ما كان يمكن ان تتطور الخلافات داخل ساحة التغيير الى صراع ومشاحنات تظهر هنا وهناك وتهدد بوحدة الثورة واداتها لولا تجميد الفعل الثوري واقتصاره على استعراض الحشود كل جمعة . الفراغ وعدم وجود افق واضح للاهداف المرحلية للثورة وبرنامج زمني لانجازها يجعل الساحة مشغولة بخلافاتها . قد لا تكون هنالك ...مؤامرة ولكن الغموض في مواقف الاطراف السياسية من الثورة وعدم وجود بدائل مقنعة لما ترفضه المنصة ومن خلفها من المقترحات اليومية يجعل البعض يضن بوجود هذه المؤامرة وبخطورتها ايضا على الثورة وعلى مستقبل اليمن بعض المتذاكين على المعتصمين والمتجاهلين لتساؤلات الشباب وتخوفاتهم هم اول من سيخسر اذا انكسرت الثورة في نفوس الثوار واذا تحولت ساحات الاعتصامات الى ساحة لاظهار التمايزات والاختلافات بين الاحزاب والتيارات المختلفة هناك احتقان حقيقي داخل ساحة التغيير بصنعاء والذين يتجاهلونه سكتشفون انهم مخطئين وحينها لاينفع الندم كل الناس حريصين على الثورة هذا خيارهم الوحيد وليس من العقل ولا من المصلحة ان يتم تجاوز هذا الاحتقان اذا استمر الوضع على حالة فان المشهد اليوم يتجه في طريقين متوازيين الاول هو ان الاحتقان يتفجر غضبا في وجه المنصة والاحزاب التي تقف خلفها والدخول في صراعات ومشاجرات فردية وجماعية بين الثوار انفسهم كما حصل مساء امس والى درجة اصابة 30شخصا احدهم اصابته خطيرة والثاني هو الانحسار التدريجي عن الساحة وعزل او كشف بعض التيارات لبعضها الاخر وسنشهد في كل جمعة تناقصا في عدد المشاركين في ساحات التغيير وقد لاحظت شخصيا انحسارا طفيفا في عدد المشاركين اليوم ولكنه مرشح لما هو اكثر لا نريد ابدا ان يصل الوضع الى هذه الدرجة هذا خطير ....هذا ليس من مصلحتنا ولا من مصلحة الثورة ولا من مصلحة اليمن بكل تياراتها واحزابها ومواطنيها ولكن الوضع ساير الى ما نحذر منه حتما الخيار الثالث ولا خيار غيره هو السماح للثوار لانجاز ثورتهم الشعبية باتجاه اسقاط صالح ونظامه سلميا مقابل توقف السياسية او عدم تدخلها في الثورة حتى حين وحتى انجازها للهدف الثوري الاهم اي ان الثوار سيحتاجونكم ايها السياسيون ولكن بعد ان تحقق الثورة اهم اهدافها ويقتنع صالح بالرحيل اما الان فدروكم مخرب لا يفيدكم ولا يفيد الثورة هذا هو الخيار الاقل كلفة والاكثر فائدة والاهم انه يستعيد للثورة روحها الثورية ويجعلها تواصل انتصاراتها بعيدا عن الشكوك والمخاوف والصراعات الداخلية هناك من يعتقد ان هذا النوع من المكاشفة يخدم السلطة وهو ما تعتقده السلطة ايضا ولكن هذا غير صحيح السلطة ستسقط ( بيد علي والا بيد معاوية) وسيرحل رئيسها ولكن اليمن ستبقى ممزقة وبدون روح وطنية جامعة اختم واقول اذا لم تنجز الثورة اهدافها وتتوقف السياسة عن التدخل في شئونها فان الوضع مرشح للانفجار والانحسار معا .