أعداد هائلة من المتسولين يملأون الشوارع والطرقات طيلة العام ، غير أن شهر رمضان شهد تزايداً ملحوظاً في عدد المتسولين الذين يتكدسون في الجولات وأمام أبواب بيوت الميسورين. هذه السنة، رمضان مختلف، فلم يعد المتسولون يتكدسون في الجولات وأمام البيوت، بل باتوا يحتلون الشوارع والأرصفة والساحات حتى ضاقت بهم. بعض من هؤلاء تدفعهم الضرورة للتسول كالإعاقة والعجز وغيرهما، وبعضهم رأى فيها مهنة مربحة تدر عليهم دخلاً لا بأس به، بيسر ودون عناء. والمؤسف أن عدداً كبيراً من هؤلاء لم يكتف بممارسة الشحاذة داخل البلاد، بل انطلقوا إلى خارجها حتى وصلوا إلى الأردن.. شقيق لي يدرس في جامعة اليرموك في إربد قال إنه لم يعد يجرؤ على الصلاة في أي من مساجد المدينة، فعقب كل صلاة ينبري واحد من اليمنيين باكياً: يا إخواني أنا أخوكم من اليمن .. إلى آخر المعزوفة التي يحفظونها عن ظهر قلب، فيجود عليهم أهل الإحسان بالمقسوم، شقيقي أضاف أنهم بدأوا يجتاحون قرى وأرياف الأردن، هذا عن صغار المتسولين، أما عن المتسولين فئة خمسة نجوم من وجهاء ومشائخ ومسئولين فإنهم يغادرون البلاد في هذا الشهر (الكريم) بجوازات سفر دبلوماسية، وما أن يفرغوا من أداء مناسك العمرة، حتى يعودوا إلى فنادقهم بانتظار الصدقات والزكوات معززين مكرمين.