في محاولة لإفشال مفاوضات الكويت التى من المقرر انعقادها بين وفدي الشرعية والانقلابيين اليمنيين في 18 أبريل الجاري، وإطالة أمد الحرب أرسلت ميليشيا الحوثي وفد من حلفائها لزيارة طهران، فما هو الهدف من الزيارة في هذا التوقيت، وهل ميليشيا الحوثي سوف تدخل مفاوضات الكويت بتصورات إيرانية من شأنها تفخيخ المؤتمر وعرقلة التوصل إلى تسوية سياسية، وما هي فرص نجاح الهدنة التى من المقرر أن تبدأ مساء اليوم؟ قالت مصادر يمنية في صنعاء إن وفدا من القوى الحليفة لميليشيات الحوثي، بدأ زيارة للعاصمة الإيرانيةطهران. وبحسب المصادر، فإن وفد حلفاء الحوثي يضم محمد محمد الزبيري الأمين المساعد لحزب البعث، ومحمد صالح النعيمي رئيس الدائرة السياسية لحزب اتحاد القوى الشعبية، وياسر الحوري نائب رئيس حزب الحق، وعمار السقاف. وأشارت المصادر إلى أن الوفد التقى عددا من المسؤولين الإيرانيين، بينهم مساعد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، حيث جرى بحث آخر تطورات الوضع في اليمن والتحضيرات لعقد مؤتمر الكويت المقرر عقده في الثامن عشر من الشهر الحالي.
إيران تفخخ مفاوضات السلام يري مراقبون أن إرسال ميليشيات الحوثي لوفد من حلفائها يؤكد حقيقة أن الميليشيات مازالت تتلقى التعليمات والتوجيهات من القيادة الإيرانية، وسوف تدخل مفاوضات الكويت بتصورات إيرانية من شأنها تفخيخ المؤتمر وعرقلة التوصل إلى تسوية سياسية. في أول تصريح منذ تسلمه مهام عمله رئيسا لوزراء اليمن، قبل أسبوع، وجه أحمد عبيد بن دغر، اتهامات صريحة لإيران بمحاولة عرقلة التوصل إلى حل سلمي في اليمن، مشيرا إلى أن محاولاتها تهريب الأسلحة إلى الحوثيين ما تزال مستمرة. وقال لدى استقباله السفير الأميركي لدى اليمن، استمرار تدفق الأسلحة على متن سفن إيرانية، يؤكد إصرار الجانب الإيراني على التدخل في الشؤون اليمنية، وعلى زعزعة استقرار المنطقة"، مؤكدا جدية حكومته في تحقيق وقف إطلاق النار مع الحوثيين عبر مفاوضات الكويت. وفيما شددت الحكومة الشرعية على قرب استكمال اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين المقرر دخوله حيز التنفيذ، غدا، أشارت جماعة الحوثيين إلى أنها سلمت ملاحظاتها على مسودة الهدنة إلى الأممالمتحدة، وإن النقاش حولها ما يزال دائرا. من جانبه شدد مستشار وزير الدفاع السعودي، أحمد عسيري، على أن إيران تمثل عامل عدم استقرار في المنطقة وتسعى إلى إطالة أمد النزاعات في دول عربية عبر دعم ميليشيات مرتبطة بطهران. وأكد عسيري في تصريحات له أن تصرفات إيران في اليمن تعكس تحديها للقرارات الدولية،موضحاً أنها تتحدى قرارات الأممالمتحدة وإرادة المجتمع الدولي وتسعى لإطالة النزاع باليمن، مشيرا إلى أنها تخالف قرار مجلس الأمن 2216 الذي يمنع إرسال أسلحة إلى الميليشيات ولفت مستشار وزير الدفاع السعودي إلى وجود إجماع دولي على أن سلوك إيران في المنطقة لا يساعد على إحلال الأمن، مضيفاً يتضح على الأرض، رغبة طهران في استمرار حالة عدم الاستقرار داخل دول عدة، عبر دعم عمليات ميليشيات الحوثي في اليمن وحزب الله الإرهابية والميليشيات في العراق وسوريا.
نجاح المفاوضات ضربة لمشروع الإيراني بالمنطقة اعتبر المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا اللواء محمد الحلبي إن أهمية المفاوضات المرتقبة في الكويت بين الحكومة والانقلابيين تكمن بالدرجة الأولى في نقل الأزمة من المربع العسكري إلى المربع التفاوضي والأخير لن يكون سهلاً بل سيستغرق وقتاً طويلاً، نتيجة تشرذم المجموعات الإرهابية وعدم التزامها بمعايير الشرف العسكري أو الالتزام السياسي، ولكنه كما يؤكد هو أفضل حالاً من المربع العسكري الذي يعني المزيد من الدماء والضحايا وكلهم من اليمنيين. وعمّا إذا كان يرى أن عودة الشرعية بالكامل إلى اليمن تشكل ضربة قوية للمشروع الإيراني في المنطقة العربية؟، اعتبر اللواء الحلبي انه سيكون ضربة لهذا المشروع في جزء من المنطقة، فما زالت إيران تمرح عسكرياً وسياسياً في كل من العراق وسوريا ولبنان، وهو ما اعترف به أحد كبار مسؤوليها عقب سيطرة الحوثيين على صنعاء عبر تأكيده أن رابع عاصمة عربية باتت خاضعة لقبضة بلاده، غير أن إجهاض هذا المشروع في اليمن له مذاق خاص في هذه المرحلة، لاسيما أن إيران كانت تستهدف من وراء دعمها للحوثيين في اليمن الوصول إلى باب المندب، مع ما يمثله هذا المضيق من أهمية على صعيد الأمن القومي العربي، فضلاً عن أمن الجزيرة العربية والبحر الأحمر، وبالتالي فإن هذه العودة عبر الإنجاز العسكري النوعي، أو عبر المفاوضات ستقطع ذراع إيران في هذا الجزء المهم والاستراتيجي من الوطن العربي.
ميليشيا الحوثي تجند شبكات جديدة وتتزامن زيارة الحوثيين إلى طهران، مع أنباء تتحدث عن وجود مدربين عسكريين من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في صنعاء، لتدريب ميليشيات الحوثي. أكدت مصادر إعلامية يمنية أن ميليشيات الحوثي تنفذ تدريبات عسكرية نوعية لمسلحيها بإشراف مباشر من قبل مدربين إيرانيين ولبنانيين تابعين لحزب الله، وذلك بمقر جامعة الإيمان شمال صنعاء. ونقل موقع "الربيع" الإخباري عن تلك المصادر قولها إن الحوثيين كثفوا دوراتهم وتدريباتهم لمسلحين جدد استقطبتهم الميليشيات للانضمام إليها خلال الفترة الماضية وربطت مصادر بين استمرار الدعم الإيراني للحوثيين والذي يركز على الإعدادات العسكرية، وبين لقاء الوفد الحوثي بمساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين عبد اللاهيان، قبيل انعقاد مباحثات الكويت في 18 الجاري، موضحة أن الحوثيين سيتعاطون مع المباحثات في إطار التوجيهات الإيرانية، التي تسعى إلى إفشال المفاوضات وإطالة أمد الحرب.
هل تتوقف المدفعية باليمن؟ وبدأت الهدنة اليمنية مساء امس الأحد ، كمحاولة لأن ينعم اليمنيون بسلام بحثوا عن فرص للتوصل إليه في سويسرا مرتين، ويستعدون حالياً لإجراء مفاوضات في الكويت فما هي فرص نجاح الهدنة وما تأثيرها على المحادثات المرتقبة في الكويت. من جانبه قال سفير اليمن لدى الأممالمتحدة خالد اليماني إن وقف إطلاق النار هذه المرة يختلف عن المرات السابقة، فلجنة التهدئة بدأت منذ الأسبوع الماضي أعمالها في الكويت وتم إعداد ورقة تفاوضية، كما أن وقف إطلاق النار هذه المرة ستراقبه القوى الفاعلة في المجتمع بالإضافة إلى لجنة تضم عسكريين موالين للشرعية وآخرين من طرف الانقلابيين، تحت إشراف المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ. وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي إن العمل على تنفيذ الهدنة يتم عبر مسارين: الأول هو المسار الثنائي بين السعودية وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، والثاني هو المسار الأممي من خلال مباحثات الكويت. وأضاف أن الحوثيين أبدوا ملاحظاتهم على اقتراحات الهدنة، لافتا إلى أن تصريح مستشار وزير الدفاع السعودي أحمد عسيري بضرورة تنفيذ الحوثيين للقرار الأممي 2216 مقابل وقف التحالف إطلاق النار يدور في فلك ما قيل سابقا، وهو ما قد يؤدي إلى فشل اتفاق الهدنة من جديد. أما الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي فأشار إلى أن الظروف المحيطة بالجولة الجديدة من وقف إطلاق النار لا تبشر بخير، لأن الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح لم يقدموا موقفهم بشكل واضح من المسألة، لأن تركيزهم ليس على مباحثات الكويت، وإنما على المباحثات السرية التي تجري في الرياض برعاية مباشرة من الولاياتالمتحدة. وأضاف أن الحكومة الشرعية واضحة في استعدادها لوقف إطلاق النار، لكن الطرف الآخر لم يظهر جدية في هذا الشأن، بل إن هناك مراوغة.