شهدت أربيل عاصمة الاقليم مراسيم افتتاح القنصلية بحضور القنصل عبد المنعم عبدالرحمن صالح ومحافظ أربيل نوزاد هادي، وذلك عقب اجتماع القنصل مع رئيسي الاقليم مسعود بارزاني وحكومته نجيرفان بارزاني. وأكد صالح في مؤتمر صحفي مشترك مع هادي أن بلاده لن تتخلى عن إقليم كردستان بأي شكل من الاشكال.. وأشار إلى أنّ العمل سيجري لزيادة التبادل التجاري بين الجانبين. وعبّر القنصل عن سعادته بوصوله إلى اقليم كردستان.. وقال إن مباشرته بمهامه ستكون فاتحة خير للجميع، كما نقلت عنه وسائل اعلام كردية. واكد ان بلاده ستطور علاقاتها الثنائية مع اقليم كردستان مشددًا على انها لن تتخلى عن الاقليم في هذه الظروف التي يمر بها. من جهته، وصف محافظ أربيل نوزاد هادي افتتاح القنصلية السعودية في الاقليم بأنها خطوة كبيرة على طريق تطوير العلاقات بين الرياض وأربيل. وكان السفير السعودي الجديد في العراق ثامر السبهان قد زار إلاقليم في الثاني من الشهر الحالي وأجرى مباحثات مع بارزاني تناولت العلاقات بين الرياض وأربيل في جميع المجالات. وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم قد اكد لدى استلامه اوراق اعتماد السفير السعودي الجديد في العراق ثامر السبهان في الثامن عشر من الشهر الماضي رغبة بلاده في توسيع علاقاتها مع السعودية خدمة للسلام والازدهار في المنطقة، وأشار إلى أهمية العلاقات التاريخية التي تجمع شعبي البلدين وضرورة توسيع اطر التعاون في المجالات الإقتصادية والثقافية والامنية كافة. ومن جانبه، نقل السبهان إلى الرئيس معصوم تحيات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مؤكدًا عزمه على بذل كل جهد ممكن من أجل تطوير العلاقات بين البلدين. وقال إن "المملكة تُؤمِن بضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة العراق وأنَّ وحدة وقوة الشيعة والسنة والكرد هي قوة للعراق والمنطقة". وأشار إلى أنَّ "الملك سلمان بن عبد العزيز شدَّد على ضرورة الحُضُور الفاعل للسفارة والعمل إلى جانب الحكومة العراقيّة باعتبار العراق ركناً من أركان العالم العربيِّ والإسلاميِّ وزاوية من زوايا الأمن والاستقرار في المنطقة مُتطلعاً إلى أن تشهد المرحلة المقبلة تفعيل العلاقات بين بغدادوالرياض في المجالات السياسيّة، والاقتصاديّة، والأمنيّة". وعيّنت السلطات السعودية في حزيران (يونيو) عام 2015 ثامر السبهان أول سفير مقيم لها في العراق منذ عام 1991 حيث كانت السعودية اغلقت سفارتها في بغداد عام 1990 عقب الغزو العراقي للكويت. وشهدت العلاقات العراقية السعودية حالة من الفتور والتأزم منذ تولي المالكي رئاسة الوزراء في عام 2006 إذ اتهمت السعودية في أكثر من مناسبة الحكومة العراقية ورئيسها بممارسة نهج طائفي في السلطة فيما ظل المالكي وبعض القيادات الشيعية المنتمية للتحالف الوطني تتهم الرياض بالوقوف وراء أعمال العنف في العراق وتشير إلى أن وجود سعوديين في العراق ضمن الجماعات المسلحة يدل على هذا الأمر، فيما اتجهت تلك العلاقات إلى الانفراج بعد وصول العبادي إلى السلطة، الذي أكد في أكثر من مناسبة على سعيه لإعادة جسور التواصل مرة أخرى مع جميع دول العالم لاسيما المجاورة، حيث زار وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري السعودية قبل زيارة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اليها مطلع عام 2014.