ما تحتاجه ثورة ال26 من سبتمبر في عيدها الذهبي أكثر مما احتاجته عند انطلاقتها عام 62م..! تحتاج الثورة اليوم إلى اصطفاف واسع وقوي لقوى التقدم والمدنية على اختلاف ألوانها ومشاربها، المؤمنة بالدولة المدنية الحديثة وبالنظام والقانون والعدالة والمساواة وكل القيم المعاصرة في مواجهة القوى التقليدية المتخلفة القبلية والدينية والعسكرية المحقونة بثقافة الاستبداد والفساد والمشدودة إلى زمن اللا دولة..! انتصاراً للثورة السبتمبرية ولقيمها ومبادئها النبيلة ، فإن الواجب الوطني المقدس يحتم على هذه القوى أن تحتشد في خندق واحد وأن تخوض صراعاً مصيرياً لا هوادة فيه وأن تنتصر انتصاراً أبدياً على قوى التخلف والاستبداد ، وتشيّد اليمن الجديد الذي منعت هذه القوى بناءه وتقدمه وعرقلت مسيرة تطوره وارتكبت أبشع الجرائم والمؤامرات لإفراغ الثورة من مضمونها الحقيقي محاولةً وأد أهدافها للعودة بالشعب اليمني إلى مربعات الجهل والتخلف والولاءات الضيقة الكهنوتية والعشائرية والأسرية والمناطقية المقيتة..! على قوى التحديث والمدنية سواء في الاحزاب والتنظيمات السياسية (المشترك والتحالف الوطني) او في الحراك الجنوبي او المستقلين من الشخصيات الفكرية والاعلامية..إلخ، أن تتماسك اليوم أكثر من أي وقت مضى ، وتشد أزر بعضها بعضاً ، وأن تلتقط هذه اللحظة التاريخية التي تلوح في الأفق لإنقاذ اليمن من براثن التخلف والاستبداد القبلي والديني والعسكري، وانتشاله من مستنقع الفوضى واللادولة.. وهذا ما لا يتحقق إلا بالانتصار التام للثورة.. الانتصار الحاسم لقوى التحديث والمدنية. أقول: إن الهدية الكبرى التي تنتظرها الثورة في عيدها الذهبي من الرموز الوطنية التي تتصدر المشهد السياسي اليوم ، أن تتآزر وتتلاحم، وأن ترص الصفوف في الداخل والخارج وأينما تتواجد لتشكل تكتلاً عريضاً يدخل مؤتمر الحوار الوطني بكل ثقله وأوراقه الضاغطة حتى ينتصر حتماً لليمن الجديد وللدولة المدنية الحديثة التي بدونها سيظل الوطن في شرنقة التخلف والاستبداد..! هذا هو الانتصار الحقيقي للثورة السبتمبرية.. وهذه هي العودة الحقيقية لروحها ولقيمها ومبادئها.. وهذا هو الانبعاث المتجدد لها في تواصلها وتلاحمها مع انتصارات الثورة الشبابية الشعبية السلمية. [email protected]