نشر متمردون باليمن أمس لقطات لرجل قالوا إنه أحد الجنود السعوديين الذين يحتجزونهم في الوقت الذي تواصل فيه الرياض هجومها ضد الحوثيين. وشنت السعودية هجمات جوية على مواقع المتمردين الحوثيين في شمال اليمن خلال الايام القليلة الماضية بعد عبورهم الحدود، وقالت إنها استعادت السيطرة على منطقة جبل دخان. وقال الحوثيون يوم الجمعة انهم احتجزوا عددًا من الجنود السعوديين. وظهر في شريط الفيديو رجل بالزي العسكري مصابًا بجروح في وجهه ويتلقى العلاج من اصابة في ساقه. وقال الشريط ان الجندي اسمه أحمد عبد الله العميري. وأظهر شريط فيديو ثانٍ رجلاً بملامح مشابهة يقوم بتصويره فيما يبدو زميل له على ظهر ماقال متمردون انها طائرة شحن تحمل عربات نقل عسكرية. كما نشر الحوثيون صورة بطاقة الهوية العسكرية التي تحمل اسم العميري لكن الصورة الموجودة عليها لا تشبه الرجل الذي ظهر في شريط الفيديو. وكانت السعودية قد أعلنت أن اربعة جنود فقدوا لكنها نفت أن يكونوا سقطوا في الاسر. ولم يعلن الحوثيون كم عدد الجنود الذين يحتجزونهم. وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم المتمردين يوم الاثنين إن السعودية تستخدم القنابل الفوسفورية في الهجوم ولكنه لم يحدد نوع الاهداف التي قصفت بالقنابل. وأبلغ عبد السلام محطة تلفزيون الجزيرة في مقابلة هاتفية ان هناك حقائق من ميدان القتال. واضاف ان لدى المتمردين صورًا سوف يقدمونها لوسائل الاعلام. وقالت السعودية يوم الاحد انها استعادت السيطرة على المنطقة التي استولى عليها الحوثيون ونفت مزاعم بأن قرى يمنية تعرضت لقصف مكثف. وينفي الحوثيون انهم فقدوا السيطرة على جبل دخان. ويتزايد قلق السعودية اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم من عدم استقرار اليمن الذي يواجه تمرد الحوثيين في الشمال ومشاعر انفصالية في الجنوب وتهديدا متناميا من مقاتلي تنظيم القاعدة الذين نشطوا من جديد. واتهم الحوثيون السعودية بالسماح للقوات اليمنية باستخدام اراضيها كقاعدة لشن هجمات ضدهم. وحمل الحوثيون السلاح للمرة الاولى ضد حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عام 2004 احتجاجًا على ما وصفوه بتهميش سياسي واقتصادي وديني من جانب الحكومة المدعومة من السعودية والغرب. واحتدم الصراع في اغسطس اب عندما بدأ الجيش اليمني عملية الارض المحروقة. وتقول جماعات اغاثة لم يسمح لها سوى بوصول محدود لمحافظات شمالية ان ما يصل الى 150 الف شخص فروا من منازلهم منذ عام 2004. الحوثيون يتهمون القوات السعودية بقصفهم بالفوسفور وكان اتهم الحوثيون الجيش السعودي الاثنين بمواصلة قصف مواقعهم في المناطق الحدودية وداخل اليمن باستخدام قنابل فوسفورية، نافين في الوقت ذاته صحة الأنباء التي أشارت إلى سيطرة القوات السعودية على منطقة جبل دخان الحدودية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن"القصف السعودي استؤنف الاثنين بعد الساعة الثامنة صباحا، علمًا أن القصف كان كثيفًا خلال يوم الأحد، وقد استخدم السعوديون قنابل فوسفورية حرقت مناطق جبلية". وسبق ان اتهم الحوثيون القوات السعودية باستخدام هذا النوع من القنابل، إلا انه لم يتسن التأكد من ذلك من مصادر مستقلة، كما سبق أن نفت السعودية تماما تنفيذ أي عمليات داخل اليمن. وأشار عبد السلام إلى أن القصف السعودي شمل أهدافا داخل الأراضي اليمنية، معتبرًا أن ما يعلنه السعوديون عن محاربة متسللين حوثيين إلى الأراضي السعودية واقتصار العمليات ضمن نطاق ارض المملكة، ما هو إلا "مجرد ذرائع لهجوم منظم". اعتقال مئات الحوثيين ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول سعودي رسمي قوله الاثنين أنه قد تم إلقاء القبض على مئات الحوثيين. وذكر المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن عمليات القصف المدفعي المكثف على الحدود انتهت، وأن هناك انتشارًا تكتيكيًا للوحدات في المنطقة بهدف التأكد من أنه تم القضاء على خطر المتمردين. وأكد المصدر السعودي أن الحوثيين تكبدوا خسائر بشرية كبيرة دون إعطاء حصيلة، مشيرًا إلى أن كثيرًا منهم استسلموا في الساعات ال48 الأخيرة إضافة إلى مئات آخرين سلموا أنفسهم. ولم يكشف الحوثيون عن عدد القتلى في صفوفهم. وفيما أكدت الرياض أن عملياتها لا تتعدى نطاق الحدود السعودية، اتهم المتمردون قوات المملكة بقصف مواقع داخل اليمن.