تجاهل الإعلام اليمني الحكومي، أمس لليوم الثالث على التوالي، الإشارة إلى قرار لجنة الحوار بشأن الاعتذار للجنوب وصعدة، وهو ما اعتبره مراقبون رفضا من “قوى سياسية وعسكرية نافذة” في البلاد. لكن مصدراً مسؤولاً في وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، ذكر ل”الاتحاد” أن الوكالة “لم تتلق أي خبر بشأن قرار اللجنة من القنوات الرسمية”، موضحا أن الوكالة “مؤسسة وطنية غير معنية بالصراعات السياسية”، وأنه “سبق وأن نشرت الوكالة خبرا عن تسليم اللجنة تقريرا إلى الرئيس هادي” يتضمن توصيات بمقترحات يتم تنفيذها قبل مؤتمر الحوار الوطني، الذي من المقرر أن يستمر ستة أشهر. وأعرب حزب الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح عن دهشته، أمس من قرار لجنة الحوار الوطني بضرورة “الاعتذار رسمياً” عن الحرب الأهلية التي اندلعت في جنوب البلاد، صيف 1994، والحروب التي شنها الجيش على جماعة مسلحة متمردة في الشمال، خلال الفترة ما بين ما 2004 و2009. وقال قيادي بارز في حزب “المؤتمر الشعبي العام”، الشريك الرئيسي في الحكومة الانتقالية، ل”الاتحاد” :” ليس للمؤتمر ما يعتذر عنه”، مشيرا إلى أن الحرب التي خاضتها قوات الرئيس السابق، على قوات نائبه الأسبق، الجنوبي علي سالم البيض، بعيد إعلان الأخير في مايو 1994 انفصال الجنوب عن الشمال “لم تكن حرباً خاصة بالمؤتمر”، الذي يتزعمه صالح منذ تأسيسه في أغسطس 1982. وأضاف القيادي في حزب “المؤتمر”، طالبا عدم ذكر اسمه، أن “الدولة، وليس المؤتمر، هي من خاضت حرب 1994 والحروب ضد الحوثيين” في محافظة صعدة الشمالية، مؤكداً استعداد حزبه، الذي كان يحكم البلاد خلال اندلاع تلك الحروب، مناقشة أسباب هذه الحروب، التي أسفرت عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، وألحقت أضرارا كبيرة باقتصاد اليمن، البلد الأفقر في المنطقة. واستغرب القيادي في حزب صالح طريقة إعلان اللجنة الرئاسية، المكلفة بالتحضير لمؤتمر حوار وطني شامل في نوفمبر القادم، قرارها بضرورة الاعتذار لأهالي الجنوب وصعدة “وكأن هناك طرفا أخطأ وطرفا اعتدي عليه”، مذكراً في الوقت ذاته بأن “كثير من الإصلاحيين والاشتراكيين شاركوا في حرب 1994”، التي أقصت الحزب الاشتراكي - الذي كان يحكم جنوب اليمن حتى إعلان الوحدة الوطنية – عن الائتلاف الحاكم في حينه، والذي كان يضم أيضا “المؤتمر” وحزب “الإصلاح”، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في هذا البلد.