- أعلنت الاستخبارات الأميركية أن هناك مؤشرات تدل على مقتل إبراهيم العسيري أحد أبرز القياديين في تنظيم القاعدة خلال الغارة ذاتها التي أدت إلى مقتل أنور العولقي القيادي الآخر في التنظيم الذي كان ينشط في اليمن. ويعتقد أن العسيري كان وراء صناعة القنبلة التي وجدت في الملابس الداخلية لنيجيري كان يحاول تفجير طائرة أميركية كانت متوجهة إلى مدينة ديترويت في ولاية ميشيغن قبل سنتين. وكان الرئيس أوباما قد أكدّ أن مقتل العولقي في اليمن يمثل ضربةً كبيرة لتنظيم القاعدة. وقال أوباما "إن مقتل العولقي يمثل ضربة كبيرة لواحد من أنشط أتباع تنظيم القاعدة وخطوة مهمة في جهودنا الواسعة من اجل هزم القاعدة وأتباعها". وفي سياق متصل، قالت واشنطن إن مقتل العولقي لا يغيّر من موقفها إزاء مجريات الأزمة في اليمن. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند "إن قتل العولقي لا يغير من موقفنا بأن الوقت قد حان للرئيس صالح لنقل السلطة والسماحِ بانتقال سلمي لعملية ديموقراطية في اليمن. إن موقفَنا هو أنه ينبغي أن يتنحى ويسلك خريطة الطريق التي صيغت من قبل مجلس التعاون الخليجي وسنواصل الضغط عليه وعلى حكومته". وفي نيويورك، أعلن قائد شرطة المدينة أن الشرطة وضعت في حالة تأهب لمواجهة احتمال الانتقام لمقتل العولقي. وقال قائد الشرطة إن الجهاز يعلم أنه كان لدى العولقي أتباع في الولاياتالمتحدة بما في ذلك في نيويورك ولهذا السبب يتم توخي اليقظة حيال إمكانية أن يكون أحد يريد الانتقام لمقتله. أما في ضاحية واشنطن، فقد ندد المركز الإسلامي دار الهجرة الجمعة باغتيال خطيبه السابق الإمام العولقي، معتبرا قتله "اغتيالا خارج نطاق القضاء". وقال المركز الإسلامي في بيان أنه كان من الأجدر إطلاق ملاحقات قضائية بحق العولقي تنفيذا لأحكام القانون، معربا عن تخوفه من أن "يرسل هجوم بطائرة من دون طيار الرسالة الخاطئة إلى العالم حول احترام القانون". وفي إطار التعليق على مقتل القيادي في القاعدة، أشار المستشار في الكونغرس والأستاذ في جامعة الدفاع الوطني وليد فارس إلى أن مقتل أنور العولقي لا يمكن اعتباره انكسارا إستراتيجياً لتنظيم القاعدة، مضيفا في حديث ل"راديو سوا" "أن الحرب الحقيقية ضد القاعدة لن يمكن النصر فيها إلا إذا تحققت عملية تغيير سياسي في الدول والمجتمعات التي تأوي القاعدة". وفي اليمن، أكد عضو القيادة العليا في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم محمد ناجي الشايف ل"راديو سوا" جدية الحكومة اليمنية في متابعة ملف الإرهاب. فيما لفت الأمين العام المساعد للجنة الحوار الوطني صخر الوجيه ل"راديو سوا" أن نظام صالح يراهن على هذه القضية لإطالة أمد بقاء نظامه. وكان مصدر قبلي قد اوضح ان أنور العولقي قتل في منطقة الإقشع بمنطقة السيل الحدودية بين محافطتي مأربوالجوف ضمن محيط مديرية رغوان، فيما لايزال الطيران يحلق فوق المنطقة. وحسب المصدر الذي تحدث لنيوزيمن من مكان الحادث فإن العولقي كان على متن سيارة هيلوكس غمارتين ومعه 3 أشخاص قتلوا معه وهم سالم صالح عرفج، ونعاج من قبائل عبيدة قتل أخيه في أبين قبل شهر، والثالث لم يعرف أسمه. فيما اعلنت مصادر اخرى انه قد يكون امريكي الجنسية. وأصيب شخص رابع أسمه خميس صالح عرفج كان على متن سيارة شاص موديل 2003 . وحسب المصدر إن العملية تمت التاسعة صباحاَ، مشيرا إلى تناثر جثثهم أشلاء وأنها أحترقت. وروى الشيخ عبدالرحمن هادي بن زبع أحد مشائخ المنطقة لنيوزيمن تفاصيل اضافية، حيث قال ان العولقي مر على جماعة "التنظيم" في منطقة الخس جبل الاقشع بمنطقة السيل للسلام عليهم، وان "خميس بن عرفج" أحد أعضاء القاعدة عزمه على الغداء، فحملوا ذبيحتهم "كبش" في السيارة الهيلوكس التي كان يستقلها و3 من أصحابه مقررين الذهاب للجبل لتناول الغداء، قبل مواصلة رحلتهم إلى مأرب وشبوة. وحين وصلوا الجبل، استهدفهم صاروخ لكنهم نجوا منه، فاستقلوا سيارتين للهرب، غير ان صاروخا اخر ضرب سيارة انور، ودمرها بالكامل، واستهدف صاروخ ثالث سيارة المضيف خميس بن عرفج، لكنه أصيب ولم يقتل. وقال ان اهالي المنطقة قاموا بتجميع الجثث إلى أكياس، ويعتقدوا ان القتلى 4، وقد تم قبرهم في منطقة أل عرفج بال مرون، بحضور عدد قليل من افراد القبائل، قائلا ان "عناصر القاعدة غير مرغوبه في أوساط القبائل هناك". وقال: "لم نعرف عددهم الحقيقي"، ومن بين ماجمعه الاهالي: "بقايا 4 بنادق محترقه". ووصل العولقي منذ أسبوعين إلى الجوف، وكان اليوم في طريقة إلى مأرب.