مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجلاه علاء وجمال اليوم الاثنين وللمرة الثانية أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بضاحية القاهرة الجديدة. وبدا مبارك منهكا أكثر من الجلسة الأولى رغم التقارير التي تحدثت خلال الأيام الماضية عن تحسن حالته الصحية ولوحظ إغماض عينيه لفترات طويلة وذلك قبل بدء الجلسة. وظهر مبارك مرتديا ملابس زرقاء رغم أنه من المتعارف عليه أن لون زي المحبوسين احتياطيا هو الأبيض، بينما ارتدى ولداه ملابس بيضاء اللون وحملا مصحفيهما كما في الجلسة السابقة. ووصل مبارك إلى مقر المحاكمة في سيارة إسعاف، وأنزل منها على سرير متحرك. وشهدت قاعدة المحكمة زيادة ملحوظة في أعداد المحامين بعدما سمح المستشار أحمد رفعت قاضي المحكمة بدخول جميع المحامين ببطاقة عضوية نقابة المحامين. ويواجه مبارك تهما تتعلق بقتل المتظاهرين وأخرى تتعلق باستغلال النفوذ وإهدار المال العام، بينما يواجه علاء وجمال اتهامات تتعلق باستغلال نفوذ والدهما لتخصيص مساحات من الأراضي . وكانت الجلسة الأولى للمحاكمة قد شهدت وجود وزير الداخلية الأسبق وستة من معاونيه في نفس القفص حيث يواجهون نفس تهمة قتل المتظاهرين. ويذكر أن حسين سالم صديق مبارك والمتهم بتقديم هدايا لمبارك ونجليه مقابل استغلال النفوذ في تخصيص مساحات شاسعة من الأراضي هارب إلى أسبانيا. وكان رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت قرر أمس تأجيل محاكمة العادلي ومعاونيه إلى جلسة الخامس من أيلول/ سبتمبر المقبل. وخلال الجلسة الأولى لمحاكمته، نفى مبارك الاتهامات الموجهة إليه ، وقال "أنكرها كلها تماما". ووفقا للبيانات الرسمية فقد قتل قرابة 850 شخصا وأصيب أكثر من ستة آلاف آخرين خلال أحداث الثورة المصرية. ووفقا للنيابة المصرية فإن مبارك يواجه التهم الآتية : أولا : اشتراكه بطريق الاتفاق مع العادلي وبعض قيادات الشرطة في ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بجرائم القتل والشروع في قتل بعض المشاركين في المظاهرات السلمية بمختلف محافظات الجمهورية التي بدأت اعتبارا من كانون ثان/ يناير الماضي احتجاجا على تردي الأوضاع. ثانيا، بصفته رئيسا قبل وأخذ لنفسه ولنجليه علاء وجمال هدايا ومنافع بأثمان صورية مقابل استغلال نفوذه الحقيقي لدى السلطات المختصة. ثالثا، اشترك مع وزير البترول الأسبق سامح فهمي في ارتكاب جريمة تمكين سالم من الحصول على منافع وأرباح مالية بإسناد شراء الغاز الطبيعي المصري للشركة التي يمثلها سالم وتصديره ونقله إلى إسرائيل بأسعار متدنية.