نجحوا، لوهلة، وبشكل محدود في "شيطنته". القتلة والسفلة والفاسدون والمومسات والأفاقين والمختلسين والانتهازيين.. كلهم رموه بدائهم وانسلوا تباعاً إلى صفوف الثورة. لكنه لم يكن ملاكاً، كانت له سلبيات كبيرة كإيجابياته، فيما كانوا بلا فضيلة ولا شرف، أما تعليق خطاياهم على مشجبه فلخصها الشاعر أحمد شوقي ببيتين على لسان الجن عن البشر: يخون رجالهم فيُقال: خُنّا... وتدفن عارها فينا النساءُ وكم متعوذٍ بالله منا.. تعوذ الأرض منه والسماءُ كان مرعباً للطليعة الثورية، الذين كنا معهم ومن قبلهم، نعارض الرئيس صالح، أن انضمت أغلب عاهات نظامه المريض إلى صفوفنا.! كانت مشكلتنا هي مع ماضي صالح ونظامه، وكان هؤلاء نظام صالح ومشكلتهم ليست مع ماضيه بل في بقاء شخصه حياً يحول دون وراثتهم للعير والنفير. ومازال رقماً صعباً في المعادلة السياسية.. الذين حاولوا ترحيله إلى الآخرة على شظايا حادثة النهدين، رحلوا إلى المنفى على وهج الزحف الحوثي. وكلما أوقدوا ناراً للحرب بينه وبين الحوثيين لضربهما معاً أطفأتها خطوات التقارب المخيب للأطماع. أياً كان الأمر، ماضيه سيكتبه المستقبل، فبعد " ربما" أربعة أو خمسة عقود، سيجد المؤرخون ما يقولونه عنه بموضوعية وإنصاف بعيداً عن المؤثرات المحتدمة الآن. أما الآن، وحتى تضمحل الرغوة الثورية وتنحسر موجة "العفافشة"، ستظل صورة هذا الداهية بالإجماع تتأرجح إيجابا وسلبا بين المبالغات المتضاربة.