أصرت الإدارة الأمريكية الجديدة ورغم كل المتغيرات التي تجري في العالم على الاستمرار في سياسة الكيل بمكيالين في قضية الشرق الأوسط (قضية فلسطين) وان تحمل المسؤولية للمعتدى عليه والمظلوم والمقتول، وتعطي الحق للكيان الصهيوني بالدفاع عن نفسه، وهذا ليس بغريب علينا نحن العرب. يقول البروفيسور جيسون بيرغفرين الخبير بالحركة المسيحية الصهيونية: (القوة المسيحية قوة يحسب لها ألف حساب، بسبب تنظيمها الفعال ووسائل ضغطها وأصواتها الانتخابية). البروفيسور جيسون وهو أحد المختصين بالحركة المسيحية الصهيونية يؤكد أن الهدف الانتخابي لنشطاء المسيحيين الصهاينة والرسميين من الحكومة الاسرائيلية هو (المولودون من جديد) أي البروتستانت الانجليكانيون البيض .. ويقدر عدد هؤلاء الناخبين ب ٪ 25 من نسبة السكان، وأن اكثرهم يدلون باصواتهم لصالح الجمهوريين. من وجهة نظر حزبية فإن اكثرية مؤيدي الحزب الجمهوري (42 %) ينظر إلى (إسرائيل) بمنظار ديني، وهناك 25 % من الديمقراطيين و 24 % من المستقلين ينظرون إلى (إسرائيل) كمركز ستنكشف فيه نبواءت الانجيل. اللوبي الصهيوني الذي هو إطار تنظيمي هام يعمل داخله عدد من الجمعيات والتنظيمات والهيئات اليهودية والصهيونية تنسق فيما بينها، من أهمها مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى، والمؤتمر اليهودي العالمي، واللجنة اليهودية الأمريكية، والمؤتمر اليهودي الأمريكي، والمجلس الاستشاري القومي لعلاقات الجماعة اليهودية، كل هذه المنظمات لديها ممثلون في واشنطن للتأثير على عملية صنع السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. توجد منظمات مثل المنظمة الصهيونية لأمريكا، والتحالف العالمي الصهيوني للتأكد، ومنظمة النساء الصهاينة في أمريكا، تعمل على كسب الرأي العام عن طريق مشروعات متطورة مثل انشاء المدارس التي تعلم العبرية، والمستشفيات، والأفلام الموالية لإسرائيل وتمويل رحلات الباحثين والسياسيين الأمريكيين إلى إسرائيل. فكيف لنا أن نفاجأ بالموقف القديم الجديد الذي جاء على لسان السيد أوباما؟ رؤساء الولاياتالمتحدة جميعهم أجمعوا على دعم الكيان الصهيوني، جورج واشنطن الرئيس الأول لأمريكا مسيحي متصهين وكان شديد التقديس للشعائر والطقوس والتاريخ اليهودي. جون آدكز الرئيس الثاني كان يعرب عن رغبته بعودة اليهود إلى فلسطين. توماس جيفرسون كان شديد التأثر بالمسيحية الصهيونية إلى حد أنه اقترح اتخاذ رمز لأمريكا يمثل أبناء إسرائيل تظلهم غيمة في النهار، وعمود من نور في الليل بدلاً من شعار النسر. ويلسون منذ طفولته الأكثر تأثراً بالصهيونية وهو الذي بعث برسالة رسمية عام 1918م لزعيم الصهيونية الأمريكية الحاخام (ستيفن وايز) مصدقاً بشكل رسمي على وعد بلفور، وبعد ويلسون جاء ثلاثة رؤساء: وارن هاردنغ، فرانكلين روزفلت، هاري ترومان جميعهم عبروا عن صهيونيتهم، وفي عهد ترومان قدمت أمركيا منحة لإسرائيل قدرها مائة مليون دولار مخصصة لمشاريع التنمية بالإضافة إلى القروض. الجنرال ايزنهاور كان عضواً مؤازراً لجمعية (بناي برت) اليهودية وصديقاً لجماعة (شهوديهوه) الإرهابية. جون كيندي هو من قال: إسرائيل ليست مسألة حزبية ولكنها التزام قومي والحزب الديمقراطي ملتزم بذلك. جونسون قال: (إن الكفاح المسلح الذي قام به اليهود المعاصرون من أجل التحرر من الابادة منغمس في نفوسنا). وهكذا نيكسون، وفورد، وكارتر، وريغان، وبوش الأب وكلينتون، وبوش الابن واليوم السيد أوباما. سياسة دفع ثمنها الشعب الفلسطيني قرابة مائة عام، شرد في بقاع الأرض، وعانى من الفقر والجوع والحرمان، قدم الشهيد تلو الشهيد، وعاش الآلاف منه في سجون وزنازين العدو ومازالوا كل هذا لأنهم يدافعون عن ارضهم ومقدساتهم؟ إلى متى الكيل بمكيالين، إلى متى الفيتو الأمريكي، إلى متى تستمر هذه السياسة وانتم تتحدثون عن الديمقراطية والسلام؟ تعالوا أيها الاشقاء العرب لنصنع مستقبلنا بأيدينا تعالوا نردد ما قاله الزعيم عبدالناصر (ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة). المراجع أشرف البربري، بين المسيحيين الصهاينة واليهود الاصوليين تحالف مشبوه يهدد استقرار العالم. مجلة صحيفة الجزيرة العدد 92 ، 17 آب 2004م. عبدالوهاب المسيري عن موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية 6 / 270 284. محمد بن علي آل عمر، عقيدة اليهود في الوعد بفلسطين ص 133. سامي حكيم، أمريكا والصهيونية 1967م. يوسف الحسن البعد الديني في السياسة الأمريكية.