في وضع مثل الذي يعيشه اليمن لامجال لغالب ومغلوب . قواعد اللعبة قابلة للتغير بسرعة كبيرة في ظل وجود جماعات مسلحة متفاوتة وولاءات خارجية متضادة وأطراف سياسية متصارعة تخفي أكثر مما تبدي . اليمنيون نجحوا في العيش رغم بؤس السياسة ، وخيبة الآمال ، وتوالي النكبات والأزمات. مزيدا من التدخلات الخارجية لن يحل المشكلة في اليمن بل يزيدها .. في كل التدخلات في شؤون العراقوسوريا وليبيا والصومال ينتصر الإرهاب وليس الوطن .. الحرب وليس الاستقرار. منذ تدخلت أميركا في العراق لم ير الأخير خيرا قط . التدخلات الإقليمية في سورياوالعراق وليبيا لم تشكل انتصارا للأطراف الإقليمية المتصارعة مثلما لم تمثل حلولا للاستقرار أو قوارب للإنقاذ بل ساهمت في إشعال المزيد من الحرائق والدخول في دائرة من الصراعات لانهاية لها. في كل التدخلات في شؤون العراقوسوريا وليبيا والصومال انتصر الخراب والدمار وخسرت تلك الدول ومن تدخل فيها وقتها وجهدها وتمويلاتها في ديدن لا ينته من الحروب وملايين اللاجئين الذين يتدفقون عبر الحدود. منذ تدخلت أميركا في العراق لم ير الأخير خيرا قط ، ومنذ حشرت الأطراف الإقليمية المتصارعة أنوفها الطويلة في العراقوسوريا وليبيا والصومال لم تجد هذه البلدان طعم الاستقرار ولم تهدأ الدول المتدخلة من حروبها الباردة التي تكلفها الكثير من الوقت والجهد والمال. العجيب والغريب والمدهش أن الدول التي تتدخل في خراب الدول العربية والإسلامية ترفع شعارات محاربة أميركا واسرائيل مع أنها لا ولم ولن تحاربهما ولابعد الف سنة. هي دعوة نوجهها لجميع الأطراف الإقليمية التي صارت تلعب في اليمن ، إن كنتم لعبتم بالعراقوسوريا وليبيا فتلك البلدان رغم بؤسها تملك من الثروات ما لا يملكه اليمن ، أما في هذا البلد الفقير فلا شئ ستجنونه منه سوى إطلاق الصفارة لستين مليون قطعة سلاح وسكان يفوق عددهم سكان دول الخليج كافة وبالتالي فالنكبة في اليمن نكبة للمنطقة بأكملها وقد تفوق بآثارها كل الحروب في المنطقة. السؤال الذي يطرح نفسه في نهاية الأمر ما الفائدة التي يمكن أن تجنيها الأطراف المتورطة في إشعال الفتنة الطائفية في اليمن وإثارة النزعات التقاسمية في بلد فقير نصف سكانه غير قادرين على توفير القوت الضروري؟ ألم تكتفوا بما حدث من كوارث في سورياوالعراق وليبيا حتى تشعلوها في اليمن الذي فيه ما يكفيه من المصائب والأزمات؟!! اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.