شباب مسيرة الحياة القادمون من تعز وغيرها من المحافظات مرابطون حتى الآن في جولة 45 ويتعرضون للاعتداء , واستشهد عدد منهم قبل قليل وسقط العشرات جرحى - هكذا تردني الأخبار من المشاركين وسط المسيرة – أما من ذهبوا لساحة التغيير فهم شباب غيرهم تم زرعهم من كوادر المشترك , وبعض من تم إخراجهم يوم أمس لاستقبالهم وليسوا كلهم ويعلنون الآن في الساحة عن الترحيب بشباب مسيرة الحياة ( حسب زعمهم ) في صورة سرقت عن الثائرين القادمين من تعز وغيرها ممن عانوا وعثاء السفر وتعب الطريق وزمهرير البرد والاعتداءات والمضايقات كل جهدهم الذي بذلوه . يا الله .. سرقوا الثورة , واليوم يسرقون حتى الاحتفاء بإنجازهم , والشباب يهتفون حيا بهم .. حيا بهم. ماذا نتوقع من شباب غُسلت أدمغتهم طوال 11 شهراً ؟ لا يستطيعون التمييز حتى بين رئيس الحكومة والمعارض , ويصرون أن باسندوة لا يزال معارض وهو على سنام الحكومة . وما يوجع القلب أكثر مشاهدة نشرة أخبار التاسعة على قناة اليمن دون ورود حتى تعزية بحق من سقطوا شهداء اليوم . العين تدمع على إخواننا الثوار , والقلب يحزن على زهرة شباب تعز الذين جاءوا ليعلمونا ماذا تعني الثورة؟ الثورة وجعنا . نحن المغلوبون على أمره طيلة حياته . الثورة ملك من ظل عشرين عاماً لا يجد غير الخمير الحاف إفطاراً له . الثورة لمن سجنوا وقهروا . الثورة لمن بات وعلى عينه دمعة القهر . الثورة لطفل حافٍ . لرقاع لا تكاد تقي أرملة الشهيد برد الشتاء . لهمّ مصروف المدرسة كل صباح . لألم السياط على جلود خصومهم السياسيين . لمنحة دراسية اغتصبت على من يستحقها . لمن نهبت أرضه وبقرته وسعادته . لهوري صياد بيد الاريتريين أو سحقته البوارج المرفهة في مياهه . لمغترب لا يجد احترامه . لمطرود من عمله دون ضمان اجتماعي . لدار مدمرة . لبائع متجول صودر مصدر رزقه وأبنائه . لمريض لم يجد دواء . لخريج دون وظيفة . فكيف يقودها اليوم كل من فعلوا بنا ذلك؟ نعم سرقتم الثورة لكنكم لن تسرقوا أرواحنا .. لن تسرقوا أحلامنا .. لن تسرقوا الحب من قلوبنا .. ارحلوا .. أرحلوا عليكم اللعنة .