دخل الصراع على كرسي رئاسة «فيفا» أمس منعطفاً جديداً، أزال حال الهدوء التي كانت الأوساط الرياضية تتوقعها في الانتخابات المقبلة، قبل أن يعلن الأمير علي بن الحسين ترشحه لمنافسة السويسري جوزيف بلاتر، في خطوة من المرتقب أن تُشعل الصراع على الكرسي، الذي ينافس عليه أيضاً الفرنسي جيروم شامبين، الذي لم يحظ ترشحه بأي زخم إعلامي، ولا تبدو الفرصة سانحة أمامه لمقارعة المرشحين. ووضع الأمير الأردني حداً بإعلانه الرسمي لحمى التسريبات، التي تصاعدت منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي حول قرار الترشح، الذي ولد من رحم مناقشات واسعة النطاق مع أطراف دولية عدة، أبرزها أعضاء في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي يرى رئيسه ميشال بلاتيني أن ترشح بلاتر لولاية جديدة لا يصب في مصلحة «فيفا»، إذ إنه سبق أن أعلن صراحة أنه لن يمنح صوته للرئيس الحالي قائلاً: «لن أساند بلاتر في ترشيحه لولاية جديدة. لن أسانده أبداً. هو يعرف ذلك، أبلغته بذلك. أعتقد أن الفيفا بحاجة إلى نفس جديد». والأمير علي هو المرشح العربي الثاني في تاريخ المنافسة على رئاسة «فيفا» بعد القطري محمد بن همام، الذي انسحب من صراع الرئاسة ومن ثم الساحة الرياضية وتوارى عن الأنظار، بعد صراع قانوني حاد لا تزال أصداؤه تتردد حتى اليوم. وسيضطر العرب لإعادة النظر في مواقفهم السابقة المؤيدة لجوزيف بلاتر، خصوصاً أن علي بن الحسين يتمتع بعلاقات واسعة، ويحظى بتقدير عال. وعلى رغم أن رئيس المجلس الرياضي العربي رئيس المكتب التنفيذي لاتحاد اللجان الأولمبية العربية الأمير طلال بن بدر أكد قبل أيام، أن جوزيف بلاتر هو رجل المرحلة، وأنه يحظى بتأييد قارتي آسيا وأفريقيا، مبرراً ذلك بوقوفه الدائم معهما، ووقوفه الأخير مع الرياضيين والرياضة الفلسطينية، إلا أن هذه المواقف ربما تتغيّر في ظل ترشح شقيق ملك الأردن للمنصب ذاته. وبدأ الأمير علي بن الحسين مشوار المنافسة الصعب ببيان، بدت فيه لغة التحدي واضحة للعيان إذ قال: «جاءت رغبتي في تولي رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، إيماناً مني بأن الوقت حان لتحويل الانتباه عن الخلافات الإدارية، والعودة إلى الاهتمام بالرياضة ذاتها». وأضاف في إشارة إلى ما يعانيه «فيفا» حالياً من انتقادات واسعة النطاق: «الاتحاد الدولي يستحق هيئة تتولى إدارة شؤونه بأعلى المستويات العالمية، ليكون اتحاداً دولياً يتولى خدمة اللعبة، ويشكل نموذجاً يُحتذى في الأخلاقيات والشفافية والحوكمة السليمة». والمرشح العربي الجديد خاض صراعاً انتخابياً ساخناً عام 2011 على الصعيد القاري، وانتزع خلاله مقعد نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، فضلاً عن أنه يملك مشواراً رياضياً حافلاً في مجال اللعبة الشعبية الأولى، إذ سبق أن تولى منصب رئيس الاتحاد الأردني ورئيس اتحاد غرب آسيا وعضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي، كما يتولى منصب رئيس لجنة اللعب النظيف والمسؤولية الاجتماعية ونائب رئيس لجنة كرة القدم في «فيفا»، ونائب رئيس لجنة التطوير في الاتحاد الآسيوي.