أكد شاهد عيان لوكالة "رويترز" أن قوات العقيد معمر القذافي استعادت السيطرة على مدينة زوارة غرب ليبيا قرب تونس، وأن القتال مع الثوار انتهى، فيما ذكرت مصادر ل"العربية" أن 4 أشخاص قتلوا خلال هجوم كتائب النظام الليبي على المدينة.
وفي البريقة التي لا تبعد كثيراً عن بنغازي، قال الثوار إنهم تمكنوا من صد هجوم قوات القذافي واستعادوا المنطقة الصناعية بعدما أُرغموا على الانسحاب من البلدة في وقت سابق.
وشنت قوات تابعة للقذافي هجمات جوية على إجدابيا الأقرب إلى بنغازي، ما اعتبره مراقبون التهديد الأكبر لمعقل الثوار ومقر المجلس الوطني الذي يدير أعمال شرق البلاد منذ بدء المعارك.
وعلى الصعيد السياسي، التقى وزير الخارجية الليبية موسى كوسا، مبعوث الأممالمتحدة الخاص عبد الإله الخطيب في طرابلس أمس الإثنين، واتفقا على عقد اجتماع ثان اليوم الثلاثاء.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن الخطيب، وهو وزير الخارجية الأردني الأسبق، جاء إلى طرابلس للوقوف على حقيقة الوضع في ليبيا. ولم تعط مزيداً من التفاصيل.
وقبل ذلك، أفادت تقارير صحافية أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أرسلت بعثة إلى بنغازي، معقل الثوار الليبيين، في إطار الجهود للتعامل مع الأزمة في هذا البلد، وفق ما أعلنت المتحدثة باسمها أمس الإثنين.
وقالت المتحدثة ماجا كوسيانسيتش إن هذه البعثة التي تضم أعضاء في الجهاز الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي وصلت الأحد والإثنين إلى المنطقة على أن تتوجه أيضاً إلى الحدود بين ليبيا ومصر.
وأوضحت أن مهمة البعثة "جمع معلومات وتقييم الوضع بهدف دعم الخطة الوقائية الراهنة للتعامل مع الأزمة الليبية"، وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "منطقة الحظر الجوي تشكل جزءاً من الخطة الوقائية الحالية".
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم إن بريطانيا لا تعتزم المشاركة في حرب في ليبيا، موضحاً أن "الأمور المطروحة هي كيفية إحكام الضغط على نظام غير مقبول وغير شرعي في محاولة لإعطاء تلك البلاد بعض فرص الانتقال السلمي للسلطة".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا جامعة الدول العربية إلى تفسير وتوضيح طلبها الخاص بفرض حظر جوي ضد ليبيا، وقال في مؤتمر صحافي "إننا نريد أن نفهم ما الذي تريده الدول العربية من وراء طلبها من مجلس الأمن الدولي فرض حظر جوي في ليبيا".
وأوضح أن جامعة الدول العربية ربطت طلبها الذي أعلنت عنه أخيراً لمجلس الأمن الدولي بفرض حظر جوي فوق ليبيا بعدد من القيود، بما في ذلك احترام سيادة البلاد وعدم استخدام القوة لتدمير الدفاعات الجوية هناك. وتابع قائلاً "إننا نريد أن نعرف ما هو المقصود بذلك"، مشيراً إلى أن مجلس الأمن الدولي سيقوم بدراسة طلب الجامعة العربية، مشدداً على أن مجلس الأمن هو الطرف المخول باتخاذ قرار حول فرض حظر جوي فوق ليبيا.
وجدد موقف بلاده الداعي إلى ضرورة معالجة التطورات الجارية من مظاهرات واحتجاجات وثورات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالحوار السياسي ودون تدخل خارجي وعلى أساس القانون الدولي.