متابعات عبرت قوى عراقية عن استيائها من عدم وجود أي شيعي بين العراقيين المتدربين على الطائرات الأميركية أف 16 المقاتلة التي تعاقد العراق على شرائها من الولاياتالمتحدة وسط دعوات بتأجيل الصفقة احتجاجًا على ما أطلقت عليه التمييز الطائفي للطيارين حيث لايوجد من بين المرشحين للتدريب على الطائرات البالغ عددهم 350 فنيا اي شيعي وانما سنة وأكراد فقط لكن قيادة القوة الجوية اكدت انها اعتمدت الخبرة والكفاءة في الاختيار. طالب التحالف الوطني "الشيعي" الحاكم بتأجيل صفقة طائرات اف 16 "في ظل هذا التمييز الطائفي للطيارين على حساب هويتهم" وذلك اثر اعلان قيادة القوة الجوية العراقية قبل ايام استكمال الفحوصات الطبية لحوالي 350 فنيا بينهم 10 طيارين للعمل على طائرات أف 16الاميركية المقرر وصولها الى العراق في ايلول (سبتمبر) عام 2014. وقال مصدر في التحالف ان رئاسة القوة الجوية لم تراع مسألة التوازن في قضية تسمية الطيارين حيث ركزت على المكونين السني والكردي فقط الأمر الذي أثار حفيظة التحالف الوطني ومطالبته بتأخير وصول الطائرات المتعاقد عليها والبالغ عددها 36 طائرة. ولذلك فقد طالبت لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب العراقي مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بتزويدها قوائم أسماء الطيارين العراقيين المتدربين على الطائرات "للتأكد من تحقق توازن مكونات الشعب فيها". ومن جهته كشف مصدر عراقي ان قيادة القوة الجوية العراقية التي يتولى منصبها كردي قد اكدت ان وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون قد طلبت ان لايكون هناك شيعي بين الطيارين العراقيين الذين سيتدربون على طائرات أف 16من دون توضيح اسباب ذلك لكن مصادر اخرى رجحت ان يكون الدافع لذلك خوفها من نقل اسرار هذه الطائرات الى ايران التي ترتبط بعلاقات قوية مع القوى الشيعية العراقية. ويضم سرب هذه الطائرات الذي تم التعاقد عليه 32 طائرة مقاتلة حربية مزودة باحدث تقنيات الاتصالات العسكرية الجوية حيث وقعت الحكومة العراقية اتفاقية مع الولاياتالمتحدة الاميركية لتدريب عشرة طيارين عراقيين تمهيدا لموافقة واشنطن على بيع العراق هذه الطائرات في شهر اذار (مارس) الماضي يؤمل ان تصل الى بغداد عام 2014. ويقوم سلاح الو الاميركي حاليا بمساعدة العراق على اعادة بناء قواته الجوية التي تم تدميرها كليا في حرب الخليج الاولى عام 1991 والغزو الاميركي للعراق عام 2003 وتعد هذه المساعدة واحدة من جملة نشاطات يراها المراقبون دلالة على العلاقة الستراتيجية طويلة الامد بين بغداد وواشنطن. وكانت القوة الجوية العراقية تمتلك سابقا مقاتلات نفاثة روسية وفرنسية الصنع مع كامل البنى التحتية الضرورية لابقائها جاهزة للقتال تحت اي ظرف. خلافات حول ترشيح الطيارين ومن جهته كشف النائب احسان العوادي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي عن وجود خلاف بين الكتل السياسية حول ترشيح عدد من الطيارين من الطائفة السنية وحدها من قبل القوة الجوية العراقية للتدريب على طائرات اف 16 حصريا. وقال العوادي "كان المتفق عليه استلام عشر طائرات من قبل الولاياتالمتحدة في هذا العام وبقية الطائرات تستلم خلال السنتين 2014 و2015} وترشيح 10 طيارين للتدريب على الطائرات في المعاهد والشركات المتخصصة لدى الولاياتالمتحدة". وأشار العوادي إلى أنّ "المشكلة ان هؤلاء الطيارين الذين تم ترشيحهم من قيادة القوة الجوية العراقية باعتبارها الجهة المسؤولة من طائفة واحدة هي السنية ".. وقال"اننا فوجئنا ان اغلبية المرشحين لدورة تدريب الطيارين من الكرد مما أثار حفيظة بقية الكتل الشيعية". وأضاف العوادي في تصريح نقلته وكالة الفرات نيوز الناطقة بلسان المجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم ان "مثل هذا الامر يثير الريبة والقلق من قبل بعض الجهات التنفيذية لاسيما وان الموضوع يتعلق بالسلاح فنحن لدينا طيارين من الشيعة الاكفاء، بالأضافة إلى أنّنا الاغلبية في البلد فلماذا الترشيح يكون من طائفة واحدة وليس من جميع الطوائف؟". ومن جهته عد النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان وصول مبدأ المحاصصة الى اختيار الطيارين الذين سيرسلون الى الولايات للتدريب على قيادة الطائرات ا أمرا معيبا للغاية وغير حضاري. وقال عثمان في تصريح صحافي ان وصول المحاصصة الى اختيار الطيارين الذين سيتدربون في الولاياتالمتحدة على قيادة طائرات اف 16امر في غاية الخطورة كون الخبرة والكفاءة هما المقياس الحقيقي لاختيار الطيارين بسبب حساسية المهمة وأهميتها في الوقت نفسه. وأشار إلى أنّ "مسألة اختيار الطيارين يجب ان تحكمها بالإضافة الى الكفاءة والخبرة ضوابط صارمة من ضمنها عدم تورط الطيارين في جرائم يحاسب عليها القانون فضلا عن وجود الكثير من الطيارين السابقين الذين يمتلكون درابة في مجال الطيران الحربي". أما القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي فقد دعت إلى أن يكون اختيار الطيارين العراقيين وفق اسس ومعايير خاصة بعيدة عن المحاصصة الطائفية والحزبية. قائد القوة الجوية يوضح لكن قائد القوة الجوية العراقية الفريق الاول الركن الطيار أنور حمه أمين وهو كردي ابدى استغرابه من تصريحات بعض السياسيين بشأن تمثيل المكونات الدينية والقومية في مجموعة الطيارين الذين سيتدربون في الولاياتالمتحدة الاميركية على قيادة الطائرات وقال إن "سياقات العمل في ارسال وجبة الطيارين للتدريب في واشنطن اعتمدت مقاييس تتمثل بإجراءا امتحانات اللغة والكفاءة واختيار الطيارين تم من خلال لجنة فنية مهنية من خارج القوة الجوية". وأضاف قائلا "وجدت نفسي مضطرا للحديث عن هذا الموضوع الذي نعتمد نحن فيه الخبرة والكفاءة فالمجموعة التي ارسلت تضم سنة وشيعية وكرد وتركمان". وأشار إلى أنّ هذه المجموعة قد اخضعت للاختبارات في الولاياتالمتحدة وفشل فيها اربعة من الطيارين من مجموع عشرة وتم تعويضهم بأربعة طيارين اخرين وقد يفشل اغلبهم أو قد يجتازوا الاختبارات. وأوضح "حاليا هناك 13 طيارا عراقيا في واشنطن يجرون اختبارات منهم تسعة من الشيعية وواحد من السنة واثنان من الأكراد وواحد تركماني وقد يفشل أغلبهم أو قد يجتازوا الاختبارات في عملية تعتمد على الكفاءة والخبرة وليست على المكونات فنحن في الاختيار لا ننظر إلى الطائفة التي ينتمي اليها الطيار. وقال في تصريح وزعه المركز الخبري العراقي الرسمي "كان على السياسيين قبل التصريح الاتصال بنا والاستيضاح حول الموضوع قبل الحديث فيه". ووقعت الحكومة العراقية اتفاقية مع الولاياتالمتحدة في اذار الماضي لتدريب 10 من طياري القوة الجوية العراقية في خطوة تعد تمهيدا للموافقة الأميركية على بيع العراق طائرات مقاتلة نوع أف 16.