قبل أن يتسلم باراك أوباما السلطة في العشرين من يناير القادم ويُنصّب رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية ستكون هناك "مناورة" أمنية عسكرية بداية ديسمبر القادم في البيت الأبيض سينفذها الفريق الأمني المتخصص بحمايته.. والهدف منها احتمال أية كارثة هجومية إرهابية على البيت الأبيض وإتقان كيفية التعامل معها.. ومعنى ذلك أن هاجس الإرهاب سيظل موجوداً وبقوة، والخوف والقلق سيظلان مصدر إزعاج لقيادة البيت الأبيض.. مع التفاؤل بأن آلية التعامل مع الإرهاب ستتغير في عهد أوباما بما يخفف من الضرر بعد أن أكدت التقارير السنوية لوزارة الخارجية الأمريكية أن الإرهاب زاد منذ أن حاربه جورج بوش. ولن ينسى الشعب الأمريكي ما حلّ به من كوارث في عهد الرئاسة البوشية لثمانية أعوام أزهقت فيها روح المال الأمريكي وتعددت الخسائر البشرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وسيظل الجميع يتذكرون أن والدة جورج بوش "الابن" قالت بعد انتخاب ابنها بالولاية الأولى: "يا للهول.. لقد اختاروا أغبى أبنائي رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية"..!!. لقد تجرع الجميع الويلات بسبب ذلك الغبي الذي يؤكد بأنه فاقد لما يشير إليه المثل الذي يقول: "العقل مال" فلا وجد العقل ولا حافظ على المال.. وهاهي أمريكا تدشن بداية النهاية؛ إلا إذا كان لدى أوباما جديد يعيد لأمريكا التوازن.. والهيبة .. والسيطرة.. مع أني أشك كثيراً في ذلك!. وعلى عكس كثير من المتفائلين بمجيء أوباما ابن المهاجر الكيني المسلم إلى كرسي الرئاسة الأمريكية والحكم العالمي؛ فإني أرى أن الأيام القادمة وخاصة بعد العشرين من يناير القادم ستحمل لنا المفاجآت التي لا أظن أنها تسر. ورغم أن أوباما أكد منذ البداية أنه سينتهج سياسة متزنة، وسيعتمد على الحوار مع إيران، وسيعيد النظر في ما هو حاصل من استعمار في العراق وافغانستان؛ إلا أن ذلك لا يكفي لننتظر سرعة خروج الاحتلال من العراق أو إعادة الحق المسلوب في فلسطين، فاسرائيل مازالت جاثمة ليس على العالم؛ ولكن على السياسة الأمريكية وتوجهاتها.. وخططها .. وآلية عملها. وقد يكون أوباما أكثر تعصباً لاسرائيل من أجل أن يثبت أنه غير متعصب للعرب ولا للمسلمين.. ويؤكد أنه لا يجامل ولا يحابي ولو بمضاعفة الضرر والقسوة والتشدد أكثر من بوش. ونظرة بسيطة إلى المؤشرات الأولية التي تخص المرشحين الجدد لتولي المناصب العليا في البيت الأبيض مع أوباما نجد أن الغالب في "قائمة المرشحين" على علاقة قوية باسرائيل، وهذا الأمر يزرع الخوف في قلوبنا من تكرار المآسي التي لم يعتذر عنها حتى الآن جورج بوش. المرشح الأقوى لشغل عمل كبير موظفي البيت الأبيض هو الاسرائيلي "رام إيمانويل" وهو ابن بنيامين أورباخ، أحد أهم قادة المنظمة الصهيونية "أرجون". الرئيس الفخري للمنظمة اليهودية "العدالة ليهود الدول العربية " ريتشارد هولبروك مرشح قوي لوزارة الخارجية؛ وغيرهما كثيرون سيخضعون للمقابلات في البيت الأبيض لاختيار ما يصل إلى "7840" معيناً رئاسياً، والغالب فيهم الولاء عنده لاسرائيل. وصحيح أننا فرحنا أو لنقل شعرنا بالراحة لمجيء أوباما؛ ابن العائلة الكينية المسلمة إلى الرئاسة الأمريكية، وننتظر أن يغير السياسات الخاطئة، ويعيد لأمريكا كثيراً مما فقدته؛ لكن الأمر ليس بأيدينا، ولا أظن أنه سيكون بيده؛ لأن هناك لوبياً صهيونياً لا يريد للعالم الأمن ولا الأمان ولا الاستقرار. ويا خوفي أن يثبت أوباما الولاء والطاعة لذلك اللوبي الخطير الذي سيدمر أمريكا أولاً.. وشعوب العالم الآخر.. وبالأخص شعوب منطقة الشرق الأوسط!!.