أعلنت الولاياتالمتحدة أن الدليل الإرشادي لتشخيص مرض الزهايمر قد تم تحديثه لأول مرة خلال ما يقرب من ثلاثة عقود، ونص الدليل الجديد على أن فقدان الذاكرة قد لا يكون أول علامات المرض. كما تم وضع ثلاثة إرشادات لمراحل تشخيص المرض بدلاً من إرشاد واحد. وتعكس هذه التغيرات تطور المعلومات عن التغيرات المبكرة في المخ، والتي قد تشير للبداية المتدرجة للمرض الذي يصيب ما يقرب من 37 مليون شخص حول العالم ولا علاج له. وقد أشارت التطورات الحديثة إلى أن التغيرات تبدأ في الحدوث بالمخ لفترة قد تصل إلي عشر سنوات قبل تشخيص المرض واكتشاف العلامات الحيوية في الدم والسائل الشوكي، الأمر الذي قد يساعد الباحثين في التعرف على المرض مبكرا. ويقول ريتشارد هودس مدير المعهد القومي للشيخوخة "نشأت بحوث الزهايمر على مدار ما يقرب من ربع قرن مضى، ثم جاءت الإرشادات التشخيصية الجديدة لتواكب التطور في مجال البحوث لما فيه صالح المرضى ولتسارع بخطوات البحث في علاجات هذا المرض". ونشرت الإرشادات الجديدة في جريدة الزهايمر والخرف التابعة لجمعية الزهايمر، وتم تطويرها بواسطة خبراء بالمعهد القومي للصحة والمعهد القومي للشيخوخة وجمعية الزهايمر. وتطبق المرحلة الأولى على بداية البحث فقط لتوضيح التغيرات بالمخ مثل تكون البقع النشوانية وتغيرات الخلايا العصبية والتي قد تحدث دون أي أعراض مؤثرة على المريض. وتتمثل المرحلة الثانية في عطب متوسط في المعرفة وتساعد الأطباء في إمكانية التفتيش عن العلامات الحيوية في السائل المخي الشوكي أو استخدام الرنين المغناطيسي لتصوير هذه العلامات، وهذه المرحلة أيضاً تخص الباحثين. أما المرحلة الثالثة فتتعلق بالمريض والطبيب وتوضح كيف يجب على الأطباء تقييم أسباب وتدهور الحالة العقلية للمريض. ويذكر البيان الذي أصدرته جمعية الزهايمر معقبة على الإرشادات الجديدة أن "صعوبة إيجاد الكلمات و تدهور أمور تتعلق بالرؤية وضعف الإقناع والحكم على الأمور قد تكون أول الأعراض التي يمكن ملاحظتها على مريض الزهايمر". وقد نشرت أول إرشادات عن مرض الزهايمر عام 1984، عُرِّف فيها المرض بأن له مرحلة واحدة وهي الخرف واعتُمد في تشخيص المرض على الأعراض الظاهرة على المريض. وقد افترضت أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض الخرف لا يعانون المرض. وقدرت الجمعية الدولية لمرض الزهايمر في تقرير نشر العام الماضي التكلفة الاقتصادية العالمية لمرض الخرف بما يقرب من 604 مليارات دولار بالعام. وغالباً ما يصيب مرض الزهايمر الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة. وفي الولاياتالمتحدة هناك ما يقرب من 5.2 ملايين شخص ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاما يعانون من مرض الزهايمر، بينما يوجد ما يقرب من 200.000 شخص يعانون نفس المرض بالرغم من أن أعمارهم تقل عن 65 عاما. وعلق وليام ثيس رئيس القسم الطبي والعلمي بجمعية الزهايمر على الإرشادات الجديدة بأنها تمثل علامة فارقة في تاريخ الطب. وتابع: "نرى أن هذه العملية سوف ينتج عنها تشخيص وعلاج مطور للمرض، وسوف تحفز على القيام بمزيد من البحوث التي ستمكننا في النهاية من الوصول لعلاج للزهايمر أكثر تأثيراً".
