اوباما يفوز بفترة ولاية رئاسية جديدة ... الخبر الذي تناقلته باهتمام بالغ وعلى الهواء مباشرة جميع المحطات الإخبارية العالمية والعربية وكأنه سبق تاريخي ومفاجأة لم تكن في الحسبان !! هذه النتيجة " المنطقية " معروفة سلفا للكثير من المحلليين السياسيين على مستوى العالم وعلى مستوى منطقتنا العربية خاصة وإنها تتوافق بشكل كبير و إرادة اللوبي الصهيوني الأمريكي مع احترامي لإرادة الناخب الامريكي الذي يسهل خداعة وتغيير قناعاته في هذا الشأن الانتخابي من قبل هذا اللوبي الشيطاني الذي لازال يسيطر على الإعلام ووسائل الدعاية الانتخابية الأكثر تأثيرا داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية .
الرئيس الأمريكي باراك اوباما نجح ونجحت حملته الدعائية أمام منافسة الجمهوري ولكنه بالإضافة إلى دعم حزبه وقدراته الخطابية المؤثرة حضي بدعم غير عادي من هذا اللوبي الذي لازال يؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية وهي حقيقة يعرفها الجميع داخل وخارج أمريكا .
اوباما القادم من القارة الأفريقية قبل أن يفوز في ولايته الأولى وبعد أن أصبح رئيسا اتهم باتهامات عدة أبرزها اتهامه بأنه يخفي إسلامه باعتبار انه من أصول كينية مسلمة وأبوه " حسين " مسلم وبالتالي الابن على دين أبيه ... ولكي يثبت للأمريكيين امريكيتة الخالصة وكفره الحقيقي بالإسلام وتنكره لأصله ولاسم أبيه بالغ كثيرا في تقربه للوبي الصهيوني الأمريكي الأكثر تأثيرا كما أسلفنا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية .
فعلى المستوى الداخلي دافع اوباما بقوة على ما يسمى غربيا " بحقوق " المثليين والشواذ من الجنسين لكي يثبت فقط انه متحرر من الدين ومن القيم الدينية أيا كان مسماها !!
وعلى المستوى الخارجي تفوق اوباما على سلفه جورج بوش في معاداته للإسلام والمسلمين حتى وان ظهر إعلاميا بغير ذلك من خلال إطلاقه بين الفينة والأخرى لبعض التصريحات والخطابات التي تخفي وراءها الكثير لأنه يعلم من خلال التقارير الاستخباراتيه والدراسات الامريكية الاسترتيجية بان الشعوب العربية والإسلامية شعوب عاطفية وسطحية التفكير يمكن خداعها ببضع الكلمات ومن ثم تمرير المخططات بكل سهولة وهو ما حدث بالضبط من خلال النجاحات التي حققها في هذا الشأن بداية من نجاحه في تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة في العديد من الدول العربية والإسلامية وانتهاء بما صارت عليه أمريكا اليوم من هيمنة وتوسع نفوذ وسيطرة اكبر بكثير من السابق بل إنها اليوم تتدخل بشكل مباشر في صنع العديد من القرارات العربية والإسلامية على المستوى المحلي للدول أو المستوى الدولي ...
وحليفتها المدللة في المنطقة إسرائيل تعيش اليوم بفضل المتغيرات الجديدة والتي كان لأمريكا ولإدارة اوباما دور كبير في إحداثها .. تعيش اليوم ربيع حقيقي ونشوة كبرى افتقدتها منذ هزيمتها الكبرى عام 1973م خاصة وهي ترى سوريا كدولة وشعب وجيش تذبح بأيد أبنائها وبسكاكين أشقائها .
وبالتالي باراك اوباما بالنسبة لإسرائيل وللوبي الصهيوني الأمريكي وغير الأمريكي هو الرئيس الأفضل للسنوات الأربع التي مضت وللسنوات الأربع القادمة ... وهذا لا يعني أن مرشح الحزب الجمهوري اقل ولاء لهذا اللوبي ولكن اوباما بالنسبة لإسرائيل أكثر الرؤساء الأمريكيين ذكاءا وانجازا للمخططات الصهيونية التي تستهدف الإسلام والمسلمين ومنطقتنا العربية بشكل خاص .
في الجزء الثاني من هذا الطرح التحليلي سنتناول ان شاء الله أهم الانجازات التي حققها الرئيس الأمريكي باراك اوباما وإدارته الديمقراطية في الشأن الخارجي خاصة ما يتعلق بشئون منطقتنا العربية وهو ما يهمنا ويهم شعوبنا وعلاقتنا كدول مع الولاياتالمتحدةالأمريكية .