بالتزامن مع اتهام حزب الله الوزير الفرنسي برنارد كوشنير بتشجيعه "إسرائيل على الامعان في اعتداءاتها على لبنان"، ومحاولته "تغطية انتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية"، فضلاً عن إدانة الخارجية الإيرانية لمضمون هذا الموقف ووصفه ب"المتواطئ"، برز موقف إسرائيلي لافت على لسان الوزير الإسرائيلي من دون حقيبة يوسي بيلد . إذ رأى يوسي بيليد الوزير بدون حقيبة السبت ان حربا جديدة تلوح في الافق بين الدولة العبرية وحزب الله بعد الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان في صيف 2006 مستهدفة الحزب الشيعي اللبناني. وقال "اننا نتجه نحو مواجهة جديدة في شمال (اسرائيل) لكن لا يمكن لاحد التكهن بتوقيتها، مثلما كنا نجهل في اي وقت كانت حرب لبنان الثانية ستندلع". وتعقيبا على هذا التصريح اصدر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "توضيحا" في بيان. واكد في بيانه ان "اسرائيل لا تسعى اطلاقا لمواجهة مع لبنان وتريد السلام مع هذا البلد كما مع جميع جيرانها". وقال بيليد القائد السابق لمنطقة شمال اسرائيل العسكرية في كلمة القاها في بئر السبع (جنوب) "مع ان حزب الله عضو في الحكومة اللبنانية، الا انه ليس لديها اي نفوذ عليه. وان ضرب العنف شمال (اسرائيل) فسوف نحمل سوريا ولبنان المسؤولية". وتابع "خلافا لكثيرين غيري (من المسؤولين السياسيين) اعتبر ان السلام ليس هدفا بحد ذاته بل مجرد وسيلة لضمان وجودنا". من جهته، عزا مسؤول منطقة جنوب لبنان في حزب الله الشيخ نبيل قاووق السبت ازدياد التهديدات الاسرائيلية للبنان خلال الفترة الاخيرة الى خشية اسرائيل من اقتراب الذكرى الثانية لاغتيال القائد العسكري البارز للحزب عماد مغنية والذي هدد الحزب الشيعي بالانتقام له. وقال في احتفال محلي "ان العدو يعلم بان دماء الشهيد مغنية ستبقى تلاحقه حتى هزيمته الكبرى". واغتيل مغنية في 12 شباط/فبراير 2008 في دمشق في تفجير سيارة مفخخة. واتهم حزب الله اسرائيل باغتياله. واكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله لاحقا ان الحزب يحتفظ لنفسه بحق الرد على مقتل مغنية. وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اعرب في 20 كانون الثاني/يناير عن خشيته من "عملية اسرائيلية" تستهدف لبنان، مشيرا الى تكثف الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق الاراضي اللبنانية في الفترة الاخيرة. ونفى نتنياهو توقعات الوزير الليكودي في بيان جاء فيه: "أن إسرائيل لا تبحث عن أي نوع من المواجهة مع لبنان.. إسرائيل تسعى للسلام مع جميع جيرانها". واعترف الوزير الإسرائيلي بفشل حرب لبنان الثانية قائلاً "حقاً حصل فشل"، إلا أنه لم يحمل مسؤولية هذا الإخفاق لشخص بعينه وأنه ناتج عن تراكمات سنوات طويلة سبقت الحرب منذ أن تقرر تقليص القوات البرية، وسيادة الاعتقاد بأنه يمكن تحقيق حسم عسكري في المعركة عن طريق الصواريخ وسلاح الجو. وكانت صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية قد توقعت أن تتحول أي مواجهة عسكرية مستقبلية بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب واسعة بين إسرائيل ولبنان، قائلة إن قيام الحزب بنشر صواريخه الطويلة المدى على مساحة كبيرة في شمال لبنان ومنطقة البقاع سيؤدي حتما إلى اتساع رقعة القتال. ونقلت الصحيفة أن حزب الله لم يعد عصابة بل أنه يمارس حربا هجينة تشتمل في آن واحد على تكتيك العصابات من جهة وإستراتيجية الجيش النظامي ومبادئه اللوجيستية من جهة أخرى. وتتسق تصريحات بيليد مع أخرى أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الأسبوع الماضي تصريحات دعا فيها القوات الإسرائيلية إلى البقاء في جهوزية ويقظة كبيرتين على الرغم مما وصفه بحالة الهدوء السائدة على طرفي الحدود. وحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن أي تصعيد ونصح حزب الله بعدم محاولة خرق هذا الهدوء الذي قال إنه في مصلحة الطرفين. ويذكر أن باراك، قد توعد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي باستهداف لبنان، وليس حزب الله، رداً على أي هجمات قد تقوم بها الجماعة اللبنانية في تصعيد للتوتر على حدود إسرائيل الشمالية. وقال إنه يحمل لبنان مسؤولية أي صراع مع حزب الله، مضيفاً "حزب الله ليس هدفنا، في مثل هذه الحالة.. هدفنا سيكون دولة لبنان."