كشف مصدر في الرئاسة اليمنية، دوافع إيفاد الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، هيئة مستشاريه للقاء زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، في معقل الحركة بمحافظة صعدة شمال البلاد. ونقلت صحسفة المنتصف عن المصدر قولة: أن اللقاء الذي جمع مستشاري رئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني، والدكتور رشاد العليمي، وسلطان العتواني، وصالح الصماد، وعبد الوهاب الآنسي، وعبد الله أحمد غانم، ويحيى أبو أصبع، مع زعيم جماعة أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي؛ لقاء شكلي. وأشار في ذات الوقت إلى أن الهدف الأبرز، كان التمويه على المفاوضات التي عقدها ممثلون عن الرئيس هادي وزعيم الحوثيين في العاصمة العمانيةمسقط، وكذا توفير غطاء محلي يمهد لتمرير ما اتفق عليه الجانبان في العاصمة العمانية. ولم يبين مصدر الصحيفة، ما إن كان لقاء صعدة، ناقش مسودة الدستور وقضية الأقاليم والتمديد للرئيس، لكنه أكد أن هادي اتفق مع الحوثيين في عمان على نقاط رئيسة للمرحلة القادمة. وأضاف، في السياق: "ذهاب مستشارو الرئيس هادي إلى صعدة للقاء زعيم الحوثيين، لهذا الغرض". وأشار مصدر الصحيفة، الى أن اختيار صعدة للإعلان عن اللجنة المشتركة، يأتي ضمن الإجراءات التي شرع فيها الجانبان؛ لتحاشي تداعيات سلبية محتملة. وعن طبيعة عمل اللجنة المُعلَن عنها في غضون لقاء المستشارين بزعيم "أنصار الله" في صعدة، قال مصدر إنها ستتولى إعادة بلورة اتفاق مسقط في اتفاق سياسي جديد، وإخراجه بصورة مختلفة، بحيث يبدو لاحقاً "اتفاقاً محلياً" وكذا بغطاء خارجي، من أطراف إقليمية ودولية، غير تلك التي أسهمت في رعاية اتفاق مسقط. ولفت، إلى أنه جرى الاتفاق على تشكيل هذه اللجنة في غضون أسبوع من ممثلين عن القوى والأحزاب التي شاركت في التوقيع على الاتفاق الموقع في سبتمبر الماضي. وعقب اللقاء، أعلنت جماعة الحوثي التوصل إلى اتفاق مع مستشاري الرئيس هادي، على سرعة تشكيل اللجنة المشتركة، تؤسس بدعم من الأممالمتحدة، ليتم من خلالها معالجة أية "قضايا مثار خلاف". تعزومأرب ضمن "الصفقة" وفي السياق، ذكرت مصادر مقربة من جماعة الحوثيين ل"المنتصف"، أن الحوثيين ناقشوا مع الرئاسة اليمنية الوضع في مأرب، وألمحت بتوصل الجانبين إلى تفاهمات معينة بشأن هذا الملف. وبحسب المصادر، فإن الرئيس هادي التزم باتخاذ إجراءات معينة للتعامل مع الوضع في مأرب، تمهيداً لدخول اللجان الشعبية، لتطهير المحافظة من الإرهاب وتأمين المنشآت الحيوية. وانسحبت قوات الشرطة العسكرية من مواقع تمركزها، في مأرب بشكل مفاجئ، بحسب ما أعلن مسؤول محلي السبت. وتأتي هذه الخطوة، بالتزامن مع تصريح للمتحدث الرسمي لجماعة أنصار الله، محمد عبد السلام، قال فيه: "نحن حالياً نناقش مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والحكومة القيام بواجبها في إزالة هذه البؤر الإرهابية، وإلا فإن المواجهة مع تلك العناصر ستكون ممكنة وليس لدينا خوف من خوض معركة ضدها، لكن بلادنا بحاجة إلى تحرك وطني واسع للقضاء على الإرهاب في أي مكان من اليمن". وتلوح جماعة الحوثي باقتراب مهاجمة محافظة مأرب، التي تقول إنها أصبحت مرتعاً للتكفيريين وتجمعات القاعدة، في وقت تشير المعلومات إلى استعدادات يجريها الجيش اليمني للنزول إلى نفس المحافظة واستعادة العتاد العسكري المنهوب من أيدي القبائل. وفيما يتعلق بالوضع في تعز، قالت المصادر ذاتها، إن تعز احتلت مساحة كبيرة من النقاش، وإن الحوثيين أكدوا على عدم نيتهم دخول المدينة بالمليشيات المسلحة في الوقت الحالي، غير أنهم ناقشوا مع الرئيس هادي حقهم في الوجود السياسي والثقافي مثل بقية القوى السياسية، وهو ما تفهمه الرئيس ووافق عليه.