نفى الدكتور أبو بكر القربي- وزير الخارجية اليمني أن تكون اليمن قد طلبت مساعدات أمنية وعسكرية من الولاياتالمتحدة في ضوء الحرب مع جماعة الحوثيين, مشيرا إلى أن هناك تعاونا أمنيا بين البلدين خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب. واعتبر القربي في حوار مع صحيفة (الأهرام) اختراق الحدود اليمنية - السعودية "إرهابا" مؤكدا أن "الحوثيين سيدفعون ثمن ذلك غاليا". وكشف القربي عن اتصال هاتفي جرى بينه ونظيره الإيراني منوشهر متكي, موضحا أنه أبلغ الأخير بأن اليمن تريد "تغييرا في موقف الإعلام الإيراني أولا ليعكس موقف الحكومة ولئلا يعكس رغبات جهات أخرى". وأضاف القربي أن مستوى التسليح والتنظيم والأموال التي ينفقها الحوثيون "لم يكن ليجدوها لولا الدعم الخارجي والهادف إلى تخريب الدولة" في إشارة إلى إيران. واعترف أن "مساحة اليمن وطبيعتها الجغرافية ومساحة حدودها المشتركة مع السعودية تمثل إشكاليات حقيقية أمام تحقيق الأمن الكامل" مشيرا إلى أن الاستخبارات اليمنية تحقق في تورط بعض العناصر غير الرسمية في إيران لدعم جماعة الحوثيين المتمردة المخربة, حسب وصفه. ونوه وزير الخارجية إلى أن اليمن بعد قيام الوحدة وهزيمة الانفصاليين كان يأمل أن تركز الدولة جهودها على التنمية وبناء مؤسسات تدير مصالح اليمن وفقا لسياسات الحكومة لكن وللأسف تعسر هذا الأمل لأسباب كثيرة أهمها الجانب الاقتصادي الذي أعاق كل خطط الحكومة, على حد تعبيره, محملا المعارضة اليمنية جزءا من مسئولية هذه القضية المركبة, التي "لا تتحمل مسؤوليتها الحكومة وحدها حيث يجب أن تتحملها معها أحزاب المعارضة". وأعد ما تطرحه المعارضة حول تطبيق نظام فيدرالي لحل الأزمة الراهنة, رفعا لسقف المطالب ولعب سياسية لا يقدرون خطورتها على اليمن, وفقا لما ذكره. من جانبه اتهم الجيش اليمني الحوثيين بإقحام السعودية في حرب إقليمية, تديرها أجندة خارجية, متمثلة بالدعم الإيراني السخي دفعت إلى افتعال المشكلات عند الحدود اليمنية- السعودية. ونفت الولاياتالمتحدة توقيعها لاتفاق تعاون عسكري مع اليمن, في حين أكد القربي أن اليمن لم تطلب أي مساعدات أمنية أو عسكرية من واشنطن, واعترف بإشكالية حقيقية قال إن المعارضة اليمنية تتحمل جزءا منها. ونقلت صحيفة "المستقبل" عما أسمته ب"الناطق باسم الجيش اليمني العقيد عسكر زعيل" قوله إن "ثمة مخططاً يستهدف استخدام الحوثيين ورقة للضغط على السعودية ولزعزعة استقرار وأمن اليمن والمملكة معاً، سواء كان من يقف ويدعم الحوثيين جمعيات دينية أو الدولة الإيرانية". وطبقا للصحيفة, لم يستبعد زعيل اشتراك اليمن والسعودية في عمليات عسكرية ضد الحوثيين؛ "لأن الاتفاقيات الأمنية الموقعة بينهما تقضي بتعاون البلدين في حماية حدودهما المشتركة سواء من المتمردين من الجانب اليمني أو السعودي، وبالتالي يمكن القيام بعمليات عسكرية مشتركة لكن كل من داخل حدوده". وأضاف الناطق العسكري أن "هناك دعماً إيرانياً سخياً تدفعه جمعيات إيرانية إن لم تكن الدولة الإيرانية على علم بهذا الدعم"، وأرجع استمرار الحوثيين في مواجهة الدولة لخمس سنوات إلى "وجود دعم خارجي سخي"، أما مصادر التمويل الأخرى المحلية كتهريب المخدرات والاتجار بها" بحسب زعيل "لا تكفي لاستمرارهم كل هذه السنوات" ما يعني أن "هناك قوة خارجية كبيرة تدعمهم ليس لإقلاق أمن اليمن أو السعودية فقط، بل لإقلاق أمن الإقليم والمنطقة بكاملها".