متابعات توصل باحثون إلى أنّ مركب 'غاما-توكوفيرول' الموجود في الفستق الحلبي هو المسؤول عن الفائدة التي تقدمها هذه المكسرات للوقاية من المرض الخبيث بالإضافة إلى فوائده العديدة التي يقدمها للقلب والجهاز الهضمي فإنّ تناول الفستق الحلبي بشكل يومي يقي من الإصابة بالسرطانات وفقاً للنتائج التي توصل إليها الباحثون في دراسة جديدة قاموا بإجرائها. وخلص باحثو جامعة تكساس إلى أنّ مركب "غاما-توكوفيرول" الموجود في الفستق الحلبي والذي هو شكل من أشكال فيتامين E هو المسؤول عن الفائدة التي يقدمها هذا النوع من المكسرات للوقاية من الإصابة بالسرطانات، حيث قام الباحثون بإجراء تجربة على مجموعة من الأشخاص وعمدوا إلى فصلهم بشكل عشوائي إلى مجموعتين طُلب من المجموعة الأولى أن تتابع نظامها الغذائي المعتاد دون أية تعديلات، في حين طُلب من المجموعة الأخرى أن تضيف إلى نظامها الغذائي حوالي 60 غراماً من الفستق الحلبي يومياً أي ما يعادل مئة حبة. وبعد شهر قام الباحثون بإجراء التحاليل للمجموعتين، فوجدوا أنّ مستويات غاما-توكوفيرول كانت أعلى بكثير لدى الأشخاص الذين تناولوا الفستق الحلبي بشكل يومي مقارنة بالمجموعة الأولى التي لم تتناول هذا النوع من المكسرات. و تجدر الإشارة هنا إلى أن فيتامين E ما هو إلا مجموعة متنوعة من الفيتامينات المنحلة في الدهون، بما في ذلك مركب غاما-توكوفيرول الذي يقوم بالعديد من الوظائف الهامة في الجسم، حيث يؤكد الباحثون بأنّ الحصول على هذا الفيتامين عن طريق الأطعمة كالفستق الحلبي عوضاً عن المكملات الغذائية يضمن للجسم الحصول على الفيتامينات والمعادن والمركبات الحيوية أيضاً وذلك بالإضافة إلى فيتامين E إذ تعمل الأطعمة الغنية بفيتامين E كمضادات للأكسدة تساعد على الحد من الأضرار التي قد تتسبب بها الجذور الحرة، وذلك بالإضافة إلى دورها في حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية، والسماح بالاتصالات الخلوية السليمة. وبالإضافة إلى احتوائه على كميات كبيرة من فيتامين E يعد الفستق الحلبي غنياً بفيتامينات B وخاصة B6 الذي يلعب دوراً كبيرا في الجهاز العصبي حيث يعمل على تحطيم السكريات والنشويات بآلية سليمة، كما يحتوي أيضاً على الحديد الذي يحسن من تدفق الأوكسجين في الجسم ويساعد على تحسين الوظائف المناعية. ومن الجدير بالذكر أنّ الفستق الحلبي يعد من المكسرات المفضلة منذ آلاف السنين وخاصةً لدى أهالي منطقة الشرق الأوسط التي كانت المنطقة الأولى المصدرة له في أواخر القرن التاسع عشر، إلا أنهّ في الوقت الحالي فقد وصل إنتاج كاليفورنيا للفستق الحلبي إلى أكثر من 130 ألف طن سنوياً.