في خطوة مفاجئة، أعلن القطري محمد بن همام سحب ترشيحه لانتخابات رئاسة الاتحاد العربي القدم، وكان رئيس الاتحاد الآسيوي قد أرسل طلب ترشيحه عبر الاتحاد القطري مطلع آذار (مارس) الجاري لمنافسة الامير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد العربي، والذي يشغل هذا المنصب منذ عام 1999، حيث خلف شقيقه الراحل فيصل بن فهد. ويرى النقاد تراجع بن همام بالانسحاب من سباق رئاسة الاتحاد العربية يشكل تنازلاً للسعودية، فيما يرى آخرون أن بن همام يسعى لاستخدام هذه الورقة لتكون نوعاً من المساومة، بحيث يحصل على دعم السعودية له في انتخابات الاتحاد الآسيوي المقبلة وربما رئاسة "الفيفا" حال ترشحه لمنافسة السويسري جوزيف بلاتر.
وتعدّ رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم هي الأولوية والهدف الذي سطّره بن همام منذ فوزه بمقعد المكتب التنفيذي في انتخابات شرسة واجه فيها البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة والذي كان مدعوماً بما كان يعرف ب"جبهة كوريا الجنوبية".
وكان الاتحاد الدولي قد رفض مقترحاً تقدم به محمد بن همام إلى المكتب التنفيذي ل"الفيفا" يطلب فيه تقليص ولاية رئيس الاتحاد الدولي إلى فترتين فقط، ما يعكس رغبته في مواجهة جوزيف بلاتر ومنافسته في غضون عام من الآن على رئاسة إمبراطورية كرة القدم العالمية.
وقال رئيس الاتحاد الآسيوي إنه سيضع خبرته تحت تصرف الاتحاد العربي لكرة القدم وسيخدم الكرة العربية من مواقعه الآسيوية والدولية، فيما يعتبر تراجعاً عن خطه السابق.
وكان بن همام قد انتقد وجود عثمان السعد الأمين العام السابق للاتحاد العربي والذي تقدم باستقالته أخيراً، وقال إن الهدف من تقديم ترشيحه لرئاسة الاتحاد العربي من أجل إحداث تغييرات في اللوائح وطرق العمل. ويجمع النقاد على ان ترشيح بن همام لرئاسة الاتحاد العربي خطوة الهدف منها ممارسة نوع من الضغط او المساومة.
ويرى مسؤول الإعلام السابق في الاتحاد الآسيوي محمد عواضة والمقرب من القطري محمد بن همام أن رئيس الاتحاد الآسيوي لديه استراتيجية واضحة الآن، وهي المنافسة على رئاسة الاتحاد الدولي، وهذا الطموح مشروع بعد نجاحه في تطوير الاتحاد الآسيوي إذ جعل منه مؤسسة تتمتع باحترافية عالية تخدم الكرة في "القارة الصفراء".
الرئيس لن يكون آسيوياً
من جهته يرى عضو "الفيفا" السابق رئيس اللجنة الأولمبية التونسية سليم شيبوب في حديث ل"العربية.نت" أن: "رئيس الاتحاد الدولي القادم لكرة القدم سيكون أوروبياً ولن يكون آسيوياً بأي حال من الاحوال لحسابات لا تخفى عن الجميع، وبالتالي فمن المستبعد أن يفوز بن همام بالرئاسة خاصة أن أوروبا كلها ستصوّت للمرشح الاوروبي وهو بلاتر".
توقيت زيارة بلاتر للسعودية
الموقف السعودي من انتخابات "الفيفا" واضح، حيث أعلنه رئيس الاتحاد السعودي الأمير سلطان بن فهد أخيراً لدى استقباله جوزيف بلاتر في الرياض، عندما قال إنه من المبكر أن تعلن السعودية عن موقفها من انتخابات الاتحاد الدولي.
ولا تمثل السعودية ورقة رابحة لابن همام فقط، حيث كان لرئيس الفيفا جوزيف بلاتر زيارة حميمية لها قبل أيام، أظهر فيها حرصه واهتمامه الشخصي بالرياضة السعودية وتطورها، والتقى خلال زيارته بولي العهد السعودي، وهي من سابقة لا تحدث كثيراً أن يلتقى الرجل الثاني في السعودية مسؤولاً رياضياً أوروبياً، ما يعكس اهمية السعودية بالنسبة له في الانتخابات المقبلة للاتحاد الدولي.
وأعلن بلاتر أن زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض تهدف إلى الحصول على صوت المملكة في انتخابات الفيفا المقبلة، مشيراً إلى "ثقل وتأثير السعودية في الاتحادات والهيئات الرياضية في العالم العربي".
انتخابات "الفيفا"
وتجرى انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم في شهر حزيران (يونيو) المقبل على هامش استضافة جنوب إفريقيا لمونديال 2010، وأعلنت ثلاث شخصيات ترشيح نفسها، وهم الرئيس الحالي جوزيف بلاتر الذي تولى رئاسة "الفيفا" عام 1998، ورئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام، ورئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني.