تستضيف الكويت اليوم طرفي النزاع اليمني. «النوايا الحسنة» توقف النار و«الوسيط النزيه» يدعو إلى الحل. الفريقان في آخر المطاف يقبلان بالحوار... في الكويت. الحوار يجمع الضد بالضد في أرض الكويت لتعيد البلاد صناعة التاريخ مرتين، مرةً «لوقف النزيف الشعبي» ومرة لتعود عاصمةً للوفاق اليمني، كما حكى التاريخ... مرات ثلاث. لكن الكويت التي غلّبت الوفاق تعالت أيضاً على جروح الأمس حين كان اليمن في قائمة دول «الضد» عقب موقفه من الغزو العراقي، لتغدو الحكمة الكويتية بالتسامح والتسامي مضاهية «للحكمة اليمانية» في الموروث. «الحوار» في اليمن ساندته الكويت يوم ساهمت في «المبادرة الخليجية» لدعم المسار السياسي عقب اضطرابات عام 2011 لتوقع على طاولة الحوار في الرياض بنود الوثيقة التي وضعت بذور الإصلاح السياسي و«الحوار الوطني» بعد عقود من حكم نظام علي عبد الله صالح الموصوف بالاستبدادية. «الحل» الذي نادت به الكويت سياسياً، لم يثنها عن «الحزم» بعد السيطرة الحوثية على الأرض وتهديد أمن المملكة العربية السعودية، ما «قلب الطاولة» مجدداً لتشارك الكويت ضمن «التحالف العسكري» بقيادة السعودية مع قوات تابعة للسلطة اليمنية. المواجهة بدأت حينها بين فريقي التحالف و «السلطة الشرعية» من جهة و «المتمردين» من أخرى. لكن الدور الكويتي في الوساطات النزيهة عبر عن ذاته متجاوزاً تصريحات «الحلفاء» إلى مواقف الخصوم في «معركة الحزم» ليصرح الحوثيون أن «الكويت هي القادرة على صنع السلام». وفي «حوار الكويت» اليوم يبحث المجتمعون «دور الحوثيين في اليمن الجديد» بعد عبور مسائل وقف الحرب... الحوثيون هم أعداء الأمس. بالأمس البعيد صوت اليمن ضد قرار تحرير الكويت من الغزو العراقي في عام 1990 واتخذ موقفاً مضاداً للحق الكويتي، واليوم يجتمع اليمنيون في الكويت لتعيد لهم استقرارهم بعدما سعت إليها الأمم باعتبارها مقراً مثالياً للمفاوضات. اليمن موصوف تاريخياً ب «السعيد»، واليمانيون هم أرباب الحكمة كما قيل. لكن اليوم الحكمة كويتية... واليمانيون يجتمعون في «قلب» البلاد سعياً لحوار وإجماع وطني يعيد اليمن سعيداً كما كان ذات زمن.