أكد التلفزيون الحكومي أن الحكومة المؤقتة في تونس أمرت السبت بفرض حظر على التجول أثناء الليل في العاصمة التونسية بعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة. ونقل التلفزيون عن وزارة الداخلية قولها ان حظر التجول يبدأ سريانه من الساعة التاسعة مساء (20:00 بتوقيت غرينتش) حتى الخامسة صباحا. وفي وقت سابق السبت اشتبكت الشرطة التونسية التي استخدمت الهراوات والغاز المسيل للدموع مع مئات المحتجين بينما اقيل وزير سابق- أدت تعليقات له عن انقلاب محتمل إلي تجدد المظاهرات الأسبوع الماضي- من رئاسة هيئة حقوقية. وترجع الاحتجاجات الجديدة في تونس حيث بدأت الانتفاضات في العالم العربي الى مخاوف من ان تتراجع الحكومة الجديدة عن تعهدها بالديمقراطية بعد الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي في يناير كانون الثاني. وقال عبد الرحيم جلولي وهو يمسك بهاتفه المحمول ليظهر صور الشرطة وهي تطارد شبانا آخرين في الشوارع القريبة من وسط العاصمة التونسية "نحن الان نحتاج الي ثورة في اعقاب الثورة". واضاف إن الشرطة ما زالت كما كانت من قبل ولا يوجد أي تغيير. ورشق المحتجون الشرطة بالحجارة وأشعلوا النار في سيارات في شوارع في وسط العاصمة تونس. وردت قوات الامن باطلاق الرصاص في الهواء واستخدام الغاز المسيل للدموع. وقال سكان ان اللصوص استغلوا حالة الفوضى في أجزاء من المدينة. وفي علامة على أن الحكومة تحاول تهدئة الغضب قالت وكالة تونس افريقيا للانباء ان وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي اقيل من منصب رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية التي تشرف عليها الدولة. واندلعت المظاهرات يوم الخميس بعد أن حذر الراجحي من أن الموالين للرئيس المخلوع قد يستولون على السلطة في انقلاب إذا فاز الاسلاميون في الانتخابات المقرر أن تجري في يوليو تموز لاعداد دستور جديد. وتقول حركة النهضة- وهي الحركة الاسلامية الرئيسية في تونس ويقودها رجل الدين المعتدل رشيد الغنوشي وكانت محظورة إبان حكم بن علي- إنها ستخوض الانتخابات ولا تخشى الانقلاب. ومن المتوقع أن تحقق الحركة نتائج جيدة في بعض المناطق لا سيما في الجنوب المحافظ حيث اسهم الاحباط الشديد بسبب الفقر والبطالة في ميلاد الثورة. وندد الحكام المؤقتون في تونس باشارة الراجحي إلي انه قد يحدث انقلاب إذا فاز الاسلاميون في الانتخابات لكن ذلك لم يكف لتهدئة المحتجين الذين زاد غضبهم بسبب التكتيكات الصارمة التي تتبعها الشرطة. وقال حسن علي وهو صاحب مقهى "الشبان ما زالوا غاضبين. يدعون إلى ثورة جديدة... لم تعد الأوضاع إلى طبيعتها بعد." وتوقف العمل في وسط المدينة التي خسرت يوما آخر من المعاملات التجارية في اقتصاد من المتوقع ان تؤدي الاضطرابات الي ان يتراجع نموه الى 1.0 أو 1.5 بالمئة فقط هذا العام. ويعارض بعض التونسيين أيضا السماح للاسلاميين بالاشتراك في الانتخابات. وقالت هيفاء بن عبد الله في مظاهرة مناهضة للاسلاميين نظمها بضع عشرات من الاشخاص في مكان غير بعيد عن المواجهات في وسط المدينة "دستورنا لا يسمح بالاحزاب الدينية والنهضة خارج القانون." ومنع حكام تونس مساعدي بن علي وكبار أعضاء الحزب الحاكم السابق من خوض الانتخابات. وفر بن علي الى السعودية لكن بعض كبار مساعديه تجري ملاحقتهم عن جرائم ارتكبت اثناء حكمه الذي استمر 23 عاما. وقالت وكالة تونس افريقيا للانباء انه حكم على عماد الطرابلسي ابن شقيق ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع بالسجن لمدة عامين وغرامة مالية قدرها ألفي دينار (1500 دولار) "لاستهلاكه مادة مخدرة". وكان عماد الطرابلسي قد اعتقل في يناير كانون الثاني بعد فرار بن علي وزوجته إلى السعودية. وقالت الوكالة إن الطرابلسي اعترف بالتهمة لكنه أبلغ المحكمة انه توقف عن تعاطي المخدرات في العام 2000.