أعلن متظاهرون مناهضون لجماعة الإخوان المسلمين، مساء اليوم الجمعة، دخولهم في اعتصام مفتوح أمام مقر رئاسة الجمهورية بالقاهرة، حتى يتم تنفيذ مطالبهم وفي مقدمتها حل جماعة الإخوان المسلمين. وأكد عدد من المتظاهرين حول مقر رئاسة الجمهورية، مساء الجمعة، عن دخولهم في اعتصام مفتوح أمام مقر رئاسة الجمهورية بحي مصر الجديدة "شمال القاهرة"، حتى يتم تنفيذ مطالبهم وفي مقدمتها حل جماعة الإخوان المسلمين، ووقف هيمنة الجماعة على مقدرات البلاد، وإطلاق الحريات العامة في إطار القانون، وبحل الجمعية التأسيسية التي تقوم بوضع مشروع دستور جديد لمصر. وكانت التظاهرات المناهضة للإخوان المسلمين قد اتسع نطاقها في القاهرة وعدة محافظات مصرية أبرزها محافظة الغربية حيث أفادت مصادر محلية بأن ثلاثة من عناصر الشرطة بينهم ضابط بقسم شرطة المحلة أول أصيبوا بجراح جراء رشقهم بالحجارة. كما شهد محيط المنطقة الشمالية العسكرية بمنطقة "سيدي جابر" بمحافظة الأسكندرية ملاسنات بين المناهضين للإخوان وبين "مؤيدي الاستقرار". وقالت مصادر متطابقة بالأسكندرية للوكالة إن الملاسنات تطورت إلى تشابك بالأيدي وإطلاق الرصاص في الهواء. وكانت مسيرتان مكونتان من مئات المتظاهرين المناوئين لجماعة الإخوان المسلمين وصلتا، بوقت سابق من اليوم، إلى النصب التذكاري للجندي المجهول بضاحية مدينة نصر. ووصلت مسيرتان قدمتا من ميداني التحرير والعباسية، بعد ظهر اليوم، إلى النصب التذكاري للجندي المجهول بضاحية مدينة نصر "شمال شرق القاهرة"، حيث انضمتا إلى مئات المتظاهرين المتواجدين هناك إستعداداً للإنطلاق في وقت لاحق إلى مقر رئاسة الجمهورية للمطالبة بحل جماعة الإخوان المسلمين. وردَّد المتظاهرون هتافات "الشعب يريد إسقاط الإخوان"، "بيقولوا إسلامية وهمَّ شوية حرامية"، و"لا لا للإخوان"، و"يسقط يسقط حُكم المرشد" في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين. كما حملوا لافتات "مصر حتفضل مدنية"، و"يا الله يا الله .. إسقط مرسي واللي وراه" في إشارة إلى الرئيس المصري محمد مرسي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، ومزقوا صوره، ما أدّى إلى وقوع تشابك بالأيدي بين المناوئين للإخوان ومناصرين لهم بمحيط مسجد "النور" بالقرب من ميدان العباسية. وفي غضون ذلك، طالب حزب الحرية والعدالة، في بيان أصدره الجمعة، قوات الشرطة والجيش بالقيام بدورهما في حماية المتظاهرين السلميين ومنع أية اعتداءات عليهم. ودعا الحزب، كافة وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة إلى "تحري الصدق في كل ما يُعرض للعامة"، والتأكيد على دور الإعلام الرائد في بناء الوطن، داعياً أعضائه إلى عدم التواجد بالشوارع فى فترة التظاهر "إيماناً بحرية الرأي، ومنعاً لاستغلال بعض المتربصين للأحداث في الاعتداء على المتظاهرين". وحذّر البيان من وجود فئات مندسّة أو الطامحين لعودة النظام الفاسد السابق تقوم بالإعتداء على أي من الممتلكات العامة والخاصة، أو الإعتداء على المتظاهرين السلميين "حيث سيتم التعامل معها من قبل الأجهزة المسؤولة بالقانون وبما يضمن حماية أمن الوطن والمواطنين"، مشيراً إلى أن التظاهر السلمي حق لجميع المصريين وأن الحرية كل لا يتجزأ وأن ثورة 25 يناير من أولى أهدافها حرية التعبير والرأي. وكان عدد من المتظاهرين المناوئين لجماعة الإخوان المسلمين بميدان التحرير وسط القاهرة تعرَّضوا، بعد ظهرالجمعة، للضرب على يد مجموعة من المعترضين على التظاهر. وقال مشاركون بالمظاهرة، إن 3 على الأقل من المتظاهرين ضد جماعة الإخوان المسلمين تعرّضوا لضرب مبرح على يد مجموعة رافضة للتظاهر، موضحين أن المتظاهرين ردَّدوا هتافات "يا إخوان يا إخوان يا عملاء الأمريكان"، و"يسقط يسقط حُكم المرشد". وأضاف المشاركون أنه تم إسعاف المصابين من خلال سيارات الإسعاف المتواجدة بمحيط ميدان التحرير، مشيرين إلى أن وزارة الصحة المصرية دفعت بعدة سيارات إسعاف تتمركز بميدان سيمون بوليفار المجاور لميدان التحرير. وكانت مجموعة من المعارضين لمظاهرة الجمعة تجمعوا بالقرب من مسجد عمر مكرم عقب صلاة الجمعة للتعبير عن رفضهم للتظاهر ضد الإخوان المسلمين وللمطالبة بمنح الرئيس المصري محمد مرسي القيادي في الجماعة، الفرصة الكاملة لتنفيذ برنامجه الإصلاحي. وتفرض قوات الأمن المصرية معزَّزة بسيارات مصفّحة، من بعد ظهر اليوم، طوقاً أمنياً حول مقر رئاسة الجمهورية شمال القاهرة، تحسّباً لاتساع نطاق مظاهرة مناوئة لجماعة الإخوان المسلمين كانت انطلقت باتجاه مقر الرئاسة. وأغلقت عناصر الأمن المركزي الشوارع المحيطة بمقر رئاسة الجمهورية المصرية مع بدء مئات المتظاهرين بالإحتشاد في محيط النصب التذكاري للجندي المجهول المعروف باسم "المنصة" بضاحية مدينة نصر وإمكانية تحركهم إلى مقر الرئاسة. وفي غضون ذلك، يتجمّع عشرات من المتظاهرين بميدان التحرير وسط القاهرة إستعداداً للإنضمام إلى "متظاهري المنصة". وكان عشرات من المواطنين المصريين توافدوا، الجمعة إلى النصب التذكاري للجندي المجهول إستعداداً للتظاهر أمام مبنى رئاسة الجمهورية عقب صلاة الظهر تأكيداً على الطابع المدني للدولة، واحتجاجاً على هيمنة جماعة الإخوان المسلمين على مقدرات الدولة المصرية، ومحاولتها صبغ المجتمع المصري بصبغة الإسلام السياسي. وانتشرت عناصر من الأمن المصري ونشطاء بمحيط المقر المركزي لجماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي "حزب الحرية والعدالة" والمقار الفرعية للجماعة والحزب، تحسّباً لأية محاولة للإعتداء على تلك المقار. وأغلقت عناصر الجيش الطريق المؤدي إلى مبنى وزارة الدفاع من جهة ميدان العباسية وسط القاهرة، ووضعت حواجز معدنية وأسلاكاً شائكة حول مبنى الوزارة وأمام مدخل جامعة عين شمس المجاورة. ودعا محمد أبو حامد النائب السابق في مجلس الشعب "البرلمان المصري" المنحل، المتظاهرين، عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" الجمعة، إلى التجمّع أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بعد إغلاق الطريق أمام ضريح الزعيم جمال عبد الناصر المجاور لمبنى وزارة الدفاع حيث كان من المقرَّر أن يتجمع المتظاهرون. وكان أبو حامد وعدد من التيارات والنشطاء السياسيين دعوا إلى التظاهر يوم 24 من أغسطس/ آب الجاري، ضد ما يعتبرونه محاولات جماعة الإخوان المسلمين فرض هيمنتها على مؤسسات الدولة المصرية عبر منهج إقصائي يستبعد غالبية المصريين من المشاركة في صياغة مستقبل بلادهم.