نفى مقربون من الاصلاحي مير حسين موسوي الأنباء التي ذكرتها وكالة الانباء الرسمية الايرانية والتي أفادت بان الزعيمين الاصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي غادرا طهران ووضعا قيد الاقامة الجبرية. ولم يستبعد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن تقوم السلطات باعتقال موسوي موضحا أن ترويج الوكالة الايرانية الحكومية الرسمية لهذا الخبر يشير الى مخطط تنوي السلطات تنفيذه بحق موسوي وكروبي. وكانت السلطات الإيرانية أعلنت في وقت سابق عن نقل الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي إلى قرية تسمى "كلار أباد" بمحافظة مازندران الشمالية، بدعوى "الحفاظ على حياتهما". وجاءت هذه الأنباء بعد تصريحات نقلت على لسان النائب العام غلام حسين محسني ايجائي أعلن فيها أن القضاء باشر "بملاحقة موسوي وكروبي وقادة آخرين للفتنة"، وفق ما نقلته الوكالة الفرنسية. وقال النائب حسن نوروزي -حسب ما نقلت عنه وكالة "ايلنا" للانباء- إن ايجائي أدلى بهذا التصريح خلال اجتماع مغلق لمجلس الشورى عقد الاربعاء. وتابع النائب الايراني "أن المطلب الاساسي للنواب كان محاكمة قادة الفتنة واعتقال أشخاص مثل موسوي وكروبي وحتى فايزة هاشمي (ابنة الرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني)". وأضاف نوروزي "ان النائب العام لم يتكلم عن اعتقالات بل قال إن هؤلاء الاشخاص باتوا ملاحقين قضائياً". وشهدت ايران اضطرابات هي الادمى منذ انتخابات الرئاسة التي أجريت في 12 يونيو (حزيران) الماضي وقتل ثمانية أشخاص يوم الاحد واعتقل 20 على الاقل من الشخصيات الموالية للإصلاح بينهم ثلاثة مستشارين بارزين لموسوي. في غضون ذلك، شارك مئات الآلاف من أنصار الحكومة الايرانية في مظاهرات بعدة مدن تأكيداً على ولائهم للمؤسسة الدينية واتهموا قادة المعارضة بالتسبب في اضطرابات بالجمهورية الاسلامية. وهدد اسماعيل أحمدي مقدم قائد الشرطة الايرانية أنصار زعيم المعارضة مير حسين موسوي بمعاملة قاسية اذا شاركوا في مسيرات غير شرعية، وذلك بعد 3 أيام من مقتل 8 متظاهرين في احتجاجات. وشارك مئات الآلاف في المظاهرات التي نظمتها الحكومة ونقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة ورددوا شعارات ضد زعيمي المعارضة مير حسين موسوي والمرشح الرئاسي المهزوم مهدي كروبي. ودخلت الاضطرابات السياسية في ايران مرحلة جديدة مع المواجهات الدامية أثناء احتفالات يوم عاشوراء، وشددت المؤسسة الحاكمة في ايران الاجراءات الصارمة ضد الحركة الاصلاحية منذ يوم الاحد لإنهاء احتجاجات الشوارع. وفي تطور لافت، أعلن زعماء متشددون في تيار المحافظين، وقادة في الحرس الثوري وفي الباسيج، رِدة الزعيم الاصلاحي مير حسين موسوي ومهدي كروبي، فيما يواصل رئيس البرلمان علي لاريجاني سياسة اللعب على الحبال بحسب منتقديه، ويطلق صهره علي مطهري نجل المفكر الراحل مرتضى مطهري مبادرة مصالحة، لا يتردد صداها كثيراً وسط صخب الشعارات المطالبة داخل البرلمان باجتثاث زعماء الإصلاح، حتى لو كان ثمن ذلك جر البلاد إلى حرب أهلية. ووصلت مضايقات قادة الإصلاح حد التهديد بقتل الشيخ مهدي كروبي، وهو ما أشارت له رسالة زوجته المفتوحة حيث حمّلت السلطة مسؤولية ما يقع لزوجها رفيق الامام الخميني الراحل، وأيضا لباقي أفراد أسرتها، في ضوء مايقول نجله إن كروبي يخضع تقريبا لإقامة جبرية، وإن حراسه المؤتمرين من قبل قيادة الشرطة، لايكترثون كثيرا لحمايته خارج منزله. وحذرت أطراف إيرانية معتدلة من احتمال أن تدخل الأزمة الداخلية في إيران النفق المسدود، حيث تتجه إلى مزيد من التصعيد. وتواصلت الاشتباكات بين أنصار المعارضة الإصلاحية والشرطة والباسيج في عدة مناطق من طهران وشيراز وأصفهان بينما شنت السلطات الأمنية حملة اعتقالات تعدت المتظاهرين لتشمل قادة المعارضة واعلاميين كبارا، بينما وضع مهدي كروبي تحت الإقامة الجبرية في منزله. وتشهد إيران هذه الأيام مايشبه ثورة الحشود البشرية التي قادها الإمام الخميني لإسقاط الشاه العام 1979، فبعد فوز أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية قال منافسوه الاصلاحيون ان الانتخابات زورت وخرج عشرات الالاف من الايرانيين في اكبر احتجاجات ضد الحكومة تشهدها ايران منذ اعلان الجمهورية الاسلامية قبل 30 عاما.
وتنفي السلطات أي تلاعب في نتيجة الانتخابات لكن الاحتجاجات لم تهدأ حتى بعد ستة شهور من الانتخابات وبعد اجراءات ضد المتظاهرين وقادة المعارضة. واتهم الحرس الثوري الاعلام الاجنبي بالتعاون مع المعارضة للنيل من الدولة الاسلامية. ودعا متشددون خرجوا الى الشوارع أمس الى عقاب زعماء المعارضة وقال موقع جرس الالكتروني على شبكة الانترنت ان طلاب في جامعتين بطهران اشتبكوا مع ميليشيا الباسيج المتشددة. وتقول المعارضة ان أكثر من 900 متظاهر اعتقلوا يوم الاحد لكن الشرطة تقول ان 500 من "مثيري الشغب" اعتقلوا وان 300 منهم لازالوا رهن الاحتجاز. وذكرت الشرطة أن أحداث القتل "المريبة" يوم الاحد رهن التحقيق ونفت مزاعم للمعارضة اشارت الى أن الثمانية قتلوا في اطلاق نار من جانب الشرطة. وأكد المجلس الاعلى للامن القومي في ايران مقتل ثمانية أشخاص لكن المدعي العام في طهران قال ان عدد القتلى سبعة. وقالت وكالة فارس شبه الرسمية للانباء ان أحد أقارب موسوي كان قد قتل يوم الاحد سيدفن اليوم في مقبرة بهشت زهراء بطهران وذكر موقع إصلاحي إيراني أن عناصر كانوا في سيارة تابعة للباسيج هم من قتلوا نجل شقيقة موسوي ودهسوا ضحيتين في يوم عاشوراء. ويقول الإصلاحيون إن السلطة تروج لنظرية المؤامرة خصوصا في مقتل نجل شقيقة موسوي وباقي ضحايا عاشوراء، كحلقة من مسلسل اغتيالات واسعة قد تشهدها إيران وربما يكون موسوي أحد ضحاياها. وتم دفن نجل شقيقة الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي وسط إجراءات أمنية مشددة وبحضور موسوي وزوجته زهراء رهنورد. وفي سياق الأزمة الداخلية المستمرة في إيران، دخل مستشار موسوي، علي رضا بهشتي، في الإضراب عن الطعام احتجاجا على اعتقاله وطريقة معاملته كما أكدت أسرته ومعلومات واردة من طهران. ورضا بهشتي هو نجل الراحل محمد حسين بهشتي أول رئيس للقضاء بعد الثورة الإسلامية، وقتل في تفجير الحزب الجمهوري عام 1981 مع 72 بينهم نجل منتظري.