متابعات أكد خبراء التنمية الاقتصادية ان قطاع السياحة والتسوق ينمو بشكل مطرد في الامارات بنسبة تتجاوز 6.5 % سنويا حيث استقطبت دبي وحدها أكثر من 8 ملايين زائر العام الفائت. واستحوذت الأنشطة الترفيهية على 75% من الإنفاق الإجمالي للسياح فيما حققت السوق الحرة 11% زيادة في مبيعاتها . ويرى محللون ان دبي تعد الوجهة المفضلة للسائح الخليجي في العطلات لا سيما بعد "تحذيرات السفر" التي أطلقت إثر توتر الاوضاع ونقص الخدمات وعدم الاستقرار في بعض الدول العربية الأخرى. تشكّل الإمارات إحدى الوجهات الأساسية للسائح الخليجي خلال موسم العطلات والأعياد حيث تشير التقارير المبدئية أن نسبة السياح الخليجيين تجاوزت 30 % خلال هذا الصيف معظمهم من السعودية ؛ وتفيد احصاءات كبرى شركات البطاقات الائتمانية ان "السعوديون هم الأكثر إنفاقاً ببطاقاتهم في إمارة دبي. حيث بلغ مجموع إنفاقهم هناك خلال العام 2011 نحو 910.9 ريال (242.9 مليون دولار). وطبقاً لأرقام السياح السعوديين في دبي أنفقوا 127 مليون دولار على السكن هناك، واشتروا بضائع وهدايا وخدمات في مقابل 94.1 مليون دولار، فيما بلغ إنفاقهم على السفر والترفيه 21.8 مليون دولار". جورج دالينيو المدير الاقليمي لاحدى المجموعات الفندقية قال ل"ايلاف " أن نسبة الاشغال في مجموعته الفندقية قاربت 80 % معظمهم خليجيون حيث تأتي الجنسية السعودية في المقام الاول " مؤكدا ان انفاق السائح الخليجي داخل الفندق ومرافقه أضعاف انفاق السائح الاجنبي. وعن سبب اختياره دبي للسياحة, اشار سعود حامد الشامري (سعودي) ل"ايلاف" :" ان التحذيرات التي أطلقتها دول مجلس التعاون لرعاياها بعدم السفر الى دول التوتر ساهمت في ذلك " مشيرا الى انه اعتاد ان يمضي اجازته في لبنان غير انه غير وجهته هذا العام نحو دبي للاضطرابات من جهة ولنقص الخدمات من جهة اخرى ولارتفاع الاسعار الغير مبرر من جهة ثالثة . أما معصومة خميس (كويتية ) فليست قلقة من "الاضطرابات الامنية في لبنان " على حد قولها فهي تمتلك بيتا في "بحمدون" لكنها ستمضي صيفها بين دبي ولندن هذا العام لان نقص الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي سببا رئيسيا في اختيارها وجهة سياحية اخرى. وبالعودة الى مراكز الترفيه في دبي, اكد أحمد الخاجة نائب رئيس إدارة قاعات المعارض والمؤتمرات في مركز دبي التجاري العالمي أنها "تشهد إقبالا مميزا" من الأسر المواطنة والزائرة مشيرا الى اهمية "القاعات المكيفة " التي ترفع لافتة "كامل العدد" . أما فؤاد منصور شرف المدير تنفيذي لمراكز التسوق التابع ل "ماجد الفطيم " فقال "أن مبيعات مول الإمارات وديرة سيتي سنتر ومردف سيتي سنتر خلال الأسبوعين الماضي ارتفعت بنسبة 15% في المائة كما ارتفعت أعداد الزوار بنسبة 10% في المائة. من ناحية أخرى أكد بديع الشامي مدير التسويق السياحي ل"إيلاف " : "ان العامل الثقافي مهما جدا في الجانب السياحي " مشيرا الى وحدة "العادات الخليجية والاطعمة وغيرها تجعل السائح الخليجي مرتاحا في الامارالانه لن يضطر الى تغيير شكل لباسه او نمط تصرفاته علاوة على انه يحصل على ترفيه بمواصفات عالمية وبأسعار جيدة ". وهذا ما أشار له ايضا عبدالله الدح الرئيس التنفيذي لمؤسسة الزاجل لإدارة المعارض : "أعتقد أننا قدمنا أنفسنا بصورة مختلفة عن النمطية مؤسسين لأبجدية جديدة في عالم السياحة والتسوق تستفز كل مقومات السوق الإماراتي الكامنة " مشيرا الى " المعادلة الناجحة" عبر التوازن بين الأهداف التجارية والثقافية، مؤكدا ان نسبة الحجوزات وصلت إلى 100% من المساحة المتوفرة من قبل المستثمرين في "قرية الشعب " التي يشرف عليها. واكدت حمدة الظاهري ( عمانية ) ل "ايلاف " : "انها تفضل دبي على غيرها لانها لا تجد نفسها مضطرة لخلع العباءة او النقاب " كما ان بامكانها ارتياد كل مرافق السياحة دون ان يزعجها احد على حد قولها مشيرة الى ان معظم الفنادق تحتوي على مرافق مخصصة للسيدات. وكان التقرير الصادر عن "بنك أوف أميركا ميريل لينش"، أشار الى دخول 8 ملايين زائر العام الفائت وان قطاعي السياحة وتجارة التجزئة، يمثلان اللبنتين الأساسيتين وأضاف التقرير أن دبي ستحتاج إلى 965 .72 ألف أو 868 .18 ألف غرفة فندقية، لاجتذاب 6 .1 مليون نزيل إضافي بحلول عام 2020 . ووفقاً لشركة "جونز لانغ لاسال" فإن دبي تخطط لإضافة 300 .11 ألف غرفة بحلول العام 2014. كما توقع مجلس السياحة والسفر العالمي أن ينمو قطاع السياحة والتسوّق الإماراتي بمعدل 6.5 في المئة سنوياً حتى عام 2021، و اشارت الدراسة إلى أن الأنشطة الترفيهية في الإمارات تستحوذ على نصيب الأسد من الإنفاق الإجمالي للسياح والذي لامس سقف ال 75%.
