أصبحت مشاهد عمليات القاعدة ضد الجيش والأمن اليمني وقيادات عسكرية مرموقة مشهدا يوميا معتادا يتجاوز في أهميته وتأثيره كل الملفات الساخنة والمعلقة علي الساحة اليمنية ومنها مثلا مشكلات التسوية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وانشقاقات حكومة الوفاق، والشروط التعجيزية لبعض القوي للدخول في الحوار الوطني المرتقب وانقسام الجيش اليمني بين قوات موالية للرئيس السابق وقوات مؤيدة للثورة والتغيير. ويؤكدمراقبون للشأن اليمني أن القاعدة بمسمياتها المختلفة ومنها أنصار الشريعة استطاعت أن تفرض أسلوبها في المواجهة وأن تتغلغل داخل المدن وتصل إلي المنشآت الحكومية وهربت من غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار علي أماكن تجمعاتها في الصحراء, وبلغت جرأة القاعدة حد توزيع منشورات علي المصلين في العيد بعدن دعت فيها الناس إلي الابتعاد عن المراكز الأمنية والعسكرية باعتبارها أهدافا لها. ويعتبر محمد سيف حيدر المتخصص في شئون الإرهاب أن ما يقوم به تنظيم القاعدة من عمليات مؤخرا, دليل علي اليأس الذي وصل إليه, وهي تشير علي ما يبدو إلي قرب إغلاق ملفه, حيث يظهر من خلال العمليات أنه يتبع استراتيجية انتقامية,بعد هزيمته في أبين وشبوة. ويضيف حيدر: لقد أراد تنظيم القاعدة أن يوصل رسالة بأنه موجود ولا يزال قادرا علي تنفيذ عملياته, فالقاعدة تختار بعناية كبيرة أهدافها في المناسبات الدينية. وأشار حيدر إلي أن هناك ارتباكا في الأداء الأمني, ناتج عن الارتباك الذي تمر به اليمن بشكل عام, حيث نلاحظ غياب التماسك في القرار الأمني.