قال الدكتور عبد الحميد شكري الناطق الرسمي لما يعرف ب"المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب"، إنهم في المجلس الوطني لا يطلبون من أحد اليوم تلبية مطالب الجنوبيين الحقوقية، رافضا قبولهم في المجلس بإجراء أي حوار لا يكون تحت سقف مايسميه ب"انسحاب الاحتلال اليمني من الجنوب والتسليم بحق الشعب الجنوبي المكافح" وفق تعبيره, في التحرر والاستقلال مما يصفه ب"ذلك الاحتلال اليمني المتخلف". و أكد شكري في حديث له نقله موقع "مأرب برس" رفض المجلس إقامة أي حوار قائم على المطالب أو الحقوق المتعلقة بقضية أبناء الجنوب ولا يكون من أجل انسحاب ما أسماها ب"قوات الإحتلال اليمني من الجنوب". وأضاف شكري في تعليقه على ما قالته بعض قيادات الحراك والثورة السلمية عن رفض لبنان استضافة حوار إنقاذي لليمن على أراضيها لعدم وجود وحدة في الحراك ورفضهم القبول به لعدم تحقيق مطالبهم الحقوقية "إنما تعبر تلك القيادات عن نفسها في إطار مكونهم المسمى بمجلس قيادة الثورة، ولا تخصهم أو تعنيهم في المجلس الوطني لتحرير الجنوب". مطالبا في الوقت نفسه بحزم تلك القيادات على إيضاح ماقال إنها تريد الإفصاح عنه, ومطالبا إياها ب"التمسك بخطاب سياسي واضح لقضية شعبنا وهدف نضاله التحرري"، والذي قال إنه قدّم ويقدّم قوافل من الشهداء والجرحى ومئات المعتقلين من أجل مايسميه ب"التحرر والاستقلال وطرد الاحتلال اليمني وإقامة دولة الجنوب المستقلة وكاملة السيادة على كل تراب الجنوب الوطني", حسب قوله. وقال الدكتور عبد الحميد شكري، أستاذ المخ والأعصاب بكلية الطب بجامعة عدن: "إن زعم أحد قيادات الحراك بذلك، كما جاء في الصفحة الأولى من صحيفة الوسط بعددها الأسبوع الماضي إنما يتحدثوا عن مكونهم مجلس قيادة الثورة فقط، لأن مكونات الثورة السلمية الجنوبية الأخرى, حسب قوله "تقف إلى جوار موقفنا في المجلس الوطني الأعلى للتحرير". متهما قيادات الحراك المنضوية تحت إطار مايسمى بمجلس قيادة الثورة الذي يتزعمه الشيخ طارق الفضلي ويعتبر البيض أبرز قياداته الجنوبية (بخلط الأوراق ومحاولتهم السعي لإبقاء قضية من يصفهم ب"شعبنا في الجنوب" في إطار مايسميه ب"الجمهورية اليمنية". وأكد أن موقف المجلس واضح من مسألة الوضع القائم في الجنوب، وقال مخاطبا قيادة مجلس الثورة: "نقول إن موقفنا واضح, وحددنا في برنامجنا السياسي وبياناتنا وتصريحاتنا أن الوضع القائم احتلال الجمهورية العربية اليمنية للجنوب, ولا شيء آخر يمكن تسميته بغير ذلك" وفق تعبيره. وأضاف "أن نضال شعبنا هو من أجل التحرير والاستقلال وإقامة دولة الجنوب المستقلة"، وليس حقوق أو مطالب كما يسميها قيادات مجلس الثورة السلمية". ورفض شكري الحديث أو الاعتراف بأي تسميات أخرى تتعلق بذلك. وقال إنهم في المجلس الوطني الأعلى "لم نسمح ولن نسمح بتوصيف آخر للوضع الحالي القائم في الجنوب منذ حرب الاحتلال على الجنوب في 7يوليو 1994م وحتى اليوم بغير الاحتلال", في إشارته إلى المقابلة التي أجرتها قناة المنار مؤخرا مع الدكتور صالح محسن الحاج مدير مكتب من وصفه بفخامة رئيس الجمهورية السيد على سالم البيض، وفي الوقت الذي يرفض فيه المجلس الاعتراف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كون "الجنوب العربي" هي التسمية الحقيقية لمحافظات الجنوب -حسب توصيفهم- معتبرين أن التسمية اليمنية للجنوب، تسمية دخيله وغير حقيية. وأنكر شكري في توضيحه لما جاء في مقابلة صالح الحاج مع قناة المنار "أن أبناء الجنوب قد صمتوا طوال 16 عاما منتظرين تصحيح أوضاع الحرب ونتائجها، ليخرجوا عن يأسهم من تحقيق ذلك، للمطالبة بفك الارتباط"، مؤكدا أن من يصفه ب"شعبنا الجنوبي البطل" "لم يصمت يوما منذ الحرب, وأن ثورته السلمية قد مرت بمراحل عدة حتى وصلت اليوم إلى هذا الزخم العارم في كل الجنوب بفضل مناضلي شعبنا الأبطال في ساحات النضال السلمي وتضحيات الشهداء والجرحى والمعتقليين في الزنازين" وفق تعبيره. معتبرا أن مطلب الدكتور صالح محسن بفك الارتباط، تلغي الحرب ونتائجها التي قال إنها "انتهت باحتلال الجنوب وترك كل ماعاناه ويعانيه شعبنا العربي في الجنوب منذ تلك الحرب وحتى اللحظة من قتل ونهب وتدمير لكل مقومات دولته، إضافة إلى نهب ثروته وأرضه وإرهاب أهله وتهجير سكانه وتشريدهم وإفقارهم ونشر الأوبئة" والتي قال إنها: "تفتك بشعبنا وتحصد المئات يوميا" وهاجم شكري من وصفهم بدعاة فك الارتباط، بعد كل هذه التضحيات، التي قال إنها أوصلت شعبنا إلى مراحل متقدمه من النضال على طريق التحرر والاستقلال". مستغربا ممن قال إنهم "جاءوا اليوم، لينادوا بفك الارتباط"، متسائلاً "هل نحن شركاء أيها السادة حتى اللحظة كي نفك ارتباطنا؟". واصفا إعلان فك الارتباط في مايو عام 1994م، من قبل من يحرص على وصفه ب"السيد الرئيس الجنوبي على سالم البيض" بالتسمية الحقيقية لتلك المرحلة والتي قال إن ما جاء من بعدها "احتلال للجنوب ودولته وحكومته المعلنة". وأكد جراح المخ والأعصاب في مستشفى الجمهورية التعليمي بعدن "أن تأكيد رئيسه على سالم البيض، في مقابلته الأخيرة على قناة عدن على طرد المحتل والتحرير والاستقلال هو ما ينبغي التأكيد عليه والتنبيه إليه" وفق مايقوله شكري معلقا على رضاه بخطاب البيض. وتابع هجومه على الداعيين بفك الارتباط قائلا:"ننبهه أن شعبنا يراقب كل التصريحات والتصرفات واللقاءات ومكانها والمراد منها". وكشف الدكتور عبد الحميد شكري– الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الأعلى عن صحة زعيم المجلس ومؤسسه حسن باعوم، وقال ل(مأرب برس) إنه سيعود قريبا من رحلته العلاجية في الهند لمواصلة نضاله السلمي التحرري, وفق توصيفه، في إطار المجلس الوطني الذي تأسس في يوليو من العام قبل الماضي بعسكرية يافع، ورفض أتباعه الانضمام إلى ما يسمى بمجلس قيادة الثورة السلمية في الجنوب عند تشكله في مطلع يوليو الماضي من عدد من قوى الحراك، ولاختلافات يرجئها الجراح شكري إلى اختلافات في تشخيص الواقع القائم في الجنوب منذ حرب صيف العام 1994م، وتسمية الأهداف المحددة للمرحلة القادمة من النضال السلمي الذي يصر فيه اتباع المجلس الوطني على تسميته بالاحتلال، ويطالبون بالتحرر والاستقلال، في وقت تدعو فيه قيادة واتباع مجلس قيادة الثورة بفك الارتباط سلميا بين الجنوب والشمال، والعودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل توقيع الوحدة في العام 1990م.