في رسالة شهيرة إلى الرئيس الأمريكي "جون كينيدي" كتب الزعيم "جمال عبد الناصر " عام 1962م، أشهر عبارة عن وعد بلفور": لقد أعطى من لا يملك وعدا لمن لا يستحق". في عام 1967م قال عبارته الأشهر: ما لإسرائيل إلا البحر.. فكانت نكسة 67م .. لقد احتلت إسرائيل في ستة أيام ما يزيد على أربعة أضعاف المساحة التي احتلها عام 1948م.!! في 73م نجح السادات جزئياً بالثأر للكرامة العربية الجريحة، لكن سرعان ما عادت الأمور إلى دائرة المفاوضات، خاصة بعد اكتشاف السادات حجم الجدية الغربية والخذلان العربي، وبالمناسبة قال عبارته الشهيرة: يريد العرب التضحية من أجل فلسطين حتى آخر جندي مصري.! بنكسة 67م، ومفاوضات 73م، كان التحول الجوهري للقضية الفلسطينية، لم يعد العرب تطالبون بإزالة ما ترتب عن وعد بلفور، بل بوعدٍ مماثل لإقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني.!! كل القرارات الدولية أيدت هذا الحق، لكن العرب يحلمون بوعد أمريكي، الوعد الأمريكي أهم من كل القرارات الدولية، وهناك لوبي صهيوني يحول دون صدور مثل هذا الوعد.. على الأرجح كان هذا اللوبي وراء اغتيال الرئيس جون كنيدي، ووراء فضيحة مونيكا، الفضيحة الجنسية الشهيرة للرئيس "بيل كلينتون".! بعد(84 ) عاما من وعد بلفور، أي في 2 أكتوبر 2001 أعلن الرئيس الأميركي "جورج دبليو بوش": (إن الدولة الفلسطينية كانت باستمرار جزءا من الرؤية أو التصورات الأميركية لحل مشكلة الشرق الأوسط، شريطة ضمان أمن إسرائيل). أشتهر التصريح باسم (وعد بوش)، وحسب الكاتب "عبد المالك دهشان"-الذي قارب القضية، تحت نفس العنوان- اكتسب التصريح أو الوعد أهميته كأول إشارة رسمية أميركية تصدر عن رئيس أميركي جمهوري إلى ضرورة الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة له". قد لا يعني وعد بوش شيئاً، لكن سؤالاً مؤسفاً يفرض نفسه في سياق المقارنة بين الوعدين وواقع الأمتين العربية والعبرية: لقد قامت الدولة الإسرائيلية بعد عقود قليلة من وعد بلفور، في ضوء العمل الصهيوني الدؤوب، فمتى ستقوم الدولة الفلسطينية بعد (وعد بوش) في ظل التواكل والترهل العربي المحبط.؟!