حذر خبراء يمنيون مما وصفوه ب كارثة مائية إنسانية جراء التناقص المستمر في المياه بأنحاء البلاد واستنزاف الموارد المائية في زراعة القات، وسط توقعات بأن تكون صنعاء أول عاصمة في العالم تتعرض للجفاف بحلول 2020 . وقال الدكتور خالد حميد أستاذ الزراعة بجامعة صنعاء إن الوضع المائي في اليمن ينذر بكارثة إن لم يتدارك المسؤولون هذا الأمر بسرعة من خلال إعداد إستراتيجية جادة للحد من الاستخدام العشوائي للمياه الجوفية وخاصة التي تستخدم بشكل رئيسي في زراعة القات . ويعتبر القات المحصول الأول في اليمن وأكثرها استهلاكاً للمياه، بنسبة 30 من الموارد المائية المستهلكة سنوياً. ورأى حميد أن مشكلة نقص المياه تؤثر على 80 من سكان اليمن، مشيراً إلى أن المسؤولين في اليمن يتوقعون أن تكون صنعاء أول عاصمة في العالم تجف منها المياه في حدود عام 2020. ويعتمد اليمن الذي لا يوجد به أنهار أو بحيرات على الأمطار والينابيع والآبار والسدود للحصول على احتياجاته الضرورية من المياه. ولا تتجاوز حصة الفرد من المياه في اليمن 110 لترات مكعبة في السنة، أي ما يقرب من 11 من نصيب الفرد في الشرق الأوسط وشرق إفريقيا و2 من المتوسط العالمي، بحسب إحصائيات رسمية. ومن جانبه قال علي السياغي كبير مهندسي الهيئة الوطنية للمياه إن كثيراً من سكان المدن لا تصلهم المياه إلا مرة واحدة في الأسبوع بل إن بعض المدن اليمنية مثل تعز تصل المياه لسكانها كل أربعين يوماً . وأشار إلى أن الكثير من الأهالي لا يمتلكون خزانات أرضية كبيرة لتخزين المياه مما يضطرهم إلى جلب المياه من المساجد أو شرائها من الآبار الخاصة عبر ناقلات المياه وبأسعار مرتفعة. أما في الريف فرأى السياغي أن أغلبية القرويين يعتمدون على جلب المياه من الآبار أو مشاريع حصاد مياه أمطار أو من العيون والتي تبعد كثيراً عن مساكنهم مما يضطرهم إلى جلبها بواسطة الحيوانات التي يقودها الأطفال أو الفتيات . ولفت الخبير اليمني إلى تخلي المزارعين في كثير من القرى عن مزارعهم والنزوح إلى المدن بسبب نقص المياه مما يؤدي إلى ارتفاع النمو السكاني بها ويؤثر بدوره على استهلاك المياه. ويضطر المزارع اليمني إلى حفر الآبار واستخراج المياه الجوفية لري مزروعاته وقد تسبب مع مرور الوقت فيما يصفه الخبراء ب الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية من الأحواض المائية . فعلى سبيل المثال تقدر كمية المياه الجوفية المسحوبة من حوض صنعاء بأكثر من ملياري متر مكعب سنوياً، وينخفض مستوى الحوض 3 أمتار كل سنة وهذا الأمر يتكرر في أحواض مائية بمدن أخرى كصعدة وتهامة وعمران وأبين. واقترح السياغي حلولاً للحد من أزمة المياه أهمها نشر التوعية المائية في المجتمع بأهمية الحفاظ على المياه والتقليل من استخدامها ومنع حفر آبار جديدة إلا للضرورة القصوى، فضلاً عن استخدام وسائل الري الحديثة والاهتمام بمشاريع حصاد مياه الأمطار من برك وسدود وخزانات وغيرها. كما اقترح أيضاً منع التوسع في الأراضي الزراعية المعتمدة على الري من الآبار خاصة زراعة القات .