ليس هناك أكثر وجعاً من لحظة تفكير تنتزع منك ضحكة وأنت في بيت العزاء.. الجامعة العربية.. ألايثير ذكرها عندكم ضحكاً كالبكاء..؟ لقد كانت الجامعة العربية في بدايات تشكيلها بؤرة لأحلام من يقطنون بلاد العرب من الشام لبغداد ومن نجد إلى يمن ومن مصر فتطوان أصارحكم بحاجتي لمعرفة أين هي تطوان..؟ كنا نشتكي من أن الجامعة العربية فاشلة في توحيد جهود العرب لاسترجاع فلسطين والجولان وبعض لبنان.. وكنا نشكو عجزها في إقامة سوق عربية مشتركة وعجزها في رأب الصدع بين القادة العرب، بحيث لايرمون بعضهم بقوارير الماء في مؤتمرات القمة، فإذا بنا نشكو عدم انتظام القمم، على الأقل حتى نتفرج على استعراض المشادات وعبارات اللعان في الجلسات المغلقة. جديد الجامعة العربية أنها تحولت إلى مطية لتدخل القوى الخارجية، بدلاً من أن تكون وسيلة، ليس هذا فحسب بل وفقاً لخلفيات التخاطر والتنافر بين الأقطار العربية المتصدعة على جنبات قانون الجاذبية وتسونامي ثورات وثورات مضادة لاتتوقف.. لقد بلغ السوء بالجامعة العربية درجة جعلت حسني مبارك يتخلص من كارزمية وزير خارجيته عمرو موسى، فيحكم عليه بالعمل أميناً عاماً للجامعة العربية.. وهناك عاش ومايزال يعيش برزخاً يتمنى لو ينفذ منه إلى حكم مصر خلفاً لمن نفاه وانتفى «حسني مبارك»..