أعلن تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) أن الثوار الليبيين الذين قتلوا الجمعة الماضي في غارة نفذها حلف شمال الأطلسي (الناتو) خطأ في منطقة البريقة هم من العناصر التابعة له. ونقلت صحيفة (الخبر) الجزائرية الإثنين عن التنظيم الجزائري المتشدد، نعيه في بيان أطلق عليه اسم (نعي المجاهدين في غزوة البريقة) عددا من العناصر التابعة له من الذين قتلوا في الغارة وهم 13 عنصرا من الثوار. وقد دفعت هذه الغارة بالقيادة العسكرية الموحدة للثوار الليبيين في بنغازي بشرق ليبيا إلى عقد اجتماعات مع قيادة حلف الناتو لمنع تكرار الحادثة. ويأتي هذا النعي الذي لم تنشر الصحيفة تفاصيله ولم تحدد من وقعه من أمراء القاعدة، وسط جدل كبير بين الداعين إلى تسليح المعارضة الليبية بالأسلحة الحديثة لمواجهة كتائب القذافي المدججة بالسلاح على غرار الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وبين الرافضين لذلك خوفا من انتقال هذه الأسلحة إلى أيادي الجماعات "الإرهابية" الناشطة في الصحراء والساحل الإفريقي على غرار روسياوالجزائر. وكان العقيد معمر القذافي أعلن بأنه يقاتل تنظيم القاعدة نيابة عن أوروبا والدول العربية الأخرى، لكنه عاد وأعلن بأنه سيتعاون مع القاعدة في مواجهة الغرب. وكانت تقارير إخبارية جزائرية تحدثت قبل أيام عن أن الطيران الحربي الجزائري يقوم بطلعات استكشافية مكثفة على طول الحدود مع ليبيا لمنع أي تسلل لعناصر مسلحة وشبكات تهريب السلاح إلى الجماعات المسلحة الناشطة في الجزائر وفي الساحل الإفريقي. وتحدثت التقارير عن أن قادة كبار من هيئة أركان الجيش الجزائري يشرفون حاليا على تنفيذ خطة مراقبة الحدود الجنوبية الشرقية وتنفيذ مخطط أمني جديد أعدته الهيئة بهدف ''منع أي اختراق للحدود الجزائرية من جماعات مسلحة من أي فصيل ليبي، ومنع اختراق الأجواء الجزائرية ومواجهة تهريب السلاح عبر الحدود الجزائرية الليبية". وضمن هذه الخطة تخضع مناطق عدة على الحدود المشتركة بين الجزائر والنيجر وليبيا للمراقبة الجوية على مدار الساعة، منذ عدة أيام، لمنع تسلل مهربي أسلحة أو "إرهابيين" بين الدول الثلاث. ويعمل سلاح الجو على مراقبة منطقة صحراوية تزيد مساحتها عن 700 ألف كلم مربع تمتد من شمال النيجر إلى الحدود المشتركة مع ليبيا، وتشمل بالخصوص أهم المسالك الصحراوية التي تخضع حاليا للمراقبة وهي طرق يستغلها في العادة "إرهابيون" ومهربون، حيث ينطلقون من معاقل تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في شمال مالي والنيجر إلى ليبيا من أجل تهريب أسلحة أو لنقل ممنوعات أخرى من ليبيا إلى الساحل.