في صراع الدولة المدنية.. دولة النظام والقانون مع القوى التقليدية القبلية والدينية والعسكرية، لا يوجد حل وسط؛ إما أن تنتصر الدولة انتصاراً نهائياً ويسود النظام والقانون، وإما أن تسقط الدولة وتنتصر هذه القوى المتخلفة وتسود الفوضى والولاءات الضيقة ويهيمن النفوذ القبلي والديني والعسكري. بين هذين الخيارين المصيريين وبين هاتين المنطقتين المتقاطعتين, البيضاء والسوداء، لا توجد منطقة رمادية يمكن أن نقف عليها..! إما أن نكون مع الدولة والجميع تحت سقف النظام والقانون..أو أن نرضخ للقوى التقليدية القبلية والدينية والعسكرية، وننقاد لها ونطيعها..! لأن الصراع هنا تناحري مصيري، فالقوى التي جعلت نفسها بديلة للدولة لا تنوي الاستسلام حتى الآن؛ إذ إنها لاتزال تعتقد أننا كشعب يجب أن نظل قطعاناً منذورة لها ولخدمتها.. وأن صراعها مع الدولة والنظام والقانون هو صراع من أجل البقاء.. صراع مصيري بلا هوادة..! لا يمكن أن تسود العدالة والمساواة وينتهي الظلم والغبن أو أن يسود الأمن والاستقرار وتنتهي الفوضى في ظل تعدد جهات النفوذ والهيمنة وتعدد الزعامات والولاءات القبلية والدينية والعسكرية..! ً الدولة هي الحل.. والنظام والقانون هو الخيار الأوحد..! عندما نخضع جميعاً المواطن العادي والجندي وشيخ القبيلة والزعيم الديني والقائد العسكري...إلخ للدولة وللنظام والقانون.. حينها فقط نستطيع أن نقول: أن الثورة انتصرت..! [email protected]