كشفت التجاذبات التي أعقبت الإعلان عن تشكيل مجلس رئاسي انتقالي من قبل اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة الشعبية في ساحة التغيير في العاصمة اليمنية صنعاء، عن طبيعة التباينات الحادة التي تصاعدت مؤخراً بين المكونات الشبابية الفاعلة على واجهة المشهد الثوري القائم في البلاد . وسارعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية بساحة التغيير إلى إصدار بيان مضاد للإعلان الصادر عن اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة الشعبية الذي ترأسه الناشطة البارزة بساحة التغيير توكل كرمان والمدير التنفيذي لمنظمة “هود" للدفاع عن الحقوق والحريات المحامي خالد الآنسي، اعتبرت من خلاله أن تشكيل مجلس رئاسي انتقالي “إجراء تصعيدي لايزال قيد الدراسة" من قبل مكونات الثورة الشبابية القائمة، وأن التشكيل المعلن يمثل إجراءً تصعيدياً أحادي الجانب من قبل أحد الائتلافات الثورية المستقلة، ولا يعبر عن الموقف التصعيدي الممثل للإرادة الثورية للمعتصمين بساحة التغيير بصنعاء والساحات المماثلة في المدن الأخرى . وأكد الناشط السياسي بساحة التغيير والعضو في أحد الائتلافات الشبابية المنضوية تحت مظلة اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة الشعبية عبدالكريم أحمد السوسوة في تصريح ل"الخليج" أن قرار الإعلان عن تشكيل مجلس رئاسي انتقالي جاء بالتوافق بين الائتلافات الثورية كافة المنضوية في إطار اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة الشعبية التي تتفرع منها لجان شبابية في 17 محافظة يمنية، وهو ما يرقى به إلى مستوى التمثيل الفعلي للكيانات والائتلافات الثورية الشبابية الفاعلة والناشطة بساحة التغيير والساحات الأخرى . وأشار السوسوة إلى أن اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية بساحة التغيير انطلقت في موقفها المغاير والمتقاطع مع الإجراء التصعيدي المعلن من قبيل اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة الشعبية، من اعتبارات شكلية، كون الإعلان جاء كمبادرة من اللجنة التحضيرية وليس عبر اللجنة التنظيمية، وهو ما اعتبر من قبل الأخيرة تجاوزاً للأطر الشرعية الممثلة للإرادة الشبابية داخل ساحة التغيير . واعتبر أن “تشبث اللجنة التنظيمية بمثل هذه الاعتبارات والمعايير الشكلية ومسارعتها إلى دحض كون الإجراء التصعيدي المعلن يعبر عن إرادة المعتصمين في الساحات العامة، يمثل محاولة غير مقبولة لفرض وصاية على الإرادة الثورية للمعتصمين الذين خرجوا في مسيرات مليونية متعاقبة في العاصمة والمدن الأخرى كافة للتعبير عن مطالبهم بسرعة تدشين المرحلة الثالثة من الفعل الثوري عبر تشكيل مجلس رئاسي انتقالي" . من جهتها اعتبرت الناشطة البارزة في ساحة الحرية بتعز أفراح يونس أحمد القدسي في تصريح ل"الخليج" أن مبادرة اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة الشعبية بإعلان تشكيل مجلس رئاسي انتقالي وإن مثل إجراءً تصعيدياً يتماهي مع التوجهات القائمة لدى شباب الثورة بساحات الاعتصام كافة، إلا أنه يعد احتكاراً وانفراداً باتخاذ القرار من دون الرجوع والتداول مع كل الكيانات والائتلافات الشبابية الممثلة للثورة الشبابية والشعبية القائمة في البلاد . وقالت الناشطة أفراح القدسي: “نحن كلنا كشباب للثورة سواء في ساحة الحرية بتعز أو الساحات الأخرى نؤيد تشكيل مجلس رئاسي انتقالي، لكن يجب أن يكون اتخاذ مثل هذا القرار مبنياً على أرضية من التوافق الجماعي وأن تشارك في صياغته وإقراره كافة الكيانات الشبابية الممثلة بالائتلافات المستقلة داخل الساحات وليس عبر مداولات محدودة بين بعض الائتلافات المنضوية تحت مظلة اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة الشعبية" . ورأت أفراح القدسي أن “احتكار قرار الحسم الثوري أضعف من فاعليته ومشروعيته وأعطى ذرائع للجنة التنظيمية الممثلة للأحزاب أكثر من الكيانات الشبابية لتجاهله ودحض كونه إجراءً تصعيدياً يحصى بتوافق كافة مكونات الثورة" .