تناولنا في الجزء الأول العلاقة الحميمة التي تربط إدارات البيت الأبيض المتعاقبة بشقيها الجمهوري والديمقراطي مع جماعة الضغط والتأثير الأكثر حضورا في الولاياتالمتحدةالأمريكية على المستوى السياسي والاقتصادي والإعلامي وهي ما يعرف مصطلحا باللوبي الصهيوني الذي لازال يسيطر ويؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية منذ عقود .... هذا اللوبي يتحالف اليوم مع رئيس اثبت حتى اليوم ولاء وإخلاصا كبيرا للصهيونية العالمية ولدويلة إسرائيل وهو أكثر الرؤساء الأمريكيين ذكاء و انجازا لمخططات هذا الكيان الشيطاني في المنطقة وقد تحقق في فترة ولايته الأولى التي انتهت بإعادة انتخابه لفترة جديدة مالم يحققه العديد من أسلافه وزملائه من الرؤساء الأمريكيين السابقين فيما يخص منطقتنا العربية . وللتوضيح أكثر و استكمالا لما بداءناه سنعرض أهم ما تم انجازه في عهد أوباما وإدارته الديمقراطية في فترة ولايته الأولى فيما يخص كما أسلفت منطقتنا العربية وقضاياها المركزية من خلال العرض التالي :
- المساهمة الأمريكية المباشرة في خلط الأوراق الفلسطينية وتجميد ما يسمى بعملية السلام وضياع القضية واندثار المقاومة السلمية أو المسلحة واتساع الهوة بين الضفة والقطاع والدعم الغير مباشر لسياسة حكومة نتنياهو فيما يخص تهويد مدينة القدس وتهئيتها لتكون بشطريها الغربي والشرقي العاصمة " الأبدية " لإسرائيل من خلال فرض الأمر الواقع وبناء مئات الوحدات الاستيطانية على ترابها المحتلة .
- تشويه صورة الإسلام والمسلمين وحماية وتشجيع كل من يسيئون إلى الإسلام والى رموزه ومقدساته في وسائل الإعلام الامريكية والغربية وكان آخرها الفيلم المسيء للرسول محمد عليه الصلاة والسلام .
- المساهمة الأمريكية الفاعلة في إثارة الفتن الطائفية والمذهبية في إطار الدولة الواحدة أو بين الدول وابلغ مثال على ذلك ما يحدث في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي مصر , وما يحدث حاليا من حشد عسكري وإعلامي وحرب غير معلنه بين إيران من جهه والمملكة السعودية وبعض دول الخليج من جهه أخرى والقادم يحمل الكثير في هذا الشأن الخطير إن لم يصحو الجميع شيعة وسنة .
- تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة على طريق التقسيم الاستعماري الجديد للمنطقة " مشروع الشرق الأوسط الكبير " .
- تشجيع ودعم الفوضى والصراع الدموي في العديد من الدول العربية والإسلامية كما حدث في ليبيا وما يحدث اليوم في سوريا وإيهام الشعوب إعلاميا بان ما يحدث ميلاد جديد وربيع عربي وثورات شعبية على الظلم والاستبداد والفساد ...الخ .
- إحكام السيطرة الأمريكية والوصاية المباشرة على القرار العربي والقرار الإسلامي على المستوى المحلي والدولي تحت ذريعة التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة .
- تمهيد الطريق للكيان الصهيوني ولأعداء الأمة العربية للسيطرة الكلية على الأمة وعلى ثرواتها ومقدراتها .
طبعا بعض الانجازات لم تستكمل بعد وبالتالي فترة الأربع سنين القادمة من حكم اوباما ستشهد المزيد إلى أن تستكمل العديد من المخططات الصهيوامريكية الإستراتيجية خاصة تلك التي تتعلق بشئون منطقتنا ومنطقة الشرق الأوسط .عموما ...
ختاما .... الشهور والسنين القليلة القادمة ستحمل معها الكثير من الأحداث والمتغيرات في الوطن العربي إن لم تصحوا الأنظمة الحاكمة من غفلتها وتغلب مصالح بلدانها وأمتها على مصالحها الضيقة سواء كانت أنظمة قديمة أو جديدة... ووحدها الأيام ستثبت للجميع صحة هذا التشخيص الذي لازال الكثير في عالمنا العربي يدرجه باستخفاف وغباء في إطار التهويل والتنظير والوقوع تحت تأثير ما يسمى بنظرية المؤامرة حتى بعد انكشاف المستور ووضوح الحقائق وتجلي الشواهد والأحداث المعاشة والمنظورة !!!