وجه علي سالم البيض، رئيس ما يسمى " قيادة الثورة السلمية لتحرير الجنوب" كلمة عبر الهاتف اليوم الإثنين إلى الجماهير التي شاركت في تشييع جثمان أربعة أشخاص من عناصر " الحراك الجنوبي" الذي قضوا الشهر الماضي بمواجهات مسلحة مع قوات الجيش والأمن، طالبهم فيها بمواصلة النضال السلمي. وفي كلمته التي بثتها قناة عدن الفضائية التي تبث من العاصمة البريطانية لندن وتتبنى التوجهات الانفصالية للحراك الجنوبي، دعا البيض المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة لإدانة ما وصفه ب " الحرب الهمجية التي يرتكبها نظام صنعاء ضد شعب الجنوب، ومساندة قضيته العادلة". كما حث أبناء الجنوب لرص صفوفهم وتوحيد مواقفهم باعتبارها القوة الحقيقية لهم في مواجهة ما زعم " احتلال الشمال للجنوب"، وأدان في نفس الوقت ما تعرض له المشاركون في مسيرة اليوم من قتل وجرح عند نقطة العند بمحافظة لحج. من جهته أكد الناشط في الحراك عبدالناصر باحبيب في تصريح خاص لموقع براقش نت على أن الحل الأمني واستخدام القوة المفرطة لقمع ومنع قيام الفعاليات السلمية، ومطاردة نشطاء الحراك السلمي لن تجدي نفعا. واعتبر ما حدث اليوم في نقطة العند بمثابة صب الزيت على النار، واشعال لمزيد من الحرائق، ودعوة صريحة للفتنة، وأرضية خصبة لنمو وتوسع ثقافة الكراهية والأحقاد في المجتمع اليمني. وقال باحبيب- رئيس الدائرة السياسية بحزب الإصلاح بمحافظة عدن- إن ما حدث اليوم يدمي القلب وهو أمر مستهجن ومستنكر من كافة القوى الحية والخيرة في الداخل والخارج. وأضاف " إن الاعتداء على موكب جنائزي لتشييع جثمان شهداء النضال السلمي باستخدام الرصاص الحي أمر مرفوض رفضا باتا، ودعا السلطة إلى الاتجاه نحو حلول حقيقية للأزمات التي صنعتها، بدلا من إضافة أزمات أخرى تؤدي للمزيد من الاحتقانات". وفيما يتعلق بفصل خدمات الهاتف النقال عن محافظة لحج وأجزاء من محافظة الضالع عقب أحداث اليوم قال باحبيب" إن هذا الإجراء يوضح مدى الهيستيريا التي وصلت إليها السلطة، ومدى التضييق على الحريات العامة والخاصة التي يتعرض لها أبناء الجنوب". مضيفا " لم يكتفوا بالتنصت على المكالمات بل وصل بهم الأمر إلى قطعها بالجملة، وهذا يعد تقييدا واضحا للحريات يتنافى مع حقوق الإنسان ودستور البلاد". وكانت منطقة العند بمحافظة لحج قد شهدت مواجهات دامية بين موكب لأنصار الحراك الذين كانوا بصدد المشاركة في تشييع جثمان الأربعة القتلى الوارد ذكرهم سابقا، مع قوات الأمن التي تصدت لهم ومنعتهم من تجاوز النقطة. وبحسب الأنباء الواردة من لحج فإن شخصين قتلا وجرح أربعة آخرين، وأفادت مصادر محلية لموقع براقش نت أن عناصر الأمن اعتقلت الدكتور حسين العاقل المدرس بكلية التربية بمنطقة صبر محافظة لحج بدعوى انضمامه للحراك، إلى جانب اعتقال اثنين من المواطنين المشاركين بمسيرة اليوم. وتضاربت إفادات مصادر الأمن مع مصادر الحراك في من استخدم الرصاص، فالأمن يقول أن عناصر مسلحة استهدفت النقطة العسكرية بالرصاص، بينما الطرف الآخر يفيد بأن عناصر الأمن استهدفوا الجماهير العزل من السلاح بالرصاص الحي مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وكان الآلاف من المواطنين تقاطروا في موكب كبير من محافظات لحج والضالع وأبين وعدن للمشاركة في مسيرة تشييع " شهداء النضال السلمي". وشهدت المسيرة اعتداء على مصور وكالة رويترز من قبل الحرس الخاص للنائب الإشتراكي صلاح الشنفرة الذي يرأس هيئة النضال السلمي في الضالع " نجاح "، وفي وقت لاحق اعتذر الشنفرة عن تصرف حراسه، وتعهد بإعادة الكاميرا الخاصة بمصور رويترز.