الصحفي: هم يقولون أنه لا توجد دولة؟ الإرياني: اليمن دولة معروفة في كل أنحاء العالم، وعَلَمها مرفوع في الأممالمتحدة، وفي الجامعة العربية. بهذا الشكل يمكن الرد على المطالب الفلسطينية، الدولة الفلسطينية، معروفة عالمياً أكثر من اليمن، وعَلَمها مرفوع في الأممالمتحدة، وفي الجامعة العربية.. وفي 138 دولة صوتت لعضويتها في هيئة الأممالمتحدة 2012م.. ومع ذلك لا وجود لها! بيد أن الإرياني يعود ليشبع هذه النقطة توضيحاً، معترفاً بغياب الدولة "هيبةً وسيادةً وقوةً نافذة" في الداخل المحلي، نافياً بحق أن يصلح هذا الغياب المريع مبرراً كافياً لقيام الحوثيين، بدور الدولة. تحدث الإرياني أيضاً عن قضية الثورة أو ما أسماها" الصراع بين الحزب الحاكم والمعارضة"، وعن المجتمع الدولي، باعتباره راعيا لمبادرات وحلول يمنية خالصة، وعن قضية الجنوب وقضية صعدة وقضية الإرهاب وبناء الجيش ووظائف الدولة.. وغيرها.. لكن العلاقة المتوترة بين الحوثيين والدولة، أو ما وصفها بالوضع الشاذ، والخلافات الداخلية للمؤتمر الشعبي أو ما اعتبرها " تباينات وتصرفات مخالفة للوائح"، كانتا القضيتين الأكثر حساسية من غيرهما، وكانتا السبب في جعل أصداء مقابلته الأخيرة هذه تملأ وسائل الإعلام وتشغل الرأي العام. كان حديثه يصبح أكثر وضوحاً عندما يتعلق بالحوثيين، وأكثر غموضاً وكناية عندما يتعلق بالمؤتمر، بحيث ألقى أكثر من مرة ب "المعنى في بطن الشاعر"الرئيس السابق".! هذه قضية مؤتمرية خالصة، وفي كل حال الإرياني، خصماً أو حليفاً، شخص عاقل، بل أحد أبرز حكماء هذا البلد، ولغته في هذا الحوار كانت، في المجمل، واضحة ودقيقة كما ينبغي لرجل دبلوماسي يمتلك خبرة أكثر من خمسة عقود في صناعة المشهد السياسي والمشاركة في صناعة القرار.