوا المرحلة من قاذورات الفوضى الخلاقة ولنبدأ مرحلة جديدة نصنع فيها مستقبل نظيف بعيداً عن خطيئتكم وعن مخاطر خصمكم.. ورحم الله امرؤ عرف قدر نفسه.