قال الرئيس اليمني علي عبد الله اليوم السبت انه سيتخلى عن السلطة في الايام القادمة وهي المرة الاولى التي يقترب فيها من اعلان أنه يعتزم التنحي عن منصبه بعد تسعة اشهر من احتجاجات واسعة تطالب بانهاء حكمه الذي مضى عليه 33 عاما. وقال صالح في كلمة اذاعها التلفزيون اليمني "أنا أرفض السلطة.. وسأرفضها في الايام الجاية (القادمة).. سأتخلى عنها.." ودعا صالح أنصاره الى المثابرة والتصدي لاي تحدي. وقال الرئيس إنه سيضع الشعب وبشفافية أمام حقيقة الأمر وكل التطورات على الساحة في دعوة وجهها لمجلسي النواب والشورى للاجتماع في الأيام القادمة. وحيا الرئيس الدور الذي قام به نائبه عبدربه منصور هادي خلال الفترة الماضية رغم الظروف والمؤامرات التي واجهها. وكشف الرئيس أنه تلقى رسالة من دولة عظمى تنصحه بعدم العودة إلى الوطن لمصلحته الشخصية ومصلحة اليمن ومصالحها, وقال: لكني عدت حاملا بيدي غصن الزيتون وحمامة السلام للشعب اليمني غير آبه بالموت. وأوضح صالح أنه كان من المفترض أن تلتقط المعارضة هذه الرسالة بدلا من التصعيد وإقلاق السكينة العامة وقطع الطريق والكهرباء وإغلاق المستشفيات والمدارس والجامعات. ووصف المحلل السياسي اليمني عبد الغني الارياني كلمة صالح بانها لا تعدو ان تكون استمرارا لموقفه قائلا "لا أعتقد انها تأتي بأي جديد.. أتذكر انه قال ذات مرة انه مستعدا للرحيل في أي يوم.. ولهذا لا اعتقد انه يعني حقا ما قاله." وقدم صالح الكثير من التنازلات الشفوية أثناء الاحتجاجات التي بدأت في يناير كانون الثاني بما في ذلك وعد بالتنحي في مقابل حصانة من المحاكمة. من جهته أكد القيادي في المعارضة البرلمانية اليمنية محمد الصبري لوكالة فرانس برس السبت أن إعلان الرئيس اليمني عن استعداده للتخلي عن السلطة في الأيام القادمة "فرقعة اعلامية". وقال الصبري "هذه فرقعة اعلامية موجهة للخارج ويراد منها تضليل الراي العام" متسائلا "اذا كان الرئيس جادا لماذا لا يفعلها الليلة ويغادر". كما رأى الصبري في اعلان الرئيس علي عبدالله صالح "عملية استباقية للتقرير الذي سيقدمه الموفد الاممي جمال بن عمر الذي غادر اليمن وهو غاضب من الموقف الرسمي". كما اعتبر ان الرئيس يهدف الى "التغطية على الاهتمام الاعلامي بتوكل كرمان" التي حازت جائزة نوبل للسلام بسبب دورها القيادي في الانتفاضة السلمية ضد النظام اليمني.